الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في حب سيدة ميتة

كمال انمار احمد
كاتب على سبيل النجاة

(Kamal Anmar Ahmed)

2020 / 6 / 24
الادب والفن


يمكن للمرء ان يشعر بقيمة الأشياء من خلال تجربتها،و لكن في الحب الإمر قد يختلف قليلا.ليس لأن الحب هو الرمز الأساسي في الحياة الانسانية،بل لانه الجمال النقي الذي لا نستطيع التعبير عنه البتة بواسطة الكلمات،فالكلمات كما اقول احيانا تصبح عاجزة عن ان تعبر عما نشعر فيه.و حين جربتُ جهذا الشعور كان شعورا فضيعاََ و هذا الامر قد غَيَّر نظرتي لكل مشاعر العاطفة و الحب ،فكانت تلك التي وقعت في حبها امراة ميتة معنويا.

فلم يكن اي شيء غريب،فكل ما كان، يبدو اعتيادي نوعاَ ما،فعلاقتي بهذه السيدة الميتة لم تكن اكثر من مجرد علاقة،بل هي كذلك في الكثير من الإحيان.و دائما ما أقول لها نصوص شعرية،و ترنيمات ادبية،لكنها لا تستمع للنداء الذي يخرج من شغاف القلب إليها،فحاولتُ ان اقول و ان احاول،حاولتُ مراراََ ان اعبر لها عن حبي و عظيم محبتي،لكنها لم تكن تفهم،فقد بدى عليها إمارات الغباء و الضلال.فماذا حدث بها،لقد كانت بالأمس ذكية،محبوبة و غاية الجمال،كانت كلماتها تنبض بالحياة،و سطورها لا تخلو من الورد و اخضرار الطبيعة،فما حل بها بعد ان إعترفتُ لها،ماذا حل بها،هذا هو السوال الذي اوجهه دائما الى السيدة التي اسميتها بالسيدة الميتة.

قلت لها مراراََ حبيبتي انني لا ارى سواك على هذه الخليقة،حتى العلماء الذين أبجلهم قد نسيت ذكرهم،نسيت قصصهم،و حرتُ فيك انت التي اخذت كل شيء معك حيث لا احد يعلم،فهل ضعنا انا و انت،بعد ان أخذتني معك،او انك ترومين الى ما لا يُتوقع.لا اعرف،فالتخمين صعب و شديد المراس،و انت و بهذا الصمت تجعلين كل شيء اسود بلا حياة،مظلما بلا نور.

فلطالما أهديتك نصوصي و انا ممتن،و لطالما أعطيتك حبي و انا ممتن،لكنك قابلتيني بالصمت،يا للفجاجة و الوقاحة،انك تلوذين بالصمت فرارا من قول الحقيقة،ألا ترين الحقيقة،انطقيها اذن فان الكفن الاسود سيكون ملبسي ما دمتِ تفعلين ذلك.فالصمت يا عزيزتي ليس اكثر رهبة من القلق و الخوف في ذواتنا،نعم انه ليس اكثر رهبة و لكنه اكثر ألما،و مرارة.هل تعرفين ما يسببه الحزن للأحباء،انه يدمر ذلك النسيج العظيم بينهم و يجعلهم بلا روابط نفسية،فهو يقتلهم من كل جانب،يود ان يدمر كل شيء.هذا هو الصمت هذا هو مشروعه العظيم،و قد تتسائلين في داخلك الذي لابد ان أصفه بالملعون،ان الصمت قد يكون اعظم وسيلة لاشعال لهب الحب،و لكني هنا اعترض،اعترض،بل و اقارع كل شيء مرتبط بهذا التساؤل.فالصمت لن يوقد اي شيء،انه يحرق كل المحبة التي نزرعها معاََ او لاقل تلك المحبة التي زرعتها فس قلبي انا.

هل يكفي انك صامتة،هل يكفي وقوفك امام شباك غرفتك للتإمل البغيض،او الجلوس على كرسيك الذي اكرهه لكي تقرأي.انني اتفهم كل هذا،اعرف انه مزعج جدا ان اتفهم هذا الكم من اللاهتمام و المبالاة لكن ما لاافهمه هو ذلك الكم من التغيير الذي حصل لك.فانت منذ ان تعارفنا منذ ذلك اليوم الذي أُصبت فيه بالشؤم الشديد،كنتِ رائعة و جميلة،كشجرة الرمان وقت النضج.هذا التغيير اصابني بالجنون،جنون غير منطقي،بعيدا عن ان يكون له اية علاقة بالمنطق،لقد اصابني حين رايت ما حدث لك،من تغيير جعلك تفقدية كل شيء أحببته فيك يا للاسف،انني لا اعرف مالذي أقوله.

و بعد كل أمنياتي بأن تعودي الى رشدك لم يكن هناك أي تقدم في المضي قدما في علاقتنا،لم يعد هناك ما يجعلها قائمة،لانك انت ايتها السيدة جعلها بلا حياة،كالموت الذي يهاجم دون رحمة،كانت قدوتك اكثر من هذا الموت اللعين.لكن اقول هل انت حقا تلك التي عرفتها في الطفولة،حين كنا نلعب في الأرجوحة بالقرب من بيتكم الصغير،هل هذه انت التي كنتُ تحبين العلكة،هل هذه انتِ التي كنتِ تتلفظين الكلمات مع تفخيم اللام،لا أصدق،كلا لن أصدق.أنت الآن بلا قلب،فالذي يملك قلبا رؤوفا لا ينتظر التوسلات و لا يقبع في غرفته يقرء خوفا من مواجهة الحقيقة.

هل ستكون هذه رسالتي الأخيرة،رُبما.لكن و بما إنك كنت بهذه القسوة،فانني لا يمكن اتوقع انك ستتخلصين منها و ان عدتِ الى صوابك.فما فائدة رسائلي هذه كلها ما فائدتها على الإطلاق و أنت بلا إجوبة،بلا اية تلميحات،انك تدفنين حبنا معا،في مقبرة بلا مكان،في منطقة بلا أوصاف.و العتب كل العتب ليس لانك تفعلين كل هذا،بل لانك لم تكوني يوما ما على هيئتك هذه،بكل هذه القسوة و الوقاحة.فطوال تلك الفترة لم أعهدك بهذا الشكل،كلا لم أعهدك ابدا.

فإلى للقاء على أمل ان تجدي بديلا مناسبا،فإنني أُعلن الإستقالة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب