الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعلم سعد النوساني كان من دعاة التنوير والتعليم في مصر في القرن العشرين

عبد العزيز فرج عزو

2020 / 7 / 2
سيرة ذاتية


الأستاذ والمعلم الكبير سعد عبد العزيز النوساني رحمه الله كان من كبار المعلمين
في علم التدريس التعليمي بجمهورية مصر العربية في فترة السبعينات والثمانيات
والتسعينات من القرن الميلادي الماضي فقد كان رحمه الله معلم من طراز نادر
وموهوب في عملية التدريس للطلاب في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية
وكان يجيد تدريس مواد كثيرة منها مواد اللغة العربية واللغة الانجليزية والتاريخ
والجغرافيا والرياضيات والمحاسبة والرسم والاقتصاد وعلوم الحيوان والزراعة
والتجارة فكان يعمل بالمجال التعليمي في القطاع الخاص في بعض المدارس وفي
منزله في كثير من سنوات عمره فقد ولد الأستاذ سعد النوساني يوم 20 يناير 1953
بحيي عين شمس بمحافظة القاهرة وقد حفظ القرآن الكريم وهو في سن 20 عام
وحصل علي مؤهل فوق متوسط تجاري من احدي معاهد محافظة القاهرة
عام 1973 وبعدها التحق بوظيفة حكومية في احدي الجهات منها ككاتب
إداري بها ثم عمل في مهنة التدريس بالقطاع الخاص وظل يدرس للتلاميذ
والطلاب حتى آخر أيام حياته في الحياة وكان رحمه الله منزله دار للتعليم والتعلم
لكل المواد الدراسية فكان يعطي مجموعات تقوية للتلاميذ والطلاب في حصص
كل أسبوع كل مجموعة تتكون من 10 تلاميذ و10 طلاب كلا علي حده يعني
كل مجموعة في وقت محدد بعيدا عن الاخري فكان منزله رحمه الله دار لتلقي
العلم وتدريس المواد الدراسية للطلاب في كل أسبوع فقد كان رحمه الله أستاذ
رحيم وطيب لا يؤذي احد منهم أثناء عملية شرح المواد التعليمية لهم وأيضا
كان يقوم بشرح المواد لهم بطريقة مبسطة وسهلة جدا ولا يترك الطلاب إلا وهم قد
استوعبوا وفهموا المعلومات الموجودة في الكتب المدرسية بطريقة سهلة ومحببة إلي
قلبهم وكان كل الطلاب مبهورين بطريقة تدريسه لهم لهذه المواد التعليمية بطريقة مبسطة
وممتازة كما قلنا عالية لهم فكانت توفر عليهم الجهد والوقت في فهمها بعيدا عن العملية
التعليمية المعقدة التي كان ينفر بها بعض الطلاب الذين كانوا يدرسون في بعض المدارس
علي يد بعض المدرسين الذين يشرحون لهم الدروس بطرق معقدة تجعلهم لا يستوعبون
المواد الدراسية بسهولة وهذا هو الفرق بين المعلم الذي يبسط عملية الشرح لطلابه وبين
الذي يعقد الأمور لطلابه.
وكان الأستاذ سعد النوساني أيضا لا يفرض اجر علي الحصص في المجموعات الدراسية
عنده وكان يرضي بالقليل من الأحر هذه واحدة والثانية كان لا يأخذ أجر من التلاميذ أو الطلاب
الفقراء أبدا فقد كان يعطيهم مجموعات التقوية لوجه الله وثالثا كان اذا دخل بعض الطلاب عنده
في مجموعات التقوية فكان يشترط علي أولياء أمورهم بعدم اخذ الأجر إلا بعد أن يستوعبوا
كل الدروس عنده يعني أن الطلاب إذا لم يتقدموا ويستوعبوا الدروس معه ويرتقون بأنفسهم تعليميا
أي بالفهم والحفظ والتعلم فكان يختبرهم خلال شهر أو شهرين فإذا وجدهم يهتمون معه في
مجموعات التقوية الدراسية يأخذ الأجر المالي من أولياء أمورهم أما إذا لم يهتموا معه بالدروس
فكان لا يأخذ اجر هذه الحصص وكان يتفق مع أبائهم وأمهاتهم في السر علي ذلك حتى لا يتكل
الطلاب في ذلك الأمر ولا يذاكرون دروسهم فيما بعد وكان يتركهم يكملون معه دون طردهم من
عنده لعلهم يستوعبون العلم فيما بعد حتى ولو رسبوا في دراستهم وهم في مدارسهم أخر العام
فأنهم يكملون عنده في مجموعات التقوية للعام الجديد لإعادة السنة التي رسبوا فيها.
وكان رحمه الله أيضا من أهل الكرم والجود والأخلاق الفاضلة وكانت الابتسامة لا تفارق وجه
وهو يدرس للطلاب العلم وكان أيضا يعامل التلاميذ والطلاب مثل أولاده ولا يقوم بضربهم أو
إيذائهم أثناء انعقاد مجموعات التقوية عنده وكان رحمه الله يعطي بعض الخطب والدروس
الدينية في بعض المساجد ولوجه الله دون مقابل وكانت دروسه عبارة عن دروس تنويرية في
علوم الدين والحياة وكانت تتسم بالباسطة واليسر وتعتمد علي التسامح والرحمة والمعاملة
الطيبة بين كل الناس.
وقد كان المعلم الكبير سعد النوساني رحمه الله أيضا يقوم بالتطوع للصلح بين المتخاصمين في
نازعات كثيرة مع مجموعة كبيرة من الرجال الطيبين في حيي عين شمس وغيرها مع الأستاذ
فرج عزو وسيد كامل عبيد ونصر عبد العال وإسماعيل عبد الرحمن وحسن نديم المحامي
وغيرهم وكان الله يوفقهم للصلح بين الاسر المتخاصمة في نزاعات كثيرة تحصل بينها وكله
لوجه لله تعالي.
-----
ومن أقوال المعلم الكبير سعد النوساني رحمه الله في الحياة الآتي::-
-----------
1- المعلم يجب أن يتحلي بالرحمة والصبر مع طلابه حتى لا ينفروا من التعليم والتعلم.
2- المعلم الأمين هو من يتقن عمله ويؤديه علي أكمل ما يكون.
3- المعلم الموهوب هو من يدرس المواد الدراسية لطلابه بطريقة سهلة ومبسطة ومحببة.
4- العلم السليم والصحيح هو أساس تقدم وتحضر العباد والبلاد.
5- من يعمل بأي مهنة ما يجب أن يكون دارس للتعليم والعلم لأنها تساعده بالارتقاء
بمهنته والتي يحتاجها كل الناس.
----
توفي المعلم الكبير سعد عبد العزيز النوساني يوم 18 فبراير1995 بحي عين شمس
بالقاهرة رحمه الله تعالي وأسكنه فسيح الجنة. مع جميع الانبياء والمرسلين والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جندي تونسي في هجوم على دورية عسكرية قرب الحدود الليبية


.. فرنسا: لـماذا تـوصف الانـتـخـابـات الـتـشريـعية بالتاريخية؟




.. خسارة لا يمكن تصورها.. عائلة في غزة تروي الكابوس الذي عاشته


.. د. حسن حماد: البعض يعيد إحياء الخلاف القديم بين المعتزلة وال




.. التصعيد في لبنان.. تحذيرات دولية ومساع اقليمية لمحاولة تجنب