الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمة الثلاثية بين (روحاني، اردوغان، بوتين) ومستقبل المنطقة

سامي عبدالقادر ريكاني

2020 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


هذه اللقاءات التي تتكرر بين فينة واخرى منذ 2013 ومنها هذه القمة الاخيرة في هذه المرحلة الحرجة مؤشر بانها ستعزز من الدور الاقليمي وتدخلاتها العسكرية في كل من سوريا والعراق، خاصة وانها تاتي بعد:

- التفاهمات الروسية التركية حول ليبيا والشراكة في تجارة الغاز والتي سبقتها تفاهمات اخرى حول غاز اقليم كوردستان العراق والتي تمهد الان لادخال سوريا ومناطقها الغنية بهذا المورد ضمن هذه الشراكة.

- والتفاهمات لايرانية التركية حول تبادل الادوار وتقسيم النفوذ بالعودة الى التفاهمات الصفوية العثمانية خاصة في المناطق العربية ومنها اليمن والعراق وسوريا.

- تطبيق قانون قيصر من قبل امريكا وعدم قدرة روسيا وايران وتركيا تحمل اعباء المسؤولية عن الانهيارات الوشيكة في سوريا بعد تطبيقها، والذي بدا يفكك اركان السلطة وتهدد بانفجار الوضع .

- تغيير اولويات امريكا واهتمامات ادارة ترامب بالاساس، في ادارة مصالح امريكا على المستوى الخارجي ، حيث بات التحضير والتوجه لمواجهة النفوذ الصيني اصبحت من الاولويات القصوى التي عليها التعامل معها مباشرة، وبهذا اصبحت تحركاتها في الشرق الاوسط متاخرة وتعتمد على التعامل الغير مباشر معها، اي عبر التحالفات والوكلاء في المنطقة في ادارة مصالحها.

- اصرار الغرب وامريكا ادخال العامل الكوردي في المعادلة العراقية والسورية وفشل تركيا في ثنيهم عن اصرارهم هذا، بل بدل ذلك ذهب الغرب الى ابعد من ذلك حين نجحوا في توحيد صفوف الكورد في سوريا ومن ثم الضغط على تركيا للتعاطي معهم في المستقبل كما ان حتمية التواجد الكوردي بصورة واخرى في هذه المعادلة داخلة ضمن التفاهم الروسي الامريكي ايضا، وان كانت دون مستوى طموح الكورد.

- رؤية هذه الاطراف بان امريكا وببعض من الاستفزازات معها عبر التعاطي مع الصين ربما ستكون كفيلة لتسلم ادارة ملفات المنطقة الى المحور الثلاثي(ايران تركيا روسيا) او ربما ستكون اكثر استجابة لمطالبهم واكثر استعدادا للتنازل امامهم مقابل تخليهم عن التعامل مع الصين.

والاهداف من هذه اللقاءات هي:

اولا: تعزيز الدور الروسي والمحافظة على مكتسباتها ووجودها العسكري والاقتصادي مقابل الاتفاق على انتقال السلطة في سوريا وانتهاء دور بشار الاسد على ان تكون النتيجة رحيل الاسد باي طريقة كانت ويفضلون تنازله تدريجيا وتحويل السلطة بصورة ديمقراطية عن طريق الشعب.

ثانيا: تقسيم المناطق العربية على اساس طائفي شيعي موالي لايران وسني موالي لتركيا وابعاد السنة العروبيين والموالين للخليج جناحها السعودي الاماراتي والتي تحاول امريكا اشراكهم في المعادلة السورية والعراقية في المراحل القادمة.

ثالثا: افشال المحاولات الامريكية الغربية في الاعتماد على المكون الكوردي في مناطق نفوذها شرق الفرات، والعمل على منع نجاح اي محاولة تهدف الى ايجاد وجود كيان كوردي في المنطقة السورية خاصة السيطرة على هذه المنطقة الغنية بالغاز والنفط.

رابعا: ومحاولة وضع اقليم كوردستان تحت الوصاية الغير مباشرة التركية الايرانية وبما يتماشى مع المصلحة الروسية. وذلك عبر تحجيم دورها اداريا وتوسيع الخلاقات بين احزابها وتركيعهم اقتصاديا عبر بغداد والتدخلات العسكرية بحجة محاربة الارهاب اخيرا، وقطع الصلة بين المناطق الكوردية اقليم كوردستان و المناطق الكوردية من سوريا .

خامسا: اقناع امريكا بالحل، مقابل المحافظة على مصالحها ، وذلك بالاعتماد على بعض الاتفاقات الثنائية التي جرت وتجريها امريكا مع بعض هذه الاطراف ومنها:

-- الاتفاق بين تركيا وامريكا من طرف والتي بموجبها سمحت او تسمح لتركيا لتزيد من تدخلاتها وتمددها العسكري في المنطقة.

