الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المظاهرات حق طبيعي ولكن .....

سوزان ئاميدي

2020 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


يطالبون المواطن بنشاط سياسي (التظاهر ) لتغيير معين او كلي , دون البحث في القدرة على التاثير , نعم انه حق طبيعي في التعبير عن رايه , بمعنى ان التظاهر ليس كما يفهم بانه منحه من النظام , والاحزاب عندما تشير لهذا الحق الطبيعي هو لكسب اصوات المواطنين في الانتخابات .
هذا الحق اصبح في مجتمعاتنا مسيس اذ لا يقوم به المواطن الا من خلال حزب معين او جماعة معينة وذلك لعدة اسباب : 1- جهل المواطن بهذا الحق , 2- لا يرى في نفسه الامكانية للقيام بهذا الدور دون اللجوء الى تجمع معين تؤيده ولهذا نراه اما يلجأ الى حزب او عشيرة او قبيلة ( والذي لا يرى في نفسه ذلك يغترب او يعتكف في البيت ويحث مواطنين اخرين ) وان مارس احدهم هذا الحق دون ذلك يكون مهدد وقد يتم اغتياله كما حصل للخبير الامني هشام الهاشمي , 3- فقدان المواطن الثقة في الحصول على النتيجة المرجوه .
اذن مطالبة المواطنين بهذا النشاط يجب ان يكون مدروسا وليحقق على الاقل جزءا من المطالب الشعبية وعلى ان لا يستغل لمصالح جماعة معينة . وهنا سؤال يفرض نفسه : هل التحقيق وارد ؟.
هنا اود ان اوضح امرا في غاية الاهمية عن موضوع تظاهر المواطنين وعلاقتها بالتنشئة , التنشئة الموجهة سياسيا تخلق نوعية الهوية السياسية وبالتالي يكون مردوده على العلاقات الاجتماعية ايضا وبشكل واضح .
فتعليم الاطفال على اساس روح الكراهية او العنصرية ... الخ سيحدد سلوكياتهم وتوجهاتهم وبذلك قد لا تكترث او لا تتخوف السلطة الحاكمة من دعم الشعب لها ., بمعنى اخر النظام الحاكم بامكانه خلق الهوية السياسية من خلال التنشئة .
ومن الجدير بالذكر ان التنشئة الموجهة لا تلغي وجود نسبة مئوية معينة من المواطنين يخلقوا لنفسهم ثقافة مغايره من خلال الدراسة والمثابرة والاطلاع على الثقافات المختلفة يشكل ذلك جزء مهم من تنشئتهم يضاف الى شخصيتهم الذاتية وقد يخلق منهم كارزمة خاصة , إلا انني ارى ان مايخلقه الفرد لنفسه تاثيره على الهوية السياسية الناشئة ضعيفا او كبيرا غير مؤثرة , بمعنى اخر لا توازن بين دور وتاثير التنشئة و دور الفرد في عملية خلق لنفسه هوية سياسية معينة , خاصة عند وجود توافق بين التنشئة والعادات والاعراف والاخيرة يمكن تحديد تاثيره في المرحلة العمرية (المراهقه ) , ولهذا نراهم اقلية والاقل فاعلية والاقل قوة سياسية .
الامر الذي سيشكل بعد ذلك نمط معين من المعيشة الاجتماعية والسياسية وحتى الاقتصادية كشئ معتاد (منهج او سياسة النظام) عليه وليس كعادة ( العادات والعرف) وبذلك يصبح الفرد لايفرق بين ماهو مرسخ بحكم التنشئة وما هو ذاتي .
وهنا يفقد المواطن حقه الطبيعي في التعبير باعتبار السلطة تحكم باسم الشعب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو