الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد الاستقلال.. والشعور بالانتماء

حيدر العبيدي

2020 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


لطالما نسمع عن يوم مميز في كل بلد من بلدان هذا العالم ، وهو يوم او عيد الاستقلال هو ذلك اليوم الي تحتفل به شعوب العالم بأوطانها اللاتي استقلت عن دولة مستعمرة ما في حقبة من تاريخ تلك الدول سواء بثورة او باتفاقية او باعتراف الامم المتحدة كدولة مستقلة وما الى ذلك من عوامل سياسية تفضي ان تكون الدولة مستقلة بعلمها ورمزها ونشيدها الوطني وتلك ما هي الا بديهيات كل دول العالم التي تدرس للأجيال لتعزيز روح الانتماء الى الرقعة الجغرافية التي يعيشون عليها والمسماة بلغتنا العربية(الوطن).
ولكن في نفس الوقت عندما نرجع الى وطننا العراق لتطبيق تلك العوامل واذ نصدم بان لحد هذه اللحظة بان السواد الاعظم من الشعب منقسم او يكاد لا يعرف اصلا بوجود عيد استقلال للعراق بكونه بلد مستقل ومن المؤسسين لعصبة الامم ومن الموقعين على ميثاق الامم المتحدة.
إذا لا يتوارد على ذهني في يوم من الايام قد احتفلت بعيد استقلال العراق وخرجت مع جموع الشعب في ذلك اليوم حامل راية العراق المستقل كسائر دول العالم، اذ لطالما اقتصرت الاعياد الوطنية بعيد ميلاد القائد الفلاني او ذكرى قيام الثورة العلانية والتي هي كلها تتشدق بالحفاظ على استقلال الوطن من الاستعمار وما الا ذلك، متناسين وعلى مر أكثر من نظام حكم مر على البلد العيد او اليوم الاهم في تاريخ العراق وهو يوم الاستقلال.
لم يكن ليتبادر في ذهني التفكير في هذا الموضوع لولا اضطراري للعيش خارج العراق واذ لامست على الواقع احتفال الشعوب بعيد استقلالها والاعلام ترفرف في كل مكان والاغاني تصدح بتمجيد بالوطن وفقط الوطن وذلك الإحساس العارم بابتهاج الناس بانتمائها لأرضهم على بساطة الاحتفالات ولكن الوقع على النفس هائل وكأن الاحتفال بهذا اليوم في كل مرة ينشأ جذر جديد بين المواطن وارضه.
لا اعلم وانا هنا اطرح عدة تساؤلات على كل نظام مر على حكم العراق لماذا هذا التذبذب والعزم على تغيير الرموز والاناشيد واليوم الوطني الاهم في تاريخنا؟ ام هو مخطط له لزعزعة انتماء المواطن بأرضه؟ ام لينتمي لذلك الحاكم او الحزب ويصبح الانتماء للأرض والعلم مجرد كلمات تتغير حسب المزاج لتلك السلطة؟ ام هو الجهل بأهمية كلمات النشيد وتلك قطعة القماش التي تفدي الشعوب ارواحها واعز ما تملك لا بقاءها عالية.
لماذا هذا الضياع الى هذا الحين من اقرار اليوم الوطني الاستقلال الفعلي للعراق كسائر دول المنطقة عن الانتداب البريطاني هو يوم ٣--- من الشهر العاشر سنة ١---٩---٣---٢--- وفي بلد الفنون والشعراء نرى ونسمع نشيدنا مأخوذ من دولة ثانية كاستعارة معيبة وكأنه الموضوع ليس بتلك الاهمية لتنشغل به السلطة او العلم الذي غير على استعجال فقط لإثبات انه تم تغيير النظام وبتلك السهولة غير مدركين حجم المصيبة بالتلاعب بالعناصر الاهم في تكوين الانتماء لاي وطن وهي العلم والنشيد الوطني وعيد الاستقلال.
لذلك يجب على وجه السرعة والجدية العمل على تنظيم استفتاء رسمي لإقرار العلم والنشيد الرسميين للعراق غير متأثرا باي اتجاه او حزب وتدريس تلك الرموز الابية لكل الاجيال على انها علم الوطن ونشيد الوطن واستقلال الوطن ولا شيء سوى الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة