الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشخصَ المناسب وأشكالية التوقيت

أثير علي السيد علي

2020 / 7 / 4
الادب والفن


Heidi Priebe
ترجمة : أثير علي

لم نعاني يوماً في علاقاتنا مثلما عانينا من عُنصر التوقيت . فربما نلتقي بالشخص المناسب لنا قبل شهرٍ واحدٍ فقط من سفرهِ للدراسةِ في الخارج أو أن نشعُرَ بأنجذابٍ رهيب إتجاهَ شخصٍ جذاب بكلِ المقاييس والذي يصدفُ دائماً أن يكونَ مرتبطًا سلفًا .
فعلاقةٌ تنتهي هنا لأن أحدَ الاطراف لم يكُ مستعدًا للالتزام وعلاقةٌ أخرى تنتهي هناك لأن أحدهم أصبح ملتزمًا بأسرع من ما ينبغي .
أحيانٌ مانهمسُ لأصدقائنا قائلين " كان سيكونُ شخصًا ملائمًا لو كنّا التقينا بعد خمسِ سنواتٍ من الان أو أبكرَ بثمانِ سنوات أو في أي مرحلةٍ مبهمةٍ من المستقبل حيثُ كل مشاكلنا ستكونُ قد حُلت من تلقاءِ نفسها بحلول ذلك الوقت " .
لطالما بدا الوقتُ هو العنصر الثالث في أيٍ من علاقاتنا ولازلنا عاجزين عن تنحيةِ هذا العنصر من لعبِ دورهِ المحوري المتحكم بسيرِ الاحداث .
التوقيت هو الشبحُ المقيت الذي يخيمُ على عقولنا لكنهُ سيكونُ كذلك فقط إن سمحنا له بذلك وأعطيناهُ تلك السلطة للتحكم بدفةِ الامور . فالحقيقة الواقعية برأيي والتي لابد من الاعتراف بها وأعتناقها هي " إنَ الأشخاص الذين قابلتهم وستقابلهم في الأوقات الخاطئة ماهم في الحقيقة الا أشخاصٌ غير مناسبين ".
نَحْنُ لانقابلُ أشخاصًا مناسبين في أوقاتٍ خاطئةً على الإطلاق لأنهم دائماً مايكونوا خارج حسابات التوقيت المقيت هذا ، فعندما تلتقي بهم لن تعبأ بالتوقيت وصحته بل سترمي كلما خططت لهُ مسبقاً وراء ظهرك وتسير معهم على غيرِ هدىً نحو مستقبلٍ آخر دون اي لمحةِ تردد . فمعهم لن تدخلَ دوامة التفكير المطول ولن تمر بعاصفة أتخاذِ القرار من عدمهِ أنت فقط ستسبحُ مع التيار ولاشيء آخر . فأنت تعلمُ في قرارةِ نفسك ووجدانك إنهُ أيما كانت روعة المغامرة المزمعُ خوضها مسبقاً لن تكون حتى بنصفِ روعةِ ماستشهدهُ برفقةِ الشخص المناسب ، فلا أهمية لما كان فقد تغيرَ كلُ شَيْءٍ مُذ أطلوا.
ستسقطُ كلُ حساباتِ الوقتِ والتوقيت بلحظةِ لقائكَ بالشخصِ المناسب فلا تجهد نفسكَ عبثًا في محاولةِ إدخالهم في ثنايا يومكَ وتعقيداتهِ لانهم سيمسون ومن غيرِ أن تدرِكَ كُلَ يومِكَ بل وسيكونوا عمود حياتِكَ الفقاري ، سعادتُكَ أحلامُكَ رغباتكَ الدفينة سيغدونَ هم مصدرها وشعلتها التي لاتنطفئ فما عليكَ سوى الاهتمامُ ببقية الجوانبِ الاخرى . الشخصَ المناسبَ لن يقفَ يومًا حائلًا بينك وبين ماتصبو إِليهِ من أحلام ولن يضعَ نفسهُ في كفةِ الميزانِ الاخرى مقابلَ طموحاتك بل سيشجعكَ على المحاولةِ أكثر على الإقدامِ أكثر على العملِ أكثر . سيظهرُ أجملَ مزاياك وأقوى خصالكَ لتقاتلَ كما لم تفعلَ مِنْ قبل . هذا النوعُ من الاشخاصِ لن يفرضَ عليكَ مطلقًا أشكاليةَ حدودِ الوقت لأحلامك وقدراتك بل سيرغبونَ بحملِ الجبالِ عوضًا عنك مهما طال الوقت وبلغَ مقدارَ الجهدِ فالوقتُ مع الشخصِ المناسبِ هو خادمٌ طوعَ بنانِكَ لا أكثر.
في أغلبِ الأحيانِ عندما نتجاوزَ شخصٌ ما بسببِ سوءِ التوقيت فكُلُ ما سنقنعُ أنفسنا بهِ إِنهُ لايستحقُ إضاعة الوقتِ معهُ ، لكنْ فلتعلم بأنهُ لاوجودَ لأوقاتٍ سحريةٍ حيثُ تتساقطُ الحلولَ من السماءِ لأزماتنا وتصلحُ ما أفسدهُ الدهرُ في علاقاتنا بل أنْ هناكَ شخصًا مناسبًا سيأتي في قادمِ الأيامِ يسحبُ البساط من تحت ذلكَ الشبحُ المسمى بالوقت لانهُ وبكلِ بساطةٍ عندما يطلُ علينا سنخلقُ الوقت لندخلهُ في فضاءاتِ حياتنا وهذا مايدعى ..... بالوقتِ المناسب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??