الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقدم السابق أبو أحمد علي رئيس مجلس الوزراء الحالي ...

مروان صباح

2020 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


/ كان الرجل ضحية المحاكة الزائفة التى صنعها الجيش الإثيوبي ، وههنا كذلك ، شخص كرئيس للوزراء ، موهوب بالأدب وايضاً بالدبلوماسية ، أدخل ايضاً إلى الواجهة السياسية التى تهيمن عليها مجموعة من النمور وبالرغم من أن أبو أحمد قادم من الجيش إلا أن التركيبة القديمة والتى لها تشابك مع الخارج مازالت تسود البلد بذات الطريقة المعهودة ، فالسجين السياسي السابق والشاعر والمغني الإثيوبي هاشالو هونديسا ، التى اغتالته الأيدي الغادرة بعد سلسلة تهديدات لم تفلح جميعها بإيقاظ الأجهزة الأمنية في توفير الحمايه له ، فالرجل تماماً كما هي الأغلبية الساحقة من القومية الأورمو التى تشكل 40 % من سكان اثيوبيا ويعتنق منها 70% الدين الإسلامي و20% المسيحية ، كانت ومازالت تعاني من التميز العنصري على الصعد المختلفة ، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية والوظيفية ، بل تاريخ القتل والتعذيب والاعتقال في اثيوبيا ليس بحديث ابداً ، فالاضطرابات اعتادت أن تحصل في منطقتي تعودان إلى قوميتين أورومو ذات الأغلبية المسلمة والأمهرة المسيحية التى تعتبر عنوان للاستقراطية الإثيوبية وهذا التناقض الجامع بين البنيوية المسحوقة هنا والبنيوية المترفهة هناك ، هو مؤشر عن حجم الاستبداد في البلد .

بلد مثل أثيوبيا لم يشهد تدخلات استعمارية طويلة ، لكنه بلغ مستوى التدخل غير مباشر مستويات عالية ، وبالتالي ، موقعه الاستراتيجي وضعه على الدوام محط إهتمام غربي كبير ، اولاً للاختلافات الدينية والثقافية وايضاً موقع اثيوبيا الجغرافي المتحكم بتدفق مياه النيل ودروها الكبير في الصومال ، لأن الأخير لديه خصوصية جيوبوليتيك فريد ، كما أنه يقع في نقطة لقاء بين قارتي أفريقيا من الغرب واسيا من الشرق ويشرف على البحر الأحمر ، وايضاً تعتبر أثيوبيا المقر الرسمي لمنظمة الوحدة الأفريقية ، لكن البلد يحمل في تركيبته روح التعصب للقوميات والانغلاق ، فضلاً عن التخوين المتبادل ، وبالتالي أبو احمد علي رئيس وزراء الإثيوبي الحالي ، جاء حصيلة الصراعات السابقة ، شخصية وطنية لكنها جاءت ضمن صناعة الأقلية التغرية المُهيمنة منذ سنوات على أثيوبيا ، تماماً كما هيمنت الأقلية العلوية على الجيش والأجهزة الأمينة ومقدرات الدولة السورية ، لكن الفارق بينهما بالنهج ، فالقومية الغيرية ينتهجون ابناءها طريق الدبلوماسية الواقعية وذلك لوعيهم للمتغيرات التى تحصل في العالم ، وهذا يعود بالفعل للمدة الطويلة التى حكموا فيها عبر العصور ، فملك النجاشي واحد منهم ، القومية الغيرية ( الغيري ) نسبتها من عامة الشعب فقط 6 % ، في المقابل قومية الأمهرية تشكل من المجتمع 25% ، ايضاً هذه القومية حكمت البلاد لسنوات طويلة وبالتالي تمكنت ايضاً من المناصب والدبلوماسية الإثيوبية ، وهناك قومية الغوراغي التى تمكنت من التجارة وايضاً لدى اثيوبيا القومية الصومالية التى تشكل 6% من سكان البلد ومن خلالها يتم التمدد داخل جغرافية الصومال .

تاريخياً اجتهدت القوميات التى حكمت وبالأخص القومية الغيري على إبقاء أبناء القومية الاورموية تحت خط الفقر والحرص كل الحرص على تجنيبهم التعليم ، وبالتالي كانت الزراعة هي السبيل الوحيد لهم واعتمدت الدولة على أبناء الاورموين الذين حرموا من فرصة التعليم والسياسة والجيش والدبلوماسية والتجارة وبالتالي غابوا عن جميع المناصب الكبيرة باستثناء الكدح في مجال الزراعة ( العمل الشاق ) حتى جاءت الاحتجاجات برئيس للجهورية منهم ، وبالرغم من تكريمهم بهذا المنصب إلا أن الأمور على الأرض لم تتغير ابداً ، والشعور بالاضطهاد والحرمان ظل مستمر ، بل عدم الإصلاحات الحقيقية أبقت الذاكرة حية ، وفي واحدة من الخطوات التى زادت أثيوبيا انقساماً ، عندما حاول الحاكم في عام 2011 م إخماد الاحتجاجات في أديس ابابا ، قام باستدعاء من لبنان وسوريا ، مجموعة الأحباش كبديل عن قيادات الإسلامية من المذهب الشافعي الذين كانوا يقودون التظاهرات ، وبالتالي مكن الجيش والأجهزة الأمنية ، مجموعة الأحباش من الهيئات الإسلامية الرسمية للدولة بعد ما زجوا بالآخرين بالسجون، وبالتالي أحدث ذلك شرخ جديد لم يكن موجود بين الاورمويين المسلمين ، تماماً كما هو الحال في لبنان وسوريا والعراق واليمن .

وبالتالي ما لفت إنتباهي شخصياً ، السجال الذي ينخرط فيه المقدم السابق في الجيش ورئيس وزراء الحالي ، ابو أحمد علي ، حول الأيدي الخارجية التى تغذي الاضطرابات والفتنة في أثيوبيا ، تحديداً عبر أغتيال شخصية وطنية ومناضلة ولها حضور فني عريض بين الأثيوبين ، بل بعبارة أدق ، فالينظر أبو أحمد إلى لبنان وسوريا والعراق واليمن ، سيعرف بأن البيت الإثيوبي ليس متراص والاحتقان عريض ، والاحتجاجات التى تظهر من حين لآخر ، تعيد طرح سؤال الدائم ، هو مقيم وتتوسع حيثياته يوماً بعد الآخر ، بلد مثل اثيوبيا باختصار ، يحتاج اولاً إلى ترسيخ العدالة في الداخل وايضاً ، تعميق العلاقة مع جواره العرب .. والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا