الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احمد -المُله- طلال وعبد الكريم خلف صناعة السلطة

جلال الصباغ

2020 / 6 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مع كل حكومة جديدة يتم اختيار أشخاص كناطقين باسم هذه الحكومة، وغالبا ما يكون هؤلاء قد اشتهروا بنقدهم للإجراءات المتخذة بحق المواطن أو يكون لهم موقف تجاه التظاهرات وطريقة التعامل معها، أو النقد لعمليات السرقة والنهب التي تمارس في العراق منذ ألفين وثلاثة ولغاية ألان، ودائما ما يؤمن مثل هؤلاء الأشخاص بالعملية السياسية القائمة على الطائفية والقومية والمحاصصة.
ما إن يستلم هؤلاء مناصبهم كمتحدثين باسم الحكومة حتى يتكشف معدنهم بشكل واضح للجميع، ويتبين أنهم ما كانوا سوى طامعين بمنصب هنا أو درجة هناك، ويسيل لعابهم لكل ما تقدمه السلطة من امتيازات، ومثل هؤلاء كثر، أمثال عبد الكريم خلف الناطق بأسم رئيس الوزراء السابق ومن قبله سعد الحديثي الناطق باسم حيدر ألعبادي وشاكر حامد الناطق باسم رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي .
كل رئيس وزراء أو رئيس جمهورية أو رئيس برلمان يسعى أن يظهر بصورة حسنة، ويحاول أن يجمل نفسه ويصورها على انها مختلفة، خصوصا مع كم النهب المتواصل لثروات البلاد والقتل المستمر والخراب الذي ينتشر في كل مكان، وغالبا من يقوم بهذه المهمة شخص كانت له آراء مخالفة من حيث الشكل لسياسة السلطة في أوقات سابقة، فيقع الاختيار على إعلاميين أو أساتذة جامعيين وغيرهم لأداء هذه المهمة.

ما إن يتسلم هؤلاء مناصبهم حتى يظهر وجههم الحقيقي، وخير مثال على هؤلاء هو الناطق بأسم حكومة الكاظمي الإعلامي احمد المُله طلال، فبعد كل لقاءاته المسرحية مع المسؤولين ومحاولة اثارة الجماهير عن طريق اللقاء بممثلين عن أقطاب السلطة الطائفية والقومية، وطرحة شكليا لقضايا الناس عبر الفضائيات، وتغريداته التي كانت في ظاهرها مع انتفاضة أكتوبر، ظهر لنا المُله طلال بعد تسلمه مهام منصبه الجديد، ليبرر ما تسعى له الحكومة من فرض التقشف واستقطاع الرواتب ويقول ان الحكومة غير قادرة على تعيين أي فرد، بل انه يلمح الى إمكانية تسريح العمال والموظفين بسبب ما اسماه بالترهل الوظيفي.
لم يتحدث لنا المُله عمن سرق مليارات الدولارات وما هو مصيرها طوال الفترة الماضية، ولم يقل لنا من هي الجهة التي قامت بقتل ما يقارب الألف منتفض وجرح وتعويق عشرات الآلاف، لم يشرح لنا السيد الناطق بأسم رئيس الوزراء وهو يرتدي بدلته الانيقة، ما هي خطة حكومته لمواجهة الفقر والبطالة وتحسين الخدمات من ماء وكهرباء وطرق، ولا قال لنا ما هو مصير المواطن في ظل انتشار كورونا بشكل رهيب، مع القطاع الصحي المتهالك والخارج عن الخدمة من الأساس؟

ما كان يقوله عبد الكريم خلف وكذبه المتواصل بشأن قتل المنتفضين خدمة لسيدة عبد المهدي، هو المثال الصريح والواضح لكل الناطقين والمتحدثين باسم الحكومات المتعاقبة، لا يختلف احدهم عن الأخر إلا بالدرجة ونوعية الكلمات التي يختارها، فالنتيجة النهائية لكل هؤلاء أنهم يعملون كأبواق ناطقة بأسم سلطة القتل والنهب والطائفية والمحاصصة، واحمد المُله طلال لن يكون استثناءا بل هو المكمل لمسيرة من سبقه من الابواق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م