-- الاتفاقات الروسية الامريكية من طرف اخر، والتي بموجبها ايضا سمحت لروسيا كمخول من قبل امريكيا ايضا لادارة الاوضاع لحدود معينة وبما تخدم مصلحة الطرفين الامريكي والروسي ايضا مقابل صفقات اخرى زعلى راسها ابعاد روسيا عن اي تقارب مستقبلي مع الصين وضد امريكا.

-- وكما ان مطلب امريكا بفتح الحوار مع ايران للتفاوض على المطالب الامريكية، تعطي لايران ايضا ورقة ضغط احتياطية تستطيع ان تلجا اليها متى رات بان بقية اتفاقاتها مع تركيا وروسيا قد وصلت الى طريق مسدود او انهم يحاولون التخلي عنها.

سادسا: احتكار والسيطرة على اسواق الغاز في المنطقة انطلاقا من منابعها وطرق نقلها وصولا الى الاسواق العالمية وفق حلف ثلاثي بعد ان كان الطرفان التركي والروسي كانا هما المعنيين بهذه الاستراتيجية ،الا انه بدون ايران التي تملك ثلث الغاز القطري اضافة الى ماتملكها داخل اراضيها وما تمنحها نفوذها في المنطقة لايمكن لذلك الثنائي ان تنجح بدونها .

النتيجة:
استمرار الفوضى وانصاف الحلول والحروب بالوكالة وعدم رغبة أي طرف انهاء الازمة خوفا من نتائجها التي لايمكن ان تكون مقنعة لجميع الاطراف.
فهي اشبه بالدخول في لعبة القمار الذي لايمكن لاحد ان يحسم نتائجه في نهاية اللعبة والمخاطرة كبيرة لكل الاطراف.

كل الاتفاقات تخفي في تفاصيلها نقطة ضعفها التي ربما ستقضي على مصلحة طرف لصالح الطرف الاخر اذا ما استمروا في تطبيقها على ارض الواقع
تضارب المصالح وتوافقاتها بين الاطراب بشكل ثنائي او ثلاثي لاتسير بصورة ووتيرة واحدة وفي جميع مراحلها بل هي تتقاطع وتتواصل وتتضاد ولن تنتهي في الغالب الا بمزيد من الاستنزاف المادي والبشرب ونهاية سيئة.

غياب العنصر الامريكي والغربي في هذه القمة هو اكبر مهدد لاي اتفاق يحصل بينهم. وذلك لكون المعادلة الامريكية ومركزية ثقلها في هذه المعادلة حتى مع غيابها لايمكن تجاوزها او اهمالها حتى لو سحبت من المنطقة ككل.

ولان الخوف من امريكا هي التي اجمعت هؤلاء الاعداء الكلاسيكيين حول طاولة واحدة، فانها القوة الوحيدة التي تستطيع قلب تلك الطاولة عليهم جميعا او فرادا ايضا، خاصة وان الاتفاق الجانبي لكل طرف منفردا مع امريكا هي نقطة الخوف ونقطة القوة والضعف في ان واحد لدى ذلك الثلاثي ويمكن لاي طرف منهم استعماله ضد الاخر.

كما ان التخلي او القضاء على العامل الكوردي والعربي مع كل مخاوف الاطراف الثلاثة من تاثيرها على مصالحهم الا انهم لايمكن لهم ان يعيدوا التوازن الى مصالحهم بدون الاعتماد عليهم اما توظيفا او مقاربة اليهم لكسب ودهم.

وبهذه الفوضى لايمكن الخروج من الازمة او التوصل الى حلول منصفة ترضي جميع الاطراف خاصة في واقع الصراع الحالي واصرار الاطراف وقناعتهم بانه بدون التدخل في شؤون المنطقة عسكريا وسياسيا واقتصاديا والسيطرة على نقاط القوة ومناطق النفوذ لايمكن ضمان البقاء في اللعبة الدائرة في المنطقة وان أي تهاون في التدخل في أي شان اقليمي او دولي معناه الخروج من المعادلة

وبالنتيجة ان ماستستطيع ان تعمله الاطراف الثلاثة خاصة ايران وتركيا هي تاجيج النعرة الطائفية بين المكونات الرئيسية الكوردية العربية والشيعية وحتى بين المكون الواحد الذي بدوره سينقسم ايضا بين الولاءات المختلفة، مما ستمهد للتدخل اكثر في شؤن المنطقة واجبار الاطراف الدولية لتعتمد على الدولتين في التوصل الى أي حل سياسي قادم حول سوريا والعراق مستقبلا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطاولة المستديرة | الشرق الأوسط : صراع الهيمنة والتنافس أي


.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية




.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ


.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع




.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص