الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما موقف الاخوان في حال وقوع صدام بين مصر وتركيا ؟!

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


ان التهديدات الوجودية التي تتعرض لها مصر في امنها القومي هذه الايام كثيرة ، واهمها سد النهضة الاثيوبي ، والتهديد الارهابي المحتمل على امتداد حدودها الطويلة مع - ليبيا الوفاق - والخطورة التي تشكلها ميليشياته الاخوانية ، الداعشية … مع التي زرعتها تركيا من ميليشيات سورية ارهابية موالية لها من فاقدي البوصلة ، وسقط المتاع … ! لتثبيت وجودها ، والتمدد في شرق المتوسط ، والتي اصبحت هاجسا مقلقا قد تؤدي تداعياته الخطيرة الى صدام عسكري - لا نتمناه - بين مصر ، وغريمتها تركيا على الارض الليبية .
تتطاير الانباء عن استعدادات عسكرية بين قوات حكومة السراج الاخوانية من جهة ، وبدعم مبالغ به واندفاع متهور من قبل الجيش التركي ، وقوات الجيش الوطني من جهة اخرى بدعم محتمل من الجيش المصري الذي جعل من الحرب خياره الاخير … جارية على قدم وساق كممهدات لمعركة بالنيابة قد تكون فاصلة للسيطرة على مدينتي سرت والجفرة النفطيتان اللواتي اعلنهما السيسي خطوطا حمراء مهدداً بالتدخل العسكري إذا ما تعرضتا لهجوم … وإذا رضخت تركيا وحلفاؤها لهذا التهديد بضغط اضافي من الامريكان ، واوقفوا الهجوم فإن ذلك سيُنظر إليه على أنه يمثل تكريساً لـ ( الخط الأحمر ) المصري ، ونكسة لأنقرة … فهل سيتقبل التركي العنيد وحلفائه العازمون على السيطرة على المدينتين الاستراتيجيتين الهزيمة ؟! اشك في ذلك !
لحظتذاك يبرز تساؤل منطقي قد يكون محرجا للاخوان : كيف سيكون موقفهم ، وتصرفهم خصوصا … الهاربين ، والمستقرين منهم في تركيا المثوى الجديد لهم منذ سنوات ؟ وقسمهم الاكبر قد حصل على الجنسية التركية ، واقسموا على الولاء والطاعة ، والدفاع عن مصالح ، وثوابت الانتماء الجديد … ! فيما يبدو على غير ما قدَّروا وتوقعوا ، وهل سيؤدي هذا الامر الى انقسام بينهم ، وهم اللذين دأبوا على الولاء والطاعة العسكريين لا يشذ احدهم الى اليسار ، ولا يجنح آخر الى اليمين تحت اي ظرف من الظروف … ؟! ومع هذا عليهم ان يختاروا واحدا من اثنين … انه طريق ذو اتجاه واحد لا حياد فيه … فايهما سيختارون ، يا ترى ؟!
دولتهم الام التي يعادون نظامها السياسي وجيشها شر عداء ، ولهم معها ثأر قديم بانتظار الفرصة المؤاتية لاقتناصه … ام الدولة الجديدة - وليَّة نعمتهم - والتي باتت تسوقهم كما تساق السوائِم ! وارتبطوا معها بتعهدات ، والتزامات أقلها اخلاقية ناهيك عن المصلحية ، والاستراتيجية ، التي تحتم عليهم ان ياخذوا جانبها ايفاءً لها على الاقل لما قامت به في ايوائهم ، ودعمهم من اجل استرجاع حقوقهم التي سلبها منهم العسكر … كما تولول به ليل نهار ربابتهم الاعلامية التي لا تكل ولا تمل بكاءً على لبن مسكوب … ! فان مالوا الى الأتراك على حساب بلدهم فانهم في هذه الحالة سيحرقون مراكبهم ، ويشعلون النيران في ملابسهم ، وسيشيعون حلمهم في إعادة حكم مصر الى القبر ، وستكون عودتهم الى الديار حلم من احلام الف ليلة وليلة !
وسيتهمون بالخيانة والعمالة رسميا الى دولة اخرى وقت الحرب متلفعين بخزيهم وعارهم … وهي تهمه ترقى الى الخيانة العظمى ، وعقوبتها معروفة ناهيك عن موقفهم المخزي الذي قد يكون ثمنه باهضا في رصيدهم الشعبي - ان بقي لهم منه شئ - في الداخل المصري ، وهو صميم رهانهم للإطاحة بالنظام العسكري ، والعودة الى عشم ابليس المؤجل في حكم مصر ثانية .
لست من المتفائلين بالوضع الليبي المركب ، والشديد التعقيد ، وأتمنى ان اكون مخطئا … لان امتداد أجل اي مشكلة اكثر من اللازم ، وتداخل عواملها داخليا وخارجيا يزيدها تعقيدا … خصوصا في بلد غني مثل ليبيا يستقطب الأطماع والمغامرين ، والتي لا يمكن حلها في النهاية إلا بغياب وتواري طرف ، واستمرار طرف آخر !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأجيل تعديل المرسوم 54 في تونس: التضييق مستمر حتى الانتخابات


.. محور فيلادلفيا ومعبر رفح...كيف تفاقم التوتر بين مصر وإسرائيل




.. القسام تبث مقطعا يطرح تساؤلا بشأن مصير قائد اللواء الجنوبي ف


.. المستشار| ماذا سيحدث إذا لم تحكم العدل الدولية لصالح جنوب إف




.. ماذا يعني إلغاء إسرائيل فك الارتباط بشمال الضفة الغربية؟