الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراسة الاداء الحكومي (2) : التعليم والتعيين

احمد جليل البياتي

2020 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


دراسة الاداء الحكومي - 2
مقولة ان الاداء الحكومي مغيب للامال، مقوله سهلة وبسيطة وقد يختلف عليها أثنان. الصعوبة الفعلية تكمن في معرفة مكامن الخلل في الاداء الحكومي وامكانية وكيفية اصلاحها. هذه المعرفة يجب ان تكون موضوعية ودقيقة وليست سطحية وعامة. هذه المعرفة يجب ان توضح لنا لماذاعندما يتسلم المعارضون والمتظاهرون مقاليد الحكومة، فانه على الاغلب لن يتغيير الاداءالحكومي وسيبقى الاداء كما هو مغيب للأمال. الصعوبة اذن هي في الاجابة على سؤال لماذا الاداء الحكومي مغيب. قد يتبادر الى ذهن قارئ عدة اسباب الفساد, عدم الكفاءة, المحسوبية, الخ. ولكن هذه الاسباب ما زالت سطحية ولا تقدم حلول فعلية وبالتأكيد فانها لن تحسن الاداء الحكومي فكل من تسلم منصب في الحكومة يغرد بها.
الاهم من ذلك ماهي امكانية التحسين في حال توفرالعوامل من اشخاص ذوو كفاءة و قوانين وانظمة فعالة ؟ كما هو معروف, الحكومات والانظمة المتطورة ليس كاملة ومثالية وانما ترافقها بعض المشاكل ايضا. واخيرا ما هي مشاكل القوانين والانظمة الحالية وكيف تساهم هذه القوانين والانظمة في التراجع الاقتصادي والعمراني والخدماتي وكيف يمكن ان تجديد الأنظمة والقوانين لتحسن الاداء الحكومي بغض النظر عمن يقوم به, أي دولة مؤسسات وليست دولة اشخاص. ستتناول هذه الدراسة في حلقات مكامن الخلل وحسبما يتسع له وقتي. فلن تكون هذه الحلقات يومية ولا اسبوعية ولا شهريه و انما حسب توفر الوقت والمجال. اخيرا" وكما هو معلوم فأن الاداء الحكومي يشتمل على عدة اختصاصات لا يمكن حصرها في شخص او مؤسسة واحد, لذا فالدعوة عامة لكل حريص لان يقدم شيء يخدم الهدف الاساسي من هذه الحلقات وهو تحسين الاداء الحكومي بما يلبي طموح الشعب ضمن المعقول والممكن وبعيدا عن الشعارات والاحلام. ولكن يجب ان الانتباه ان المتكلم ان يجب ان يكون صاحب اختصاص ورؤية عملية تتجاوز الكلمات وسأفعل وسيحدث وسننجز وسيؤدي الى الى الافعال والخطوات الفعلية الممكنة التطبيق.
الحلقة الثانية – التعليم والتعيين
المدارس والجامعات الحكومية تعتبر من اهم مؤشرات الاداء الحكومي في أي بلد. أهمية المدارس والجامعات في انها يجب ان تقدم للبلد ما يحتاجه من كفاءات وأيادي عاملة. تحقيق هذا الهدف يتم عن طريق ان تتفاعل المدارس والجامعات مع القطاع الخاص والحكومي والمجتمع بشكل عام لتقييم مناهجها وتطويرها وفق احتياجات الواقع وبالتالي تقديم كوادر لها قدرة على التعامل مع الواقع واحتياجاته. يلاحظ أن المدارس والجامعات الحكومية قعت في فخ الرتابة وعدم التجديد والانفصال عن الواقع لذا تقلص واختفى التعليم المهني من المناهج المدرسية. خريجوا المدارس العراقية في الوقت لا هدف لهم ولا أمل سوى الوظيفة الحكومية التي لا تتطلب اي جهد شخصي او مبادرة ذاتية حيث ان تعليمهم الجامعي لا يؤهلهم لغير ذلك. يقول علي الوردي ان موظفي الحكومة ينتقدون الحكومة كأن الحكومة مؤلفة من غيرهم. لا يخفى على القارئ الفطن ان هذا ناتج عن قلة حيلتهم ومعلوماتهم في سبل التطوير والبناء. قلة الحيلة والمعلومات ناتجة عن عدم مواكبة المناهج الدراسية لأدوات الادارة والتطوير المعاصرة.
المشكلة الأساسية في النظام لا تمكن في خداع جيوش الطلبة وتضيع اهم سنوات حياتهم , ولكن المشكلة تكمن في عدم وجود اي دولة في العالم قادرة على توظيف هذه الجيوش من المتعلمين. المدارس والجامعات الحالية تنتج اعداد كبيرة من الناقمين الغير مؤهلين المستعدين لمساهمه بأي فعالية ضد النظام مهما كانت اهدافها أو قادتها بدل ان تساهم في بناء البلد وتطويره عن طريق أعمال غير مرتبطة بالحكومة. كما هو الواضح, القضية ايضا مرتبطة بوجود قطاع خاص شبه ميت.
كأستاذ جامعي في قسم الهندسية المدنية, فأننا نجتمع ب ممثلين عن الشركات الأنشائية مرتين في السنة لتبادل الاراء حول كيفية تطوير المناهج الدراسة ليتلائم مع حاجة السوق. هذه الممارسة ضروية جدا" ومهم استنساخها ضمن جميع الاقسام والكليات. كذلك وكما هو معلوم فأن بعض الأعمال, لا تحتاج الى تعليم جامعي وانما التعليم المهني قد يكون كافيا لذا يجب توجيه الطلبة نحن ذلك الاتجاه. اذن الخطوة الاولى تبدأ بدراسة الواقع واحتياجاته وتطوير المناهج الدراسية لتتناسب مع الواقع. الأهم من كل ذلك هو مصارحة الطلبة وتوجيهم بما يخدمهم ويخدم مستقبلهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير