الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العريف حسن السريع ورفاقه في الذاكرة/الثانية

عبد جاسم الساعدي

2020 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


لا شك بأن انتفاضة الجنود البواسل في ٣تموز ١٩٦٣،كانت ذات انتماءات يسارية وتقدمية تصل بالكفاح المسلح والانتماءات الأولى للحزب الشيوعي. وجدت تلك الجحافل الثورية نفسها خارج انتماءات الحزب الشيوعي بعد أن تصدعت تنظيمات الحزب إثر انقلاب شباط.
ولابد من التأكيد بأن قوى اليسار والشيوعيين والتقدميين كانوا هدفا للملاحقة من التحالف الرجعي الاستعماري، إذ شكلت مع حزب البعث جبهة عريضة لاستهداف الشيوعيين والنيل من وجودهم.
لاحظت بنفسي وكنت شاهدا كيف تكونت عصابات الجريمة إذ تكونت من حزب البعث الفاشي وجماعة الخالصي المتخلفة إذ شاهدت أشكال التعاون والتنسيق مع جلادي حزب البعث في المعتقلات إذ كانوا يعزلون المناضلين من الكاظمية وياخذونهم إلى جهات مجهولة بالتعاون مع المجرم جبار كردي وناظم كزار وآخرين. بالإضافة الى الجماعات الإسلامية المتطرفة الذين قدموا الدعم لحزب البعث في الإعتقال والمطاردة، لكن الأسوأ حينما أصدر سيدهم محسن الحكيم الفتوى الفاشية بجواز إبادة الشيوعيين وكانت هدية افتخرت بها قيادة البعث ومنهم صالح مهدي عماش كما ورد في كتاب هاني الفكيكي(أوكار الهزيمة).
يعرف تاريخيا بأن الحزب الشيوعي على الرغم من كثافة انتماء الجنود إليه والقوى الشعبية،لكنه كان أسير القرار السوفيتي بعدم تغيير نظام قاسم..
بعد خروجي من المعتقل وبعد شهر من الانتفاضة التقيت برفيقين اثنين في بغداد الجديدة، في محاولة لضبط اتصالات الحزبيين، وإعادة المبعثرين إلى الحزب..
كنا نعمل لإعادة المنقطعين إلى الحزب.
وجدنا أنفسنا غير قادرين على الإحاطة بهذه الكثافة، اضطررنا الى تنظيم صلتهم بتنظيمات الحزب.
دلالة تلك الحادثة،بأن جماهير الحزب من الجنود كانوا في غاية الشجاعة والتحدي والإصرار على إعادة الانتماء الا أن قيادة الحزب، كانت في واد اخر،وان الغالبية منهم، تركوا العراق إلى الإتحاد السوفيتي وبلدان أوربا الشرقية .
قطار الموت....
حاولت قيادة البعث الفاشي ارتكاب مجزرة جديدة، حينما أعدوا قطارا لنقل الضباط والجنود
المعتقلين والمدنيين إلى سجن نقرة السلمان في صحراء السماوة.
مارسوا الأسلوب الفاشي حينما ملاوا القطار بهم، من دون أخبار السائق.
أدرك الشخصية الوطنية(ابو مظهر) المفرجي، بأن عربات القطار كانت تحمل بشرا، لا بضاعة ، وعندما اقترب من السماوة، اوقف القطار وصرخ ينادي لإنقاذ المعتقلين وهبوا بكل شجاعة وبطولة فانقذوا المعتقلين بالماء والطعام والمساعدات الصحية.
في حياتك الطويلة لا أتذكر في العراق غير المجازر البشرية في قطار الموت وقصر النهاية والمعتقلات السرية ومجزرة سبايكر وغياب آلاف المناضلين وظاهرة الميليشيات المسلحة والقنص والاختلاف وغياب آلاف المناضلين من الشباب المتظاهرين.
لا أدري أين تجد نفسك من هذا القطيع والماشية والمسلحين. ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل