الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة إلى شلالات هوكا - نيوزيلاندا

دينا سليم حنحن

2020 / 7 / 6
الادب والفن


"وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ".

لكل عاشق حياة خطوة وأغنية
ولكل مظلوم حكاية مؤلمة يسردها
الماء فيروزيّ اللون، والمنطقة جنّة الجّنات، لم تكن الرّحلة مجرد صدفة، بل خطّطتُ لها قبل أن أغادر مطار بريزبن، كان يومًا مزدحمًا، عجّ المطار بالسيّاح وتأخرت الطائرة عن موعد إقلاعها.
جلستُ في مكاني وانتظرت حضور صديقتي، كنا قد اتفقنا على السفّر بمجرد أن كسبت هي الرّهان، في أن أشارك في استقبال السيّاح، في منتجع يعود إلى شقيقها، لها حصّة في الأرباح أيضا، على أن تحجز لي تذكرة الطائرة من مالها الخاصّ، فعلت، وفاجأتني، ولم أستطع التهرّب عندما وضعت اسمي على قائمة المسافرين، وسافرت.
في المنتجع السّياحي، قمنا بتحضير مائدة مكونة من القهوة والشّاي والبسكويت المصنّع يدويًا، صنعت زوجة أخيها عدّة أنواع من البسكويت الشهيّ.
قمنا بضيافة السّياح، تألـّف كل فوج من خمسين شخص والحجز مسبق. بعد متابعة استعراض حيّ وفرديّ، أقيم على مساحة خمسين هكتارًا من الأراضي والتلال، والعرض عبارة عن تجميع القطيع من الجبال العالية المحيطة، الفعالية مدروسة، تخللت إرشادات قويمة من صاحب الفكرة، والذي أبدى حماسة لا مثيل لها، فمشروعه لاستقطاب السيّاح مختلف وحيويّ، والفعالية جميلة ورقيقة، بمساعدة كلاب مدرّبون على جمع القطيع وادخاله داخل الحظائر، تشتّت القطيع في الربوع، وقامت الكلاب في تجميعها خلال خمسة دقائق فقط، وقام المدرّب بمساعدة صفارة وكلمتين اعتادت عليها الكلاب، الانصياع إلى الأوامر.
فكرة لا بأس بها، تدرّ على العائلة بالمال الوفير، ناهيك عن المناظر الطبيعية الخلابة المنتشرة على حدود ضفة نهر وايتاكو، ومعنى الاسم " الرّغوة " بلغة السكان الأصليين، الماوري.
يعتبر نهر وايكاتو أطول أنهار نيوزيلاند، عرضه 100 متر، وينحدر برشاقة من شمال بحيرة تابو، يضيق وينحصر حتى يصل إلى 15 مترا داخل كتل صخرية بركانية صلبة، مما يزيد من قوة التدفّق، يخرج الشلال من فوهة تزدحم فيها المياه، بطيئة، قبل أن تندفع بسرعة هائلة داخل خانق طبيعي مساحته 11 مترا.
حملت أغنيتي، ترجلتُ وتتبّعتُ الصوت الذي أخذني إلى مشهد هائل، ركنت صديقتي المركبة على بعد 2 كم وسرنا معا مشيا على الأقدام على جسر خشبيّ متين.
سميت الشلالات بـ هوكا فولز، ظاهرة خلابة للطاقة المائية الطبيعية، يضخّ أكثر من ربع مليون لتر من الماء، في كلّ ثانية.
سقطتُ في ظلّ الحكاية، حكاية أشبه بالخيال، عندما قمت برحلة نهرية على متن قارب في النهر ذاته، وصلنا قاع الأزرق الكريستالي، عند قاعدة الشلالات استوقفتني مئات الأفكار، وخشيتُ من الغرق!
غمرني الرّذاذ، أحسستُ بقهر الخوف، اختنقتُ وشككتُ في جرأتي، وغصتُ في أفكار غير عقلانية، تهيأ لي أنني علقتُ بخيشوم سمكة حائرة، بحثتُ عن ذيلها، لكنها اختفت، انتظرتُ حضورها مجددًا لكنها تخلفت، أنّبتُ نفسي على فعلتها، لكنني استرحت عندما أخبروني أن الثعابين المائية لا تعيش في النهر.
في متنزه " سبا "، سرتُ صعودا، على طول ضفة النهر، امتزت الأغنية بضجيج، خرير المياه الذي لا يتوقف، ضجيج أبدًا لا يتوقف، امتزج الرعبّ بالخيال، والطبيعة البكر بالدّهشة.
عدت إلى أستراليا، سردتُ للبحر قصة عشقي للرحلات وغنيتُ له أغنيتي، عدتُ حائرة، ومبهورة في جمال طبيعة نيوزيلاندا، التي تبعد عن بريزبن 4,155 كم فقط.
يطول الحديث عن المناطق التي شاهدتها، ولنا وقفة أخرى في منطقة جديدة من نيوزيلاند.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثلة رولا حمادة تتأثر بعد حديثها عن رحيل الممثل فادي ابرا


.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب




.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي