الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغنية الكتابة

بديع الآلوسي

2020 / 7 / 4
الادب والفن


(ليس من يكتب بالحبر كمن يكتب بدم القلب).

يراود القراء والكتاب سؤال غالبا ً ما يقودنا الى اسئلة اخرى .. السؤال : لماذا نكتب ؟ او لماذا اخترنا الكتابة كوسيله للتعبير عن انفسنا ؟ يعتقد البعض من اننا من خلال الكتابة سنصل الى النجاح وربما الى الشهرة ، وكذلك نسعى ان تكون الكتابة مصدرا ً للرزق والمال . لو تفحصنا الامر ، سنجد هنالك نوعان من الكُتاب ، الاول : مَن اتحذ من الكتابة كهواية للتسلية ، والثاني : كاحتراف واختيار يدر عليه ربحا ً يساعده على العيش ومواصلة الحياة القصيرة والجميلة .

( الكتابة شكلٌ من أشكال الصلاة )

في الغالب موهبة السرد وابتكار ما هو جميل ومدهش تتعلق بالاشخاص الذين منذ الصغر يحبون اعادة ترتيب الاحداث عبر الاصوات ومن ثم من خلال الكلمات .. هذه الهواية تجعل الاخرون يعجبون بتلك الطاقات الموهوبه وما تمتلكه من تمَيز ، وهذا الاعجاب يحفز الذهن ويحث الكتاب على متابعة التثقيف الذاتي و الاعتناء باللغة وجمالياتها والتي من خلالها سيتمكن المبدع من تحويل التراب الى ذهب .

(كلما تقدم الكاتب فى الكتابة كلما أدرك أن هناك التزاماً تجاه قرائه )

للاسف في بلد مثل العراق او البلدان العربية الاخرى نجد كُتاب كثر من روائيين وقصاصين يعانون من صعوبة في كسب لقمة العيش من خلال ما ينتجونة ، لذلك لا غرابة من ان روائيا ً كبيرا ً مثل نجيب محفوظ يقول : الحمد لله كانت لي وظيفة ساعدتني ان اعيش لاتمكن من الكتابة .

(الإنسان الذي لم يعد له وطن، يتخذ من الكتابة وطنا يقيم فيه )

الكاتب كالمزارع يقدم افضل ما عنده من منتوج ويصرف جهدا ً ووقتا ً لبلورة افكارة التي نتعاطف معها او نرفضها ، لكن تبقى للافكار الناضجة ثمنا ً لانها تسهم بفرحنا وتدلنا على الخيط السحري للحياة .

( الكتابة تعطي أكثر مما تأخذ، إن حدث العكس فلا مفر من تركها. )

السؤال الذي يعترضنا دائما ً ككتاب محترفون او هوات هو : لماذا نكتب ؟ نعتقد ان الامر لا يتعدى ان يكون حاجة داخلية ، في نفس الوقت نجد في عملية الكتابة ما هو جمالي يساعدنا على اعادة ترتيب عوالمنا او ارواحنا المضطربة، صحيح ان الكتابة عمل ذهي مرهق ، لكن من ثماره العثور على السعادة المستتره ، والتي تقترن بتحيق الذات ، فبعد ولادة اي عمل ابداعي نشعر ان قلوبنا افرغت مسراتها ومواجعها وشحنت بطاقة جديدة وتساعدنا على مواجهة الحياة بمشقة اقل وبنظرة اكثر صفاءا ً …

( كنت دائما متأثرا بعنوان لبودلير: «قلبي عاريا»، من الممكن أن هذه هي الكتابة)

الكتاب المتشائمون والمتفائلون في الغالب سعداء لانهم يعرفون ان جزء ً من ارواحهم تمتزج بالروح الجمعية ، وهذا الحوار من خلال الكلمة الصادقة يساهم في تحرير القاريء وفي بذر ما هو ممتع ومفيد في قلبه .. هذا النوع من الكيمياء والتفاعل يعيد للحياة بهجتها .

( ان كتابة رواية تحتاج إلى فكّين شرسين ، لا يكفّان عن الهذيان)

هكذا هو حال الكُتاب في جميع انحاء المعمورة ، ليس امام الكُتاب الحقيقيون سوى صناعة خمور ادبية وفنية جديدة .. ايها القاريء الحاذق : اذا قرأت لكاتب ما لا يعجبك ، اعطه فرصة اخرى ، حاول ان تؤمن من ان ما هو افضل سيأتي ، لا تنسوا إن الهة الأدب منحت الكتاب الفنتازيا الكافية كي يساهموا في ان تبقى ارواحنا تحلق بحرية وترصد العالم من زاوية اخرى .. لذلك يحتاج الامر منا الى قليل من الوقت ، وكثير من الاهتمام والصبر لأننا بحاجة ماسة للأدباء .
اخيرا ً اترككم مع الاقتباس الأخير متمنيا ً لكم المسرات والصحة

( الكتابة ليست نزهة، بل مسيرة احتجاج. )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا