الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فنان رصيف متخيل

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2020 / 6 / 27
الادب والفن


الأشياء غير المتوقعة، عادة تحدث في المساء
كإنقشاع الغيم عن قمة الجبل الذي يحرس المدينة
وظهور الأرواح التي تسكنه بكامل عريها الرمادي
أو إتصال صديقتي البعيدة، لتحدثني عن أشياء يوم آخر
وعن رغبتها في غسل جسد العالم لتخفف من حرارته
وعن لقائها بأحد فنانيّ الأرصفة المولعين برسم الأشياء الغريبة،
كأذرع حانية تطوق أكتاف النساء الوحيدات
أو رسم مقطع عرضي لوقاحة الحياة
وكيف ينسل من أردانها دود أخضر لا نراه
وكيف إنه حاول إغوائها، برسمها بتنورة قصيرة جداً،
حتى إنها ظنت أنها صورة فوتوغرافية ملتقطة خلسة
وكما قالت، بدا لها كل شيء مقززا كعفن الخبز
فعادت إلى البيت وهي تفكر بالأشياء التي تحدث فجأة
من دون أن تحقد على فنان الرصيف
وإتصلت بي لتنفس عن غضبها ولتحدثني
عن أخطائها المؤجلة وعن أفكار أكثر سخفاً
من مثل قص شعرها لتصنع منه مشنقة
للرجل الذي يباغت أحلامها
قلت من دون شعرك سيبدو وجهكِ مرعباً
كوجه إله من خشب يعبر شوارع المدينة
دون أن ينتبه لتضرعات ساكنيها
ومن سيمنحه قبلة ستلتصق شفتاه بوجهه كوشم مجعد
وبتوالي القبل، تتحولين إلى جذع شجرة هرمة
ومن دون أصابع، فكيف ستشيرين إلى فنان الرصيف
ليعيد لك غواية التنورة القصيرة جداً؟...
وعلى ذاك الرصيف قد تمر خرافة أكثر تعقلاً
تقنعك بحب الرجل الذي يباغت أحلامك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي