الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنصحح مفاهيمنا المغلوطة ولنبدأ بالمناهج والإعلام ..!

احمد الحاج

2020 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


كان قارئ القرآن الكريم يقرأ بصوته العذب الشجي حتى وصل الى قوله تعالى :" هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ " .
تلفت أحد الشباب المنصتين الى تلاوته العطرة يمينا وشمالا وقال متسائلا " استعمركم ؟!! " .
-أجابه أحد الحضور من الحفاظ : " نعم إستعمركم " ، بمعنى وكما جاء في التفاسير" جعلكم عُمَّارًا فيها" وقيل " أعمره الدار "أي جعله يسكنها مدة عمره .
قال السائل : الا إنها تذكرني بالاستعمار ؟
- رد الحافظ على سؤاله الحائر: هذا لأننا ونتيجة إنطلاء أحابيل المحتلين علينا ونتيجة لغسل عقولنا المبرمج على مدار عقود طويلة صرنا نصف الإحتلال الأجنبي الغاشم لبلداننا كابرا عن كابر على أنه إستعمار = إعمار وبناء وعمار وتعمير، فيما هو في حقيقته إستدمار = خراب وتخريب ..تدمير ودمار " حتى وصل بنا الحال لو أن طالبا ألمعيا متفوقا إستبدل مفردة "الاستعمار" الواردة في المناهج الدراسية بـ" الاستدمار" في الإمتحانات الفصلية والنهائية فإن الصفر سيلوح له في الأفق ليدمغ ورقته الإمتحانية فورا ، ولربما أحيل الى التحقيق بمعية ولي أمره بتهمة العبث بالمناهج الدراسية ومحاولة الخروج على - المعلوف - قصدي ..المألوف بخبث نية وسوء طوية !
كان علينا ان نُعلم أجيالنا أنه " إستدمار وليس إستعمارا بالمرة " وأن نعلمها أنه " استحمار وليس إستعمارا ".
وبهذا إنطلت علينا أحابيلهم ومرت علينا حيلهم ردحا طويلا من الزمن حتى أن الجنرال البريطاني مود وعندما دخل بغداد محتلا عام 1917، قال قولته المشهورة : " جئنا محررين لا فاتحين" كذلك كان لسان حال قائد الحملة الفرنسية على سورية الجنرال هنري غورو ، يوم وقف عام 1920أمام قبر صلاح الدين الأيوبي في المسجد الأموي قائلا: "ها قد عدنا يا صلاح الدين" بحسب المشهور في كتبنا ، فيما مقولته وبعد ان ركل قبر صلاح الدين ببسطاله العسكري كانت : " استيقظ يا صلاح الدين ..لقد عدنا.. وجودي هنا يكرس انتصار الصليب على الهلال !"حتى في نقلنا لعبارات المستدمرين نحاول ان نتلاعب بها لنخفف من وطأتها علينا ،كذلك لسان حال القائد البريطاني إدموند ألنبي ، وهو يمشي داخلا من باب الخليل الى القدس عام 1917 قائلا " الآن انتهت الحروب الصليبية!" كذلك قالها الاميركان بعيد دخول بغداد عام 2003 " جئناكم بالفوضى الخلاقة وبالحرية والديمقراطية لتحريركم من أصنامكم " وسيقولها كل محتل غاشم لبلد عربي وإسلامي حول المعمورة وفي كل زمان ومكان ، والاعجب أننا قرأنا في كتب التأريخ بأن نهضة مصر بدأت " بالحملة الفرنسية " تأمل جديا بمفردة - الحملة - وبعدها بمفردة - النهضة - كل ذلك بغية تجميل وجه الاحتلال الفرنسي الدموي لمصر لأن جل المناهج التأريخية انما وضعها لنا الممسوخون غربيا في وقت ما ، وآن أوان تغيير المصطلحات والمفاهيم القاتمة ولنبدأ بالمناهج الدراسