الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمالة (عربية ) أم مما سح( الزفر) ؟

احمد مصارع

2006 / 6 / 24
حقوق الانسان


الانكفاء بإحباط , والإعراض بحنق , عن كل ما يمت لخرافات العروبة والإسلام , وتمزق تلك الروابط شر ممزق , مصدره الصدمة العنيفة مابين الاعتقاد بالأوهام والواقع العربي أوالاسلامي القميء , قياسا الى كل مطابخ العصر الحديث .
ممسحة الزفر كناية عن خرقة نتنة تلقى نحو المزابل ,بعد أن يطول استعمالها في مسح المواد الدسمة العالقة في المطبخ , وحين تبلغ مرحلة لايمكن إعادة بقائها , ويتطلب الأمر تجديدها في كل مرة , يحدث شئ من ذلك , والواقع أكثر سوداوية من المجاز .
لابد من لغة ملتوية التواء الواقع في تصوير ما يجري بشكل بائس على أرض الواقع , ففي حين تدعى العمالة ( عربية وأجنبية ) وأين ؟!.. في بلد ( عربي وأجنبي ) ؟!. يكاد الأمر يتحول الى أحجية , أو حتى لغز عسير على الفهم , فلا العامل ( عربي ) ولا البلد الذي يعمل به ( عربي ).
يعمل بعض العاملين العرب في بلاد بعض العرب !, وبوصفهم عرب خارج بلدانهم , فهم من الرحل , فستسند لهم الأعمال المهجورة , من قبل عرب البلاد المضيفة لهم , والعرب مشهورون بكرم الضيافة على مستوى كرم الضباع على الجيف , مع النسور ؟- حاشى الفقراء- .
إنما للضيافة حدود , وقد( تصحت وتمحت , فلم يعد للضيف مطرح) ,والمقصود أن يعقب التهلية الكريمة , الطرد والانقلاع , فيتحول كرم العرب مع الى عملية طرد العرب للعرب؟ .
التخلص من العمالة العربية , ومن البلدان العربية , غالبا ما يحدث على طريقة يقال وأشك في صحة المثل ( فراق الغجر ), أي بعد انفضاض أعراس اللقاء وكرم الضيافة , وعند الترحيل للعرب الرحل , وتهديم أوتاد وأعمدة الخيام , يشرعون بالتضارب , وتشتد المعارك , وتتحول قصائد المديح الى الهجاء , وتشرع العصبيات والعنعنات ما قبل الدولة بالظهور , وينتسب كل الى ليس الى أجداده , بل الى حارته ؟.
وفقا لمبدأ العملة الرديئة تطرد الجيدة من الأسواق , بشكل خال من الأخلاق , مدمر لكل أشكال التفاعل الايجابي , بل والعكس , فان ما سيحدث لاحقا , سيخلف غالبا تراثا انفصاليا وعدائيا ,يكرس حالة الانفصال الأول .
من الطرف السوداء التي تليق بهذا المقام , تعطل سيارة شيخ( عربي) في الشارع الرئيس , وحين يتطوع اثنان من الفقراء النشامى للمساعدة , فيقومان بدفعها حتى جادة قصره , وهم يتصببان عرقا , وهو مستمتع بقيادتها , وبدل أن يكافئوهما ماديا أو حتى معنويا , يقول لهما بكل قسوة : لم أكن أعلم أن سيارتي تحتاج أحيانا لبغلين مثلكما .. انصرفوا .
قوانين العمل والإقامة والجنسية في بلاد ( العرب أو المسلمين ) , محاطة بالسرية والتقية , وما يعلن عنه لا يعمل به أبدا , والمستثنى بالا هو القانون ؟
من الغريب أن يكون هناك شبح , يظهر في ليال القدر , أسمه منظمة العمل العربي , وكذا بقية الأشباح ( صحة , تربية ..عدل؟!) التي توالدت في خرابة مبنى الجامعة العربية المهجور والموحش ؟ فهل سمعتم لها وحيحا ؟!.
في بلاد ( العرب أو المسلمين ) لا توجد عدالة أو مساواة حتى بعد الموت , فلا تتساوى عمليات الدفن , مهما كان شكل القبور , ومن لا يقبل أخيه ميتا , فكيف سيقبله حيا ؟!.
لا أظن أن بمقدور أي باحث مهما عظمت مقدرته , على إعداد بحث موضوعي عن ظروف العمالة العربية , هكذا بكل برود أعصاب , بدون استثارة , بدون كذب , بدون خداع , بل وبدون لغمطة , لأن الأرقام المادية والإحصائيات المجردة , بعيدة عن واقع الحياة الإنسانية , حيث لا يوجد حياة وتفاعل , وأريحية في تطور العلاقات الإنسانية بدءا من العمل والإقامة والجنسية , وذلك لتحقيق الهدف المستحيل وهو الانتماء العربي أو الإسلامي ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحرك بالكنيست لمصادرة أموال وممتلكات -الأونروا- في إسرائيل و


.. ألمانيا.. اعتداء على متضامن مع فلسطين من ذوي الاحتياجات الخا




.. الكنيست يصادق على مشروع قانون يحظر عمل الأونروا في غزة والضف


.. كورنيش بيروت يتحول من مكان للتنزه إلى ملجأ لخيام النازحين




.. مصطفى البرغوثي: 7 أكتوبر لم يكن سببا بل نتيجة للاحتلال وللتط