الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور محمد باقر الصدر في إشعال الحرب العراقية الإيرانية (1)

جعفر المظفر

2020 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


في إشارة للحرب العراقية الإيرانية حملت مقالتي ما قبل الأخيرة - حزب الدعوة بين العمالة الفقهية والعمالة التقليدية - النص التالي : صار سياقيا تحميل الخميني – صدام مسؤولية إشعال تلك الحرب وإهمال الضلع الثالث الذي يتحمل المسؤولية معهما وهو محمد باقر الصدر,
لهذا وجدت أن العودة لمواصلة الكتابة عن هذا الموضوع, والذي يتعلق بإتهام الصدر تحديدا, قد أصبحت لازمة, حتى لا تبقى الإشارة إلى تهمة خطيرة كهذه غاطسة تحت سطح هالة التقديس التي يصنعها محبوه, وحتى لا تفعل (مظلومية) الصدر دورها بأثر رجعي لتغطية مساهمته الحقيقية في إعداد الساحتين العراقية والإيرانية لإحتضان مشهد الحرب والتعجيل بوقوعها.
وإنه من الخطأ حقا أن تدفعنا كراهيتنا لصدام حسين إلى أن نُسقط عن الآخرين أدوارهم السيئة لمجرد أنهم كانوا أضدادا له, أو أن نُسقطها على طبيعة العلاقات العراقية الإيرانية المعقدة بغض النظر عن طبيعة الحكام والأنظمة على الجانبين.
وسأقول أن من السهل إقناعنا أن صدام كان إستباقيا مع الكثيرين من خصومه, وحتى أنه كان قد غدر بالكثير من رفاقه, لكن الأمر مع السيد الصدر كان مختلفا, فهذا الأخير هو الذي طلب الموت طمعا بالإستشهاد وذلك حسب ما إدعاه هو شخصيا في أكثر من حديث إلى أنصاره وأكثر من موقف مع خصومه.
ولن يكون صعبا التأكيد على هذا الأمر, إذ أن موقف الحوزة العلمية في النجف وخلافها معه, اي مع الصدر, حول أمور عديدة ومنها دعوته المرجعية لإصدار فتوى بتكفير حزب البعث وإقدامه هو شخصيا على إصدار فتوى بتحريم الإنتماء لهذا الحزب بعد أن رفضت المرجعية أن تفعل ذلك, ورفضه رغبة الحكم بالعودة عنها, ثم تشجيعه لقضية البيعة لشخصه التي قام بها بعض أنصاره القادمين من مناطق الوسط والجنوب في تظاهرات علنية وكأنه يقدم على تشكيل دولة داخل دولة, وغيرها من التحديات التي كانت كلها تعتبر بمثابة إعلان حالة حرب ضد الحزب وسلطته من قبل مواطن عراقي كان يتصرف بمنطق الرتل الخامس, ففي المقابل كانت السلطة الإيرانية تتصرف أيضا بلغة الدم حيث أقدمت على تعليق جثث خصومها على أذرع الرافعات, رغم أنهم لم يكونوا كما الصدر متآزرين مع العراق ضد إيران وإنما كانوا معارضين للنظام ليس إلا.
وإذا ما أضفنا إلى هذه المواقف موقفه الممالئ تماما للخميني ودعوته الشيعة العراقيين (للذوبان فيه) فسيكون محالا علينا أن نصدق أن هناك عدوانا قد وقع ضد السيد الصدر وبالزعم الذي يقول أنه كان قد مات مغدورا. وأجد أن من الخطأ إقتطاع قصة الصدر من سياقها الخاص والحكم عليها بمعزل عن حقيقة أنها كانت جزءا لا يتجزأ من حالة الحرب التي كان يجري نصب سرادقها يوميا.
ولمن يحاول من باب المقارنة أن يذكرنا بالفتوى التي كان أصدرها السيد محسن الحكيم بشأن تحريم الإنتماء للحزب الشيوعي, وكيف أن الحكيم لم يلحقه الضرر بسببها, سأقول أن الحزب الشيوعي لم يكن له نظاما ليخاف عليه. ولو أن الحزب الشيوعي كان على رأس السلطة وقتها لما ظل للحكيم رأس.
ويبقى أن فتوى الحكيم جاءت لصالح الحاكم الفعلي آنذاك وهو الزعيم عبدالكريم قاسم لأنها صبت بشكل مباشر في مجرى رغبته تحجيم الشيوعيين الذين كانت جماهيريتهم قد تضخمت على حسابه بعد أن كانت قد جرت لحسابه.
وقد يكون مناسبا أن أشير إلى أن عبدالكريم قاسم لم يكن رحيما بخصومه القوميين والبعثيين إذ هو لم يتردد عن حز رقاب الكثيرين منهم, وخاصة من العسكريين الكبار الذين شاركوه تنظيم الضباط الأحرار.
وأجزم ان محمد باقرالصدر لو بعث حيا لعاب على محبيه إستعمال كلمات مثل المغدور والمظلوم لظني أن كلمات بهذا المعنى ستأكل من "معنى الإستشهاد" الذي إختاره بنفسه والدور الذي أراد مستعجلا أن يلعبه, وذلك بزعم تمثله بنهج الإمام الشهيد الحسين ورفضه لنهج (المرجعية المسالمة أو المتآلفة) للسيد محسن الحكيم, الذي وصفه الأستاذ عادل رؤوف, أحد أبرز قيادي الدعوة وألمع كتابهم, في كتابه (الصدر بين دكتاتوريتين) أنه كان قد أتى تقليدا أو إستمرار لنهج الإمام الحسن الذي فضل الصلح مع معاوية على سفك دم المزيد من الناس وبعد أن تأكد له أن الإنتصار في الحرب لم يعد مضمونا.
وفي حالة السيد محمد باقر الصدر, ولكي نتجاوز الوقوع في محظور الإنحياز المسبق سيكون الأفضل أن نفتش عن دور الرجل في أدبيات حزب الدعوة ونترك جانبا ما قاله عنه خصومه البعثيون, وسنكتشف أن مشكلتنا في حقيقتها ليست مع الرجل وحده وإنما أيضا مع الفكر الذي أنتجهً.
وكما أشرت فإن أكثر الدعويين غزارة في الكتابة عن السيد محمد باقر الصدر هو السيد عادل رؤوف أحد كوادر حزب الدعوة, وأفضل كتبه هو المعنون (الصدر بين دكتاتوريتين), وأيضا فإن له كتبا أخرى تتحدث عن الخميني, أحدهم بعنوان (الإمام الخميني .. الخطاب الثوري والدولة) والثاني (الإمام الخميني رجل القرن الواحد والعشرين) والثالث هو (الإمام الخميني, الدولة – الوعي, قراءة في مشروعه الثوري الإسلامي).
لكن قبل أن نذهب إلى ما كتبه السيد عادل رؤوف وخاصة في كتابه الأهم (الصدر بين دكتاتوريتين) من المهم أن نتوقف أمام بعض ما كتبه السيد سامي فرج في جريدة المسار بتاريخ 30/1/1986 لكي نلتقط المعلومة التالية :الإمام محسن الحكيم, أي المرجع الأعلى للشيعة كان من خط الإمام "الحسن" في حين أن السيد محمد باقر الصدر كان من خط الإمام "الحسين".
إن الخط الأول يميل إلى التعايش السلمي مع السلطة (السنية) والخط الثاني الذي أعاد تنشيطه بشكل اساسي السيد الصدر ورفيقه السيد الخميني يدعو إلى تفعيل الثورة ضد النظام الكافر او الظالم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا