الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة -التغليس- والكشف العظيم!

وليد سلام جميل
كاتب

(Waleed Salam Jameel)

2020 / 7 / 3
كتابات ساخرة


رفع الشيخ –جزاه الله خيرا- عن كاهلنا مشقة فهم شكل دولتنا العتيدة، لم نكن قادرين أن نضعها تحت مسمّىً ملائم، أهي دولة ديمقراطية أم إستبدادية؟ دولتنا بلا شكل ولا لون ولا طعم ولا رائحة، هي هجين غير متجانس، وُلدت ميتة سريرية وكلما قاربها الأجل، جاءها من يهب لها صعقة كهربائية تبقيها كما هي تصارع الموت. دولتنا مثل المصابين بفيروس كورونا يبحثون عن قنينة أوكسجين لتنقذ حياتهم، ولكن لا يعثرون عليها فقد شفطها آلهة السلطة والفساد في العراق الغائب طوعاً أو كرهاً عن الوجود. دولتنا هي دولة الأحزاب والعوائل والفساد، قادتها لا يرون شعباً تعداده ما يقارب أربعين مليون إنسان، فالعراق ملكهم وحدهم والدولة دولتهم والشعب "لُفُوًّة" على دولتهم التغليسية!.
يخاطب الشيخ الأمين رئيس مجلس الوزراء: يا سيادة رئيس الوزراء كن مثل الذين سبقوك أو مثل البومة التي تفتح عينيها من دون أن ترمش أو تنام وتقف جامدة على الشجرة "مغلّسة" عن كل حوادث الهرج والمرج في مملكة الغابة السّائبة من كل أطرافها! فالساحة ساحتنا والملعب ملعبنا والكاتيوشا ملكنا وما أنت سوى "عبد لنا" نحن نصبناك وليس "قوى الحراك الشعبي"، ولا بأس أن نمتدح الأمين على جملته الأخيرة فلقد أنصف الحراك الشعبي لأول مرة وأزال عنه تهمة اختيار رئيس الوزراء... فشكرا للأمين ولتحيا تشرين.
دولة "التغليس" هو أفضل وصف لحال دولتنا القائمة، فكلنا نعرف ما يدور وكلنا مغلسون! إن تقترب تحترق! ولا بأس أن نمتدح الإحتراق أيضاً، أوليس هو من أعلى الرّتب عند الصوفية للوصول إلى الله... فلنحترق جميعاً لنقترب لربّنا أكثر!...
كل شيء على ما يرام إن لم تصطدم بنا، وما عليك سوى أن تجلس وتوقّع على ما نكتبه لك، تصوّر نفسك أنك في مسرح سينمائي تشاهد فلماً وتأكل "شامية" فهل ستتحرك لتغير شيئاً من تفاصيل الفلم المعدّ مسبقاً؟ -كلَّا.
كن مؤدباً وشاهد بصمت إذاً وسنهب لك مرتّباً لقاء مشاهدتك فلم "الأكشن" الذي نعرضه لك والذي صرفنا عليه كثيراً، فنحن أهل الكرم والوجود!
اختصر الشيخ الخزعلي واقع الدولة العراقية بإحتراف، فكل السابقين كانوا مدركين ويعلمون بكل شيء حتى بمطلقي صواريخ الكاتيوشا الحولاء، تلك التي لم تصب أهدافها يوماً سوى الأطراف! وكلهم كانوا مغلّسين لأنهم موظفون وفقط لا شيء آخر. ونحن أيضاً مدركون ونعرف كلّ شيء فلم يبقَ في العراق شيء يمكن إخفاءه سوى إخفاء علمنا بكل شيء وتغليسنا. ما قام به الشيخ هو وضع التسمية المناسبة في محلها مشكوراً...
والآن بات بإمكاننا تعريف دولتنا تعريفاً واقعياً يحمل معنىً دلالياً يمكن مقاربته مقاربة موضوعية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا