الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنصرية في مصطلحات حياتنا اليومية

عامل الخوري

2020 / 7 / 1
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


اثار مقتل الامريكي من اصول افريقية ، جورج فلويد ، ما استطيع قوله ، ثورة ضد التمييز العنصري و رموزها ليس في امريكا فحسب ، بل في معظم ارجاء المعمورة ، وبدءاً من التظاهرات العارمة في كل مكان تقريباً ، و محاولات اجراء تغيير في قوانين العديد من البلدان ، الى اسقاط تماثيل الكثير من رموز العنصرية وتجار البشر خاصة الافارقة منهم ، الى ان وصل الامر ان يقدم ملك بلجيكا الحالي اعتذاره من جمهورية الكونغو الديمقراطية عن اشكال العنصرية التي مارستها حكومته خلال ستون عاماً من الاستعمار البلجيكي لذلك البلد الافريقي ، جمهورية باتريس لومومبا .
هذا الموضوع دعاني لمراجعة العديد من المصطلحات اليومية ، تقريباً التي نستخدمها و التي لها دلالاتها العنصرية و من الممكن جداً دون التفكير بفحواها العنصري . فالذي يلفت الانتباه حقاً ، وفي العالم اجمع تقريباً ان ترتبط الاحداث السيئة و الكارثية باللون الاسود ، الاحد الاسود ، الجمعة السوداء ، ايلول الاسود ، سنوات الكساد السوداء ، الازمة الاقتصادية السوداء ، تأريخ اسود، الطاعون الاسود ، الوباء الاسود ،والى غير ذلك من الاحداث التي تهزّ العالم .
في مجتمعنا العراقي ، نمارس هذه اللغة يومياً ، فعندما يصاب المرء بمكروه نقول ( حظ اسود) ، و سمعة فلان ( سوداء ) في السوق او في المجتمع ، اذا كان الشخص سيئاً ، و المصري يقول ( كان يوم اسود يوم ما عرفتك!!) ، او يقال ، ايام سوداء مرّت علينا او على فلان او علاّن ، تسأل عن احوال صديق فيجيبك ( سودة و مصخمة) ، اذا كانت الامور او الصحة تسير بشكل سئ ، واذا رسب الولد او البنت في الامتحان يقال له او لها ( اسود الوجه) و اذا اقترف شخص في العائلة جرماً او جنحة ، فأنه ( يسّود وجه العائلة ) ، لو اقدم شخص على عمل او دراسة ، فبعد العودة يُسأل ( ابيض لو اسود ، و نفهوم هنا ماذا تعني تلك الالوان ، وقبل هذا وذاك ، يسمي العراقي الفستق السوداني ب ( فستق العبيد) لسببين اولهما انه كان يستورد من افريقيا ، والثاني اعتاد العراقيون على شراء الفستق المحمص اللذيذ من رج افريقي اسود ، سوداني او غيره لا اتذكر بالضبط . كما هناك اغنية قبيحة لا تذكرها تماماً تقول ، عبده فسي گومي ارگصي گداّم عمچ عنفصي !!! . و الشعر الاسود الافريقي نسميه شعر العبيد ، وهناك الكثير من المصطلحات تصب في هذا المجال للاسف لا استطيع ان اتذكرها ، ترى هل سنستطيع ان نغيّر او نعمل على تغيير هذه المصطلحات العنصرية المعيبة ، اتمنى ذلك .
في هذا الوقت ، حيث تسعى المحال الكبرى بأجراء تخفيضات شديدة على بضاعئهم ، فاختاروا يوم جمعة اسموه ( الجمعة السوداء) Black Friday الذي جاء تسميته اصلاً من الكساد الاقتصادي الهائل في الولايات المتحدة عام 1869 ، عام الكساد ( الاسود). فهل سيقوم التجار بتغيير هذا المصطلح .
من الجدير بالذكر ان رئيس زمبابوي الراحل روبرت موگابي ، رد على المصطلحات العنصرية ضد السود ، بمصطلح لا يقل عنصرية عندما قال ، يكفي ان ورق التواليت انه ، ابيض !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها