الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب العراقي ضحية التصعيد الايراني السعودي

سلام قاسم
كاتب وإعلامي

(Salam Kasem)

2020 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


الإيمان (مسألة شخصية) لكل إنسان الحق في ممارسة دينه ومعتقده على شرط أن لا يؤثر في سلوكه على الآخرين ويجب أن يحترم الإنسان تصورات الآخرين الدينية. معظم الناس لديهم نوع من أنواع الإيمان ويختارون الالتزام به. ولكن أمر الإيمان لا يصح للدولة أن تتدخل فيه لأن الدولة كيان معنوي تعتمد في اساسها على القوانين الوضعية التي وضعها البشر. لذا فان حرية التعبير وحرية الإعلام مكفولة في المجتمعات التي تنتهج النهج الديمقراطي وهي لم تأتي عن طريق الصدفة بل نتيجة لجهد وعناء كبير بذله كبار المنظرين لحقوق الإنسان. فإذا كان بمقدور الجميع التعبير عن افكارهم وآرائهم وجدت الفرصة لاستخراج أفضل القرارات وأحكمها.
لكن الذي يحدث في مجتمعنا مع الأسف هو طغيان الإشاعة وخلط الدين بالدولة والإساءة إلى الرموز الدينية أصبح ظاهرة ممكن أن تهدد وحدة البلاد.
ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط من رسوم مسيئة لرموز دينية هو أمر مرفوض تماماً. مع الأسف أن ينحدر الإعلام الى هذا المنحدر الخطير. الصراع بين ايران والسعودية صراع خطر وهو ظاهر الحال صراع عقائدي مذهبي لكن واقع الحال هو صراع نفوذ في المنطقة الخاسر فيه هو الشعب العراقي الواقع بين تلك القوتين المتصارعتين.
عندما اندلعت الثورة الإيرانية تهور صدام حسين وشن حربا خسر خلالها العراق خيرة شبابه خوفا من انتشار الثورة الإيرانية ثم ساقته احلامه المريضة صوب الكويت، ليعاقب العالم الشعب من خلال الحصار بينما سمح لصدام ببناء القصور. وعندما سقط صدام نحر الامريكان بغداد نحرا.
مع كل تلك الكوارث التي مرت على رأس الشعب العراقي نتيجة للسياسات الحمقاء لقادته كانت ايران تبني ترسانتها من الأسلحة وتنتج الصواريخ وتبني المفاعل النووي إضافة إلى اهتمامها بالصناعة والتجارة والزراعة والسياحة الدينية. والسعودية وصل انتاجها النفطي الى 12 مليون برميل ودخلها مليارات الدولارات وهي تتصدق على الشعب بملعب لكرة القدم لم يرى النور حتى. بينما الشعب العراقي يعاني من الفقر والعوز والفساد والمتاجرة فيه باسم الدين وكل يوم يقدم آلاف الضحايا من الشهداء حتى أصبح العراق عبارة عن مأتم كبير وقتلة ابناءه هم من يسيرون في نعشه. متى نصحوا ونتجه صوب التنمية والبناء متى؟ إلى متى ندفع فاتورة الصراع الإيراني السعودي في المنطقة إلى متى؟
السعودية تريد أن تطرح نفسها ممثلة والمدافعة عن السنة في العالم وإيران تريد أن تطرح نفسها ممثلة للشيعة في العالم، والحقيقة أن العالم الإسلامي في حالة صراع مستمر نتيجة للخطاب الطائفي الذي يتم الترويج له عبر مؤسسات شكلت خصيصا لهذا الغرض.
إيران والسعودية بلدان يستطيعان الدفاع عن مصالحهما جيدا. والسيد السيستاني مكانته محفوظة في قلوب العراقيين كرجل دين يسعى للسلام ووحدة البلاد وكمرجع ديني للشيعة في العالم.
المطلوب الآن خطاب هادئ يوجه من قبل الحكومة إلى السلطات السعودية يطالبها فيه أن توجه اعلامها بضرورة وقف التهجم على الرموز الدينية أو الإساءة إلى معتقدات الآخرين خصوصا وأن الإعلام السعودي موجه من قبل الأسرة الحاكمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بذكاء وتخطيط محكم نفذ اكبر سرقة بنك في بريطانيا


.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????




.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر


.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن




.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس