الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استعداد للجائحة او الفاشية

جواد الديوان

2020 / 6 / 27
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


لا يمكن القول بان العراق قد استعد لجائحة فيروس كورونا المستجد وما سموه COVID-19 من خلال ما نشاهده من ارتباك وتغير خطط التعامل مع الجائحة. خاض العراق حروبا متعددة (حرب السنوات الثمانية، وحرب تعجل عليها في تحرير الكويت، وحرب حصار لاكثر من عقد من السنوات، وحرب اسقاط نظام. ثم حروب طائفية وظاهرة نزوح داخل الوطن). وانها سنوات طواريء منذ 1980، ولكنها بدون استعداد للطواريء. وبمراجعة للتقارير العلمية لتلك الحقب، يتضح تدني المؤشرات الصحية للمجتمع! وبالتالي لا يوجد تحضير او استعداد لتلك الطواريء.
ولم يتم الاستعداد لفاشية الكوليرا (الهيضة) في كل العهود التي اجتاحت فيها الفاشية، وربما يعتبر الاطباء المسؤولين في الصحة او الخبراء انتشارها امرا طبيعيا، ولا يثير القلق ابدا.
وفي الجائحة الحالية اي فيروس كورونا المستجد لم يكن هناك استعداد كما يبدو (واتمنى ان يصحح لي من يجد العكس)، اي لا استعداد على كل المستويات (الحكومة والاعمال وقادة الصحة). وهذا فشل لا يمكن تبريره بعدم وجود علامات تحذيرية او غياب سياسة صحية واضحة المعالم. وربما لم يتم اعتماد الجراثيم بانواعها عدو للانسان في العراق، والعمل على مواجهة ذلك بطرق عديدة ومنها الاصحاح البيئي مثلا وهو مفهوم يشمل المنازل والاحياء السكنية والمجاري والماء الصالح للشرب والكهرباء وغيرها. وممكن الاشارة الى بعض من عوامل انتشار كورونا المستجد هي الكثافة السكانية العالية التي لم تجد حكومات العراق لها حلا، رغم كل المبالغ التي دخلت العراق ولم تحرقها الحروب، وهذا مثال فقط.
ومن الكوابيس لاطباء الاوبئة، جائحة قادمة لفيروس انفلونزا جديد، يدمر العالم مثل ما فعلت جائحة 1918-1919 فيروس H1N1 (الانفلونزا الاسبانية) حيث قتلت 50 مليون انسان. وظهر فيروس الانفلونزا الاسبانية في نهاية الحرب العالمية الاولى فالمدن مدمرة والمجاعة منتشرة والقذارة في كل مكان وتجمعات النازحين في كل البلدان (خراب ومجاعة وقذارة ونزوح وغيرها).
جائحة SARS في 2003 من كانك دونك الصينية وانتقلت الى هونك كونك ومن ثم الى العالم. وسببها الفيروس التاجي (كورونا). تظهر صورته تحت المجهر الالكتروني اسقاطات بروتينية من سطح فيروس، فيشبه التاج. وبعد 9 سنوات ظهرت جائحة MERS ولعبت الجمال بها دورا. ثم كورونا المستجد في 2019. ومن الجوائح HINI في 2009 (اول جائحة للانفلونزا بعد 1968) ظهرت في المكسيك وانتقلت للعالم كله. وايبولا في 2014-2016 ثم فيروس زيكا في 2015-2016. والمشترك في كل الجوائح المذكورة هو الظهور المفاجيء.
ومن واجبات اطباء الاوبئة وخبراء الصحة العامة وضع خطط متكاملة للتعامل معها، اي مخطط تشغيلي مفصل. وهنا توضح واجبات كل قطاع (قطاعي الصحة العام والخاص) والتجهيزات الطبية وانتاج الطعام ومن يقدم الخدمة الصحية والتطبيقات القانونية وادارة الطواريء وغيرها من التفاصيل.
ومن الامثلة، في بدايات جائحة كورونا وبعد ايام من منع التجول، لم يتوفر فحص PCR في المستشفيات العامة في بغداد ناهيك عن المحافظات. كما لم يتوفر الوسط الناقل للمسحات VTM، وهذه ليست اسرار. كما لا يوجد تصور عن كيفية الاستفادة من القطاع الخاص الصحي (مختبرات وغيرها) فمعظم المختبرات الخاصة بامكانها اجراء فحص PCR وتحتاج مواد او kits الا انهم تخوفوا ان يسيء القطاع الخاص النتائج!! في حين بالامكان ارسال العينات له بارقام للتشفير. والان يعاني الناس من تاخر النتائج ومنها توفي رجل كبير في داره، واخذت السلطات الصحية مسحة، وبعد خمسة ايام لا نتيجة ولا تسليم للجثة، وينقل الفيس بوك صورا لتكدس العينات اي المسحات على الارض وهنا وهناك! انها صور تقدم ادلة على عدم اعتماد معايير السلامة البيولوجية في المختبرات. انسيابية العمل وتطبيق السلامة البيولوجية مهم للتعامل مع الجائحة.
في جائحة SARS لم يقلق احد من مشكلة التجهيز، اما اليوم فان التجهيز العالمي تغير، واصبحت الولايات المتحدة تعتمد على الصين والهند وغيرها في موضوع الادوية والمواد الطبية الاخرى. لقد وثق مركز البحوث على الامراض الانتقالية 156 دواء بدونها يموت المريض، ويتم تصنيعها في بلدان اخرى ومادتها الفعالة مصنعة في الهند والصين!.
الضغط المالي على المستشفيات والنظام الصحي جعلها اقل تحملا لتوترات اضافية، والجائحة تؤدي للاخلال بالتوازن في الرعاية الصحية. ومن الامثلة ادعاءات باكتشاف علاج لمرض كوفيد-19 (تقديم bacteriophage و nano silver) وهناك من يصف ادوية الامراض الرثوية وبجرع بغلاء فاحش. وهناك من تهجم على وزارة الصحة والمستشفيات في فيديوات انتشرت يقلل من اهمية كوادرنا الطبية والصحية وينتقد اساليب الوقاية! مما يهز ثقة الناس بالنظام الصحي. وتتضخم الازمات في وقت الجائحة مثل ازمة الاوكسجين التي برزت مؤخرا.
في الجوائح تظهر هناك اشكالات عدم وجود اسرة كافية او معدات للطواريء مثل اجهزة التنفس والكمامات او ملابس الوقاية PPE وغيرها. والعمل بدونها مثل ارسال جيش للحرب دون معدات.
امثلة لمواضيع ممكن تجنبها لو استعد البلد للجوائح، ولو كانت هناك لجان تدرس مسبقا الامور والحلول جاهزة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجبهة اللبنانية تشتعل.. إسرائيل تقصف جنوب لبنان وحزب الله ي


.. بعد عداء وتنافس.. تعاون مقلق بين الحوثيين والقاعدة في اليمن




.. عائلات المحتجزين: على نتنياهو إنهاء الحرب إذا كان هذا هو الط


.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي




.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال