الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القراءة مشاكل وحلول

صالح لفتة
كاتب

(Saleh Lafta)

2020 / 7 / 4
الادب والفن


لمن يسال كيف تخلفت امة العرب عن باقي الامم ،الجواب بسيط فأمة اقرأ لا تقرأ ،امة العرب اقل الامم التي تقرأ الكتب والمؤلفات ،اقل الامم بالاهتمام بالمطالعة قياساً بالشعوب والامم الاخرى .
فالإحصاءات الخاصة بالقراءة والمطالعة والصادرة من منظمات محترمة لها مصداقية فيما تقول تؤشر على حجم الكسل وقلت الاهتمام بالمطالعة للمواطن العربي بالنسبة لنظيرة الاوربي او الامريكي او حتى الاسرائيلي .
المواطن العربي لا يقرأ حتى كتاب واحد في السنة نسبة لعدد السكان فكل ثمانين عربي يقرءون اقل من كتاب واحد في السنة بينما المواطن الاوربي مثلا يقرأ حوالي ٣٥ كتاب في السنة بمعدل كتابين ونص في الشهر ، حتى المواطن الاسرائيلي الذي يعتبر العدو الاول لامة العرب يقرأ ما يقارب ٤٠ كتاب في السنة .هذة النسبة طبعا لا تشمل الكتب المدرسية او الصحف او ملفات العمل
اما بالنسبة للنتاج الادبي في التأليف والطباعة فالوطن العربي ينتج بجميع بلدانه مجتمعة اقل من ٥٠٠٠ كتاب في السنة ، بينما في امريكا وحدها ينتج او يؤلف اكثر من ٣٠٠ الف كتاب في العام الواحد .
هذه الهوة الواسعة بين ما يقرأ ويؤلف في العالم العربي نسبة الى الامم الاخرى بالتأكيد له اسباب كثيرة ومن اهمها الوضع الاقتصادي المزري فهو اساس المصائب والمشاكل فليس من المعقول ان يشتري الجائع الكتب وبطنة خاوية و حتى في الدول العربية الغنية اذ تستأثر فئة قليلة من الشعب بالأموال وتجوع النسبة الاكبر فالجائع يبحث عن ملئ بطنة اولاً ولن يهتم بالقراءة .
كذاك انتشار الامية بشكل مخيف في العالم العربي فنسبة التخلف عن الالتحاق بالمدارس بين الاطفال عالية جداً مما يولد جيوش من الجهل والتخلف بين المجتمع ،ايضا لا يملك المواطن العربي اي فائض في الوقت فهو يقضي اكثر أوقاته في تصفح الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة البرامج الترفيه على الفضائيات دون ان يولي جانب القراءة وتثقيف نفسة اي اهتمام .
الترجمة والاطلاع على ما أنتجه الاخرين من مؤلفات تعتبر الاقل في عالمنا العربي فتكون الكتب الموجودة في الاسواق العربية المتاحة للقارئ قليلة واسعارها مرتفعة .
ولكي نساعد في حل مشكلة القراءة نحتاج الى حملات توعية مكثفة ومستمرة بأهمية القراءة واجبار الاهالي لزج الاطفال في المدارس وتحفيز الشباب للقراءة وغرس حب المطالعة في نفوس ابناءنا من صغرهم وهذا الامر يجب ان يشترك فيه المواطن والدولة والاعلام ويستمر لفترات طويلة .
نحتاج الى تحفيز القراء والمؤلفين مادياً وتحديد جوائز مادية ضخمة في التأليف والقراءة من قبل الدولة في مختلف المجالات فليس من الصحيح اهمال جانب دون جانب .
تعتبر صناعة الكتب والتأليف في العالم من المهن التي تدر على القائمين عليها ارباح بملايين الدولارات بينما في الوطن العربي يعتبر تأليف الكتب مشروعاً خاسراً لا يحصل صاحبة فيه علي اي ارباح بسبب ارتفاع تكاليف الطباعة وضعف التسويق وقلة النسخ المطبوعة والمباعة قياساً مع جميع الدول لذلك نحتاج الى مساهمة الدولة في طباعة الكتب ليكون الكتاب متاحاً للطبقات الفقيرة بأسعار مناسبة تسمح باقتنائه ويحصل المؤلف على هامش ربح جيد يكفيه ليستمر بالتأليف .
للتغلب على مشكلة قلة القراءة والمطالعة نحتاج الى سنوات من التشجيع والمساهمة والدعم لنحصد ثمار القراءة ونصل للريادة
فعندما يتصالح الانسان العربي مع الكتب سيتغير الكثير من واقعنا التعيس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-