الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نساء في استوكهولم 5

شهناز أحمد علي

2020 / 7 / 5
الادب والفن


قبل سماعها الخبر، كان ذاك الصباح يشبه عشقها للفصل الخريف وشعورها كأن أحدهم يقرأ قصيدة حب لعاشقة ما ... في أزقة جامعة حلب.
إنه خريف يفوح منه رائحة أمهاتنا وهن يجبلن أحلامهن مع مونة الشتاء بإنتظار القادم المجهول في قرانا المنسية على خرائط الشرق. لكن حتى تلك الأحلام البسيطة حرمت عليهن، إنها لعنة التاريخ والجغرافيا التي بدأت منذ زمن بعيد ... وها هي الحرب في سوريا تبارك تلك اللعنة ..... لعنة رفض الأخر لك ولم يعد يهم كثيراً من يكون الاخر ذاك ما دام الالم والإهانة التي يحس بها ذاك الرجل العجوزالذي ترك منزله ومدينته اكبر من الحزن نفسه، يصرخ بأعلى صوته امام شاشة احدى القنوات الفضائية قائلاً: " لو إن اردوغان رجل لواجهنا وجهاً لوجه في سري كاني، وقتها لطردناه ولحقناه حتى انقرة". نعم يا عماه لا نملك الطائرات كي نحمي كبريائك وأرضك ..... لكن الله وهبنا نساء شجاعتهن من شجاعة الأسود حيث يهابهن مرتزقة أردوغان ورافعو الرايات السوداء......
انتابها شعور غريب وكأنها لاول مرة ترى الظلام في شوارغ استوكهولم، الطريق الى مكان عملها كان طويلا جداً في ذاك اليوم، أنوار السيارات التي تمر بمحاذات سيارتها لم يكن لها القدرة على اعطاء الضوء وكأن العالم كله قد تواطأ مع رايات السود وما شابهها. تتنقل وبسرعة بين اذاعات مختلفة علها تسمع خبراً، تعليقاً، تضامناً، رفضأ للعدوان والقصف الهمجي على قرانا ومدننا علها تغير رأيها بديمقراطيتهم التي تغنت بها وحلمت بما يشبهها في بلدها. بينما اصابهعا تغيرأزرار الراديومتنقلة بين المحطات الإذاعية المختلفة حلقت روحها بعيدا حيث شوارع سري كاني وصديقتها التي تعشق كسر الحواجز والمألوف، رفاقها واجتماعاتهم التي كانت تناقش حتى احوال نيكاراغوا وتنسى او تتجاهل كيف سنقنع الأخواني والبعثي واللا منتمي السوري بحقنا، كيف سنشرح لهم ان صلات أمهاتنا تشبه الشمس في واشوكاني ولهن القدرة على التواصل مع الله عز وجل علماً أنهن لا يجيدن سوى لغتهن الكردية، بانتهاء الإجتماع قرروا الذهاب معاً لمنتزه "سيروب" حيث روح آرام ديكران وعيشه شان تفرحان .. هناك حيث أحلام صبايا الكورد و السريان والعرب والأرمن تلتقي مع أغانينا التي تشبه رواياتنا وقصة ممو و زين.
. النقاش الدائر بين المذيعة والمتصلة قطع سلسلة أفكارها لتعود لإستماع لإذاعة استوكهولم ثانية
صدمها بل أذهلها البرنامج التي تذيعه اذاعة استوكهولم، كانت المذيعة متأثرة جداً وتؤيد المواطنة المتصلة ومفاد شكواها إن فرسها وبعد عدة زيارات للمستوصف المعني بتقديم العلاج للحيوانات لم يحصل على المعالجة المطلوبة وضرورة أخذ المسؤليين مسألة صحة الحيوانات بشكل جدي وقالت بالحرف الواحد إن نفسية الفرس تعبت ويجب أن لا تكرر الأخطاء الطبية تلك."."
أغلقت الإذاعة ولفها حزن لا يشبه حزن ايلول ولا قصائد الالم في اعين أمهات سوريا ... بل يشبه صراخ محمد والم جسمه المحروق. نعم إنه من أبسط حقوق فرسهم أن لا يتعب نفسيأُ، ومن حقها أن تخبئ مواويل عيشه شان التي يرفرف عبقها في سيروب في روحها كي نحمي حلم عمنا القابع في إحدى المدارس التي تأوي المهجَرين لربما لعنة التاريخ ذاك تتركنا ذات الصباح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??


.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??




.. فيلم -لا غزة تعيش بالأمل- رشيد مشهراوي مع منى الشاذلي


.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط




.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش