الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مزابل و مقابر و مسالِخ.. ومستشفيات

عماد عبد اللطيف سالم

2020 / 6 / 25
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


من أولويات البرنامج الحكومي للسيد الكاظمي(كما وردتْ نصّاً في هذا البرنامج) :
"تسخير امكانيات الدولة لمحاربة جائحة كورونا، ووضع اسس نظام صحي حديث برؤية مستقبلية".
الأولوية الآن إذاً ، هي ليست لتعيين جيوشٍ من "المستشارين" و "الناطقين" و " الإعلاميين" و "الفيسبوكيين".. "غيرُ المغضوب عليهم " و "الضالّين" .
الأولويةُ الآن هي لوقف الموت المجّاني ، والعبثي ، للعراقيين .
الأولوية الآن ليست لـ "وضع اسس نظام صحي حديث برؤية مستقبلية" .
الأولوية الآن ، هي لتأهيل "مستشفياتنا" المتهالكة ، أو تأهيل جزءٍ منها فقط ، لمعالجة المصابين.
ليس لدينا "مستشفى" واحد في العراق ، تتوفر فيه المعايير الدولية للمستشفيات.
هذه مزابل .. و مسالِخ .. بل ومقابر ، وليست "مستشفيات" .
لماذا لا تأتي لجنة من منظمة الصحة العالمية ، وتقول لنا : أيّ مستشفى من مستشفياتنا هذه ، يصلحُ لمراجعة المرضى فقط ( وليس لمعالجتهم) ، ومن منها يطابقُ الحدّ الأدنى من المعايير؟.
الأولوية الآن هي(كما وردت في المنهاج الحكومي) : "تسخير امكانيات الدولة لمحاربة جائحة كورونا".
عندما استلم السيد الكاظمي رئاسة الحكومة(قبل شهر) ، كانت الإصابات بـ "كورونا" أقلّ من الآن بكثير.
لم أسمع او أقرأ عن أيّ إجراءٍ جادّ لـ "محاربة جائحة كورونا".. الآن.
من يذهب لـ " مستشفياتنا" ليجري الفحص ، يعودُ مُصاباً إلى البيت.
من يذهب لـ " مستشفياتنا" مُصاباً .. تتدهور صحتّهُ ويموتُ هناك .. ولا يعودُ لبيتهِ أبداً .
من يذهب لـ " مستشفياتنا" مُصاباً بأعراضٍ بسيطة ، يعودُ إلى البيت وقد إنهارت جميع المؤشرّات الحيوية في جسده.
بل أنّ كثيراً من الناس يذهبون إلى "مستشفياتنا" لإجراء الفحص ، أو تلقّي العلاج ، فتقولُ لهم "مستشفياتنا" : لماذا أتيتُم إلى هنا ؟ عودوا إلى بيوتكم ،وأحْجروا أنفسكم في البيوت!!.
لماذا لا نطلب العون من الآخرين ؟
لماذا لا نقول : نحنُ عاجزون ، وشعبنا يموت ، ولاقدرة لنا للسيطرة على الوباء(لألف سببٍ وسبب) ، فتعالوا .. وأغيثونا.
لماذا لا تتمّ مصارحة "الداخل" و "الخارج" بوضعنا الصحيّ المُزري هذا.
لماذا لانؤكّدُ على عدم مسؤوليتنا عن الوضع الحالي لمؤسّساتنا الصحيّة ، ونقولُ للناس : هذا ما وجدناه ، وهذا ماورثناه في قطاعنا الصحيّ(من أجهزة ومعدات وأبنية وكوادر) .. بعد سبعة عشرعاماً من الهدر والفساد ، وسوء الإدارة ؟
هل أصبحَت أولويّاتنا للعمل في قطاعنا الصحيّ "البائد" واضحةً الان ... أمْ أنّنا بحاجةٍ لجيوشٍ من "المستشارين" و "الناطقين" و "الإعلاميين" و "الفيسبوكيين".. "غيرُ المغضوب عليهم" و "الضالّين" .. ليقولوا لنا ، ما الذي علينا فعله ، في هذا الوقت العصيب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصوير جريمة قتل طفل مصري وانتزاع أحشائه ووضعها في كيس.. بهدف


.. الغزيون يلجأون لورش الحياكة لتضييق ملابسهم بعد أن اتسعت في ظ




.. إلغاء حفل تخرج جامعة جنوب كاليفورنيا لأول مرة.. احتجاجات دعم


.. الطيران الحربي الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على كفر شوبا ومزار




.. الشرطة الفرنسية تفرق تظاهرة طلاب يطالبون بوقف الحرب على غزة