الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(فائض القيمه) ..حتى لاتكون كمثل العصي في عجلة الثوره

ليث الجادر

2020 / 6 / 24
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


المهلب بن ابي صفره .. الشاعر الحكيم والسياسي ,هذا الذي بليت عظامه قبل ان تبلى عظام تاسع جد لماركس , وجدت في واحد من اشهر حكمه واكثرها تداولا ما يعين على فك الاشتباك الجدلي في تحديد ماهية فائض القيمه , وقبل الخوض في هذا ارى من المهم هنا الاشاره الى ما ذكره الاستاذ عبد الحسين في مجرى الحوارات المتعلقه بمقاله السابق وهو ما يخص الفرق بين الريع وفائض القيمة ,فكان رده على سؤالي بهل تدور في ذهنيته فكره لمشروع تطبيقي يتم فيه تأكيد فائض القيمة وكان جوابه بان دول في اوربا قد حققت هذا واظن انه يعني بدول اقتصاديات الرفاه امثال السويد وكندا , احب هنا ان اثير اهتمام استاذنا العزيز عبد الحسين الى ان يلتفت الى الفرصه التاريخية التي مكنت هذه الدول من انتهاج سياستها هذه تحت عنوان الاشتراكية الديمقراطيه أو (الطريق الثالث ) والتي ولدت بعد نهايه الحرب العالمية الثانية حيث تضررت اقتصاديات الدول المركز للراسماليه الاوربيه التي خاضت الحرب بينما لم تتضرر اقتصاديات تلك الدول بسبب عدم اشتراكها في الحرب ..وكان فترة ازدهار ورسوخ تجربتها بهذا صدد قد بدأت تتراجع بسبب تراجع أقتصادياتها من مركزها في ثمانينيات القرن الماضي ..ويعتقد الخبراء الاقتصاديون انها خلال عقد من الان ستكون امام محك امام التقهقر الاقتصادي او مراجعة نهجها الديمقراطي الاشتراكي ,, بالاضافه الى اننا بحاجه ان نلتفت الى تفاصيل ومفردات تراكم الثروه القومية لبعض هذه الدول , فكندا التي هي الى الان اكثرها استقرارا اقتصاديا وهي الالمع نجما في سياستها الانسانية باعتبارها العش الآمن والدافىء المشرع في الافق امام اسراب الانسان المهاجر , هذا العش انما بني من مردودات اقتصاد فيه لتصنيع وتجارة السلاح دعائم اكثر من مهمه ..واخر صفقه لها وهي مثار جدال يجري الان التفاوض عليه بينها وبين السعوديه وبقيمه عشرة مليارات دولار , هذه الصفقه قد تم تجميد عقدها لانه يتضمن تجهيز السعوديه بمدرعات قتاليه وورود معلومات تشير ان السعوديه استخدمت المدرعات التي تم تجهيزها بها سابقا في مهام تخالف شروط العقد , لكن وزير خارجية كندا ذكر السبب الحقيقي وراء رفع التجميد حينما صرح بهذا الشأن ("تحسينات مهمة" على العقد ستحافظ على آلاف الوظائف في الفرع الكندي من الشركة الأميركية التي تصنع العربات.)..!!اما السويد وهي واحد من اثرى جنان الهجره فان معدل تصديرها للسلاح يبلغ 11مليار كورن سنويا ..هذه ارقام تشمل المعلن من الصفقات كما انها لا تتضمن قيم السلاسل التي تشمل قطع الغيار والاعتده وما يرتبط بامور الصيانة ...فهل من الصواب من ان نعتبر تجارب هذه الدول الراسماليه والتي شاءت الصدفه من ان توفر لها امكانية استخلاص فائض القيمه بشكلها الرقمي , هي الانموذج التطبيقي الذي اشرنا اليه ..اعتقد ان الجواب نافل بالنفي الاكيد ..والان لنعود الى صاحبنا المهلب بن ابي صفره والى الشعر الذي اختلف في نسبه اليه وقيل انه ما قاله انما طبقه كمثال بين ابناؤه حينما حضره الموت ثم استشهد ببيت الذي يقول ( تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا ..واذا افترقن تكسرت فرادا ) ومن المؤكد ايضا فانا هنا لا استشهد ببيت الشعر هذا لاستعين بمضمونه المباشر انما لاستحضر تجربته للتدليل على انموذج تطبيقي لمعنى الحقيقة المؤكسمه , وهي تجربه تحوي احكام بديهي لايختلف على (لا يتناطح عليها عنزيين ) كما قالوا قديما ..فالرجل جاء بمجموعة عصي وفرقها بين ابناؤه ثم طلب من كل واحد منهم بان يكسر العصا التي بيده ..