الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فى نظرية تراجع المجتمعات العربية

سليم نزال

2020 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


فى نظرية تراجع المجتمعات العربية

افول المرحلة القومية و اليسارية و بداية عصر الاسلام السياسى

سليم نزال




هناك شبه اجماع بين المؤرخين العرب ان هزيمة عام 67 كانت مفصلية فى التاريخ العربى فمنذ ذلك الحين بدانا نرى تراجعا كبيرا فى الافكار اليساريه على تنوعها , و فقد الخطاب القومى جاذبيته التى كانت فى خمسينيات و ستينيات القرن الماضى.و لعل الهزيمة العسكرية كانت مؤشرا على فشل نماذج حكم سياسيه الهبت لعقدين على الاقل حماس الجماهير العربية.و على المستوى الدولى بدانا نرى بداية تشققات فى المعسكر الاشتراكى الذى ادى تدريجيا الى ضعف اليسار العالمى و نهاية المرحلة الاشتراكية فى وقت لاحق .الامر الذى ترك اثارا ضارة بقوى اليسار العربى . .

و على الرغم من تعدد الاراء التى سعت لتفسر اسباب الهزيمة و قد تطرقت اليها باختصار شديد فى السابق الا انا سنلاحظ ان الهزيمة كانت الهدية الاكبر لللاتجاه الاسلام السياسى الذى وجد فى الهزيمة فرصته التاريخيه ليعلن فشل المشروع القومى و ليطرح خيارات الاسلام السياسى . بل ان احد الشيوخ شكر الله على الهزيمة معتبرا الامر عقابا من الله على الانظمة العلمانية . . و يمكن اختصار د الفعل الاسلامى برد صلاح الدين المنقد الذى كانت من ابرز من كتب من الاسلاميين حول ضرورة المراجعة و نقد المرحلة الماضية و الوصول الى نتيجة من وجهة نظره مفادها ان ابتعاد العرب عن الدين هو السبب الاساسى فى الهزيمة.و من المعروف ان الدين يقدم للناس فى اوقات الهزيمة نوع من الامل .

و بغض النظر ان كانت استقالة عبد الناصر حقيقية ام لا ,الا ان الاستقاله كانت تعبر فى رمزيتها عن استقالة و تراجع مرحلة هامة من مراحل التاريخ العربى.و تبع ذلك تراجع عبد الناصر عن مواقفه السابقه تجاه الدول الاسلاميه التقليدية و هادن السعوديه التى حاربت الفكر القومى بشعارات اسلاميه.
و للمرة الثالثة خلال قرن ساد الاحباط العرب الذى كان الفرصه الذهبية للتيار الدينى الذى كان غائبا لاسباب عدة ان يطل براسه بقوه رابطا النصر بعودة الايمان الدينى .

و لقد بات هذا الامر من اهم مقولات الاسلام السياسى الذى يبرر وجوده بهزيمة القوميه العربية و اليسار عموما و ما ساعده ايضا ان الدولة القطرية العربية بدات تواجه تحديات اقتصادية و اجتماعيه كانت تتفاقم مع الوقت فى ظل تصاعد مظاهرات الخبز بين حين و اخر . .و و هزائم زادت من مستويات الاحباط مثل حرب اكنوبر التى تحولت الى كارثة باخراج مصر من الصراع و الاجتياح الاسرائيلى للبنان و ضعف منظمة التحرير ذات التوجه العلمانى و بداية تشكل الاسلام السياسى الفلسطينى و ضعف التيار اليسارى فى لبنان و صعود التيار الدينى . و هذه الاحداث قوت من التيار الدينى الذى بدا يقوى اكثر و اكثر على حساب تاكل اليسار و التيار القومى خاصة ان الامر ترافق مع اتفاقيه كامب ديفيد التى اخرجت مصر من الصراع مع الصهاينة . كما شهدت تلك المرحلة تطورات صبت فى خدمة الاتجاه الاسلاموى مثل الثورة الاسلاميه فى ايران و حرب المجاهدين الافغان ضد الاحتلاال السوفياتى.

فى تلك المرحلة بدا الالاف الشباب العرب يتدفقون الى افغانستان للجهاد الامر الذى ساهم فى وضع المنطقه بسرعة نسبيه فى اجواء الاسلام السياسى فى ظل تراجع مخيف للفكر العلمانى العقلانى..

لقد ترافق صعود الاسلام السياسى مع نهاية الحرب الباردة و فى ظل ازمات متعددة بدات تعيشها الدول القوميه التى لم تتمكن من تطوير خطابها و سياستها الداخليه التى ظلت تتسم بقصر نظر قاتلة عن رؤية المتغيرات و عدم القدرة على فهم التغيرات الجديدة.و عاجزة عن تقديم حلول اقتصادية لاجيال من الشباب المتعلمين العاطلين عن العمل , وز اد الطين بلة ان المنطقة لم تشهد اى تطور سياسيى عقلانى باتجاه الحريات العامة التى يمكن ان تكون مجالا لتخفيف الاحتقان المتنامى .كل هذه الاسباب لعبت دورا لصالح الاسلام السياسى الذى بدا يطرح نفسه كبديل .و فى بداية اعوام الثمانينات لخص احد معارفى الوضع بهذه الكلمات :لقد جربنا كارل ماركس و لم يفدنا دعنا نجرب الله !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