الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ودع هواك

نبيل محمود والى

2006 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


انتهت رسميا مسابقة بطولة كأس العالم لكرة القدم العربية حيث خرجت الفرق العربية المشاركة من دور ال32 خالية الوفاض وعادت أدراجها بخفي حنين بعد أن أنفض المولد .. هذا المشهد كان متوقعا منذ البداية وقبل افتتاح المونديال على الرغم من التطبيل والتهليل الإعلامي الذي لم يكن يعبر إلا عن من أجادوا فن الضحك على الذقون كعادتنا نحن العرب !

الرياضة بصفة عامة وكرة القدم خاصة في منطقتنا العربية لم تتأهل بعد للعالمية استعدادا لمقارعة العمالقة أهل الهمم والباع الطويل والتاريخ المجيد في فنون تلك اللعبة فنحن أمة العرب فاشلون في السياسة والاقتصاد والبحث العلمي وصولا إلى الرياضة على الرغم من وجود قاعدة شعبية عريضة تعشق تلك الرياضة وصلت إلى حد التعصب والجنون وأحيانا التهديد والتلويح بالأحذية حبا وكرامة للساحرة المستديرة ! ولا تعدم أمتنا أيضا الأجسام الفارهة والعضلات المفتولة صاحبة الأنفاس الطويلة !

السبب الحقيقي لهوان أمرنا في مونديال كأس العالم وعلى الفضائيات وتندر وتريقة خلق الله من الألمان وباقي شعوب الأرض والتي كانت متواجدة وحاضرة لمقارنة مستوى أداء فرقنا مع باقي الفرق الأخرى هو إننا إلى اليوم لم نعتمد ثقافة الاحتراف التي تقوم على نظام المراهنات هذا من ناحية .. ولهذا السبب تحديدا سيظل لاعبونا هواة مقارنة بالآخرين على المستوى العالمي الذين أجادوا الفن والهندسة واللعب في المدرسة .. ولهذا السبب أيضا ستظل دولنا العربية تتذيل القائمة العالمية وعلى الهواء مباشرة في ديمقراطية كرة القدم العالمية التى لم نتعود عليها و التي أظهرت للقاصي والداني الحجم الحقيقي لكرة القدم العربية دون رتوش أو تجميل في منظومة ودع هواك العربية !!!

ومن ناحية ثانية فالصفر الدولي الذي حصده العرب في مجال كرة القدم العالمية ستظل تداعياته تؤثر في الحياة الرياضية العربية لفترة طويلة من الزمان لان الساحة الرياضية العربية قد قو قعت نفسها في عدد محدود جدا من الأنشطة الرياضية وصار جل اهتماماتها محصورا في مباريات كرة القدم فقط ..

الرياضة بمفهومها العام والأعمق والاعرض تشمل ألعابا رياضيه أخرى كثيرة ومتنوعة فرديه كانت أم جماعية حيث تبدأ من الشوارع الخلفية والنجوع والكفور والقرى والمدن بطول الأمة وعرضها حيث الشباب الرياضي الواعي والمحتاج لمن يقدم له يد العون والمساعدة والتشجيع أدبيا وماديا .

وإذا ذكرت الرياضة فالخاطر يهفو سريعا للشباب أما من تجاوزوا الفصل الثالث من أعمارهم فهؤلاء ليس لهم في العير ولا في النفير بسبب عوامل التعرية الرياضية فالرياضة لا تورث ولا علاقة لها بالأنا وإنما تبنى على القدرة والصحة واللياقة البدنية الفائقة والتدريب المتواصل فالخيول العاجزة والكسيحة تتوقف عن الصهيل انتظارا للرحيل .


ومن نافلة القول أن الدول العربية تتعامل مع الرياضة كالسياسة وغلق دائرة الاهتمام الأوسع على نشاط كرة القدم فقط مع حرمان القاعدة العريضة من الشباب و التي لا تجد متنفسا لرئتيها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا إضافة إلى ظروف اجتماعيه ورعاية طبية قاسية .

إن بسط أنظمة حكم الدول العربية أذرعتها المختلفة على الأنشطة الرياضية لهو نذير شؤم لكل شباب الأمة وعلينا أن نترك أمور الرياضة للرياضيين من الشباب فهم ادري بأمورهم وعلى كل من تجاوز مرحلة الممارسة الفعلية للرياضة أن يكتفي فقط بدور الناصح الموجه المرشد المحلل والناقد من واقع خبراته العريضة .

عندئذ من الممكن أن نلمس توسيعا لدائرة الرياضة العربية والبدء في الاهتمام بالقاعدة العريضة من الشباب التي هي أساس أي تدرج هرمي في جميع المجالات وفتح كافة الأبواب إمامهم وتذليل العوائق للتوسع الرياضي الافقى وعندها قد نستطيع تكوين منتخبات قوميه في مجالات الرياضة المختلفة تكون قادرة على الاشتراك في المنافسات الإقليمية والدولية وحصد الجوائز ورفع اسم وعلم الأمة عاليا ومن ثم التقدم بخطى واثقة لاستضافة مباريات كأس جون رينيه والفوز به بكل ثقة واقتدار عوضا عن التهريج الذي تتميز به الرياضة العربية ...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب إسرائيليون يهاجمون داعمين لفلسطين بالألعاب النارية في ج


.. -قرار بايدن- يغضب إسرائيل.. مفاوضات الرهائن في خطر




.. هل الميناء العائم للمساعدات الإنسانية سيسكت جوع سكان غزة؟


.. اتحاد القبائل العربية في سيناء برئاسة العرجاني يثير جدلاً في




.. مراسل الجزيرة: استشهاد ثمانية فلسطينيين نصفهم أطفال في قصف ع