فظهر ان هذه المهمه يسيره التنفيذ, ثم جاء بعصي جديده على مثل هيئة الاولى ولكنه جعلها في حزمه وطلب من كل واحد منهم وتتابعا بمحاولة كسر الحزمه , وبالتاكيد فشل الجميع بهذه المهمه , الان لنترك ابن المهلب وابناؤه ولنلتفت الى المغزى الذي نعنيه , نجن الان امام مجموعه من العتلات .. مجموعه من اذرع الرجال (من النوع الثاني والتي يكون فيها ذراع القوه في طرف ذراع المقاومه ) ومجموعه مكافئه بالعدد من العصي ..كل ذراع كل عتله استطاعت ان تكسر عصا على انفراد ..بمعنى قوه كل ذراع لها قيمه كسر العصا ..وفي حال اجتماع قوه المقاومه في حزمه واحده , تشكلت قيمه جديده اخفقت القوه المؤثره المنفرده في توليد عزم يعمل على لوي وكسر الحزمه , الان بحساب عقلي مجرد نستطيع ان نعادل اختلال توازن القوى بان نستنتج ان مجموع قوى الاذرع مجتمعه ستولد العزم اللازم لوي الحزمه وكسرها ..انها معادله بديهيه وبسيطه بما يكفي لان تنفي اي جدل في صحتها ..لكن لو اجتمعت كل عقول الدنيا والسفلى فانها ستكون عاجزه على تقديم فكره تؤدي الى اجتماع قوة الاذرع بشرط ان يكون هذا الاجتماع على اساس العدل والتكافىء مع الشكل الذي اجتمعت فيه قوة مقاومه تلك العصي , نعم من الممكن ان ينقسم الرجال الى مجموعتين على طرفي نقطه الارتكاز ويمسكون الحزمه كل مجموعه بطرف ثم يبدأ تحرير العزم عليها .. لكن هذا لايجوز وفق شرط العدل في شكل تغيير القوه , لان العتله صارت من نوع ثاني , وهكذا يمكننا ان نثق باننا الان امام استنتاج عقلي يؤكد بوجود القوه المؤثره اللازمه لكسر الحزمه ..لكن السبيل الى تطبيقها مفقود ..الا اذا لجئنا الى تغيير اسلوب القوه المؤثره ..لكننا بمجرد ان نقول ( الا اذا لجئنا ..) فهذا يعني بالمفهوم الفلسفي الدقيق باننا اعترفنا ان لاقيمه لاستنتاجنا البديهي في ان القوه المؤثره لكسر الحزمه موجوده باجتماع قوى الاذرع ..كيف ينطبق هذا الحال على فائض القيمه ؟ .. بدايه, انه الى الان ورغم ما يقترب من قرن ونصفه من الجدالات والنقاشات وكوم من الاطروحات بهذا الشأن ,,فان فائض القيمه في الجانب التطبيقي لم تطفو قطعيا في الواقع المحسوس , كانت هناك محاولات في يوغسلافيا والجزائر من خلال مشاريع التسيير الذاتي لكنها فشلت فشلا ذريعا , وهناك محاولات اصغر طبقت في العراق ومنها التمويل الذاتي . فانقلبت مطالب العمال اتجاهها وصار في مراحل معينه شغل الشاغل هو ازاحة هذا الهم المقلق عن واقعهم اليومي المعاش , ماركس نفسه وهو صاحب هذه النظريه اضطر لان يرتكب مخالفه منهجيه وفق الرؤيه الفلسفيه الدقيقه حينما وجد ان مبدأ ( العدل ) الذي بنى اسلوب استخلاص فائض القيمه والذي كان لابد من ان يفضي الى التوزيع وفق مبدأ(المساواه ) المجردة , وهو ما تضمنه برنامج غوته , انتقد هذا الاستنتاج وهو استنتاج منطقي حتمي استنادا الى غايه مبدأ (العدل ) .. وانتقل الى موقف ( العدل الاجتماعي ) بقوله ان المساواه في توزيع مردودات الانتاج بشكل الرقمي لايمكن ان يكون الا غير مساواة تبعا لاختلاف حاجات العمال ..فيا سيدي ماركس الست انت الذي بنيت اطروحتك على مبدأ العدل الصارم الخاص بالعمل وجهده واوقاته ووصول نهاية الاستنتاج يجب ان يكون هو المساواه ..أم انك الان تراوغ ..الحقيقه ان مراوغة ماركس ذات مغزى عميق يغفر بقيمته كل الخطايا الفكريه , واستطيع من ان اخمن هذا المغزى بان ماركس كان يعي تماما حالة الاكسمه لفائض القيمه وهذا يمثل عنده وسيله لتأجيج الفعل الثوري ويقطع الطريق أمام الميل الاصلاحي الذي لابد وان يبحث عن طريقه عمليه في اعادة توزيع فائض القيمه مثلما حدث في برنامج غوته , وليجعل الطبقه العامله تدرك بان حقها هذا لايمكن من ان يتحقق الا عبر الثوره الاجتماعيه حيث تتغير كل المعادلات وممكنات تحققها ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا


.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس




.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم