الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة حول خطاب قيس الخزعلي

صوت الانتفاضة

2020 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


يخرج الأمين العام لميليشيا عصائب اهل الحق قيس الخزعلي بخطاب اختصر وأوجز الكثير مما كنا نقوله، خطاب تميز بصراحة نادرة، مع ان قادة الميليشيات جميعهم لا يمتلكون اية ثقافة سياسية او خطاب دبلوماسي، ففي اللقاءات التلفزيونية يكونون اضحوكة امام الناس، لكن الرعاة الرسميين لهم كانوا وما زالوا لا يسمحون لهؤلاء القادة بالحديث بمواضيع مصيرية الا بعد ان يكتبوا او يملوا عليهم ما يجب ان يقولوه، وقد تعّرف المجتمع على خطاب كل واحد منهم، فأصبح لدى الناس معرفة بنوعية خطاب هذا او ذاك.
خطاب الخزعلي الأخير، الذي تناول فيه قصة اعتقال مجموعة افراد من ميليشيا حزب الله من قبل جهاز مكافحة الإرهاب، هذا الخطاب أيضا لم يخرج عن تعليمات الرعاة، -فالاعتقال رسالة امريكية والخطاب رسالة إيرانية- لكنه كان صريحا جدا، وقد كشف للجميع ماهية العلاقة بين السلطة والميليشيات، ومن يصنع من؟ وإذا ما كان هناك خلل او خطأ في العلاقة فكيف يمكن معالجته؟
في اقل من دقيقتين شرح الخزعلي بشكل دقيق جدا من هو الكاظمي وكيف جاء؟ وما عليه ان يفعل او لا يفعل، فقال مخاطبا الكاظمي: ((انت لم تأت عبر انتخابات او مطالب المتظاهرين، انما انت جئت عبر توافق القوى السياسية، وحكومتك مؤقتة، ولها هدفان فقط: انتخابات مبكرة، والعبور من ازمة البلاد الاقتصادية والصحية، أكثر من ذلك لا يحق لك ان تخلق مواضيع، وإذا وجدت مواضيع فلا تتدخل بها، فحجم حكومتك معروف، وتدخلك ممكن ان يضيع كل القضايا، فدع عنك قضية المقاومة ضد الامريكان، فلا حكومة تستطيع ان تمنع ذلك، فكلها "غلست")).
هكذا اذن تجري الامور، فالكلمة لا تحتاج الى شرح او تأويل او تفسير، الكاظمي لا يحق له التدخل بقضايا معينة، هي فوق حجمه، وكذلك أي رئيس وزراء يأتي او اتى سابقا، انها خطوط حمر لا يٌسمح لأحد التجاوز عليها، فهو صراع بين دولتين ترعيان كل شلة الحكم في العراق، والكاظمي جزء من هذا الكل، فعليه ان لا يخرج من اللعبة، او يجتهد باللعب وحده، لأن من شأن ذلك ان ينسف كل الوضع، أي يٌنهي العملية السياسية، وعليه ان "يغلس" كسابقيه على موضوع "مقاومة المحتل"، أي بين قوسين كبيرين وجودنا نحن الميليشيات، وليفعل ما يريد بالبلد هو وحكومته؛ هي ذي فلسفة الحكم في العراق منذ 17 عاما، هكذا تدار الأمور من قبل قوى وعصابات الإسلام السياسي، اسرق انهب افسد اقتل دمر خرب افعل ما تريد، ولكن لا تقترب منا، كل هذا الخطاب الصريح والمباشر وهناك من يحلم بالإصلاح او يتمنى ان تتعدل أوضاع هؤلاء.
لا يلام قيس الخزعلي على خطابه، فالرجل يدافع عن مصالحه ووجوده، وكل شلة الحكم الإسلامي خطابهم هذا، لكن فقط هناك من يداهن ويخادع بالكلمات، بل يجب تقديم الشكر للخزعلي على صراحته هذه التي كشفت للبعض من "المثقفين" ومن قوى تٌحسب على "اليسار" ممن اقاموا التحالفات معهم او أنتجوا "كتلتهم التاريخية"، ظنا منهم انهم سينالون شيئا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطاولة المستديرة | الشرق الأوسط : صراع الهيمنة والتنافس أي


.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية




.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ


.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع




.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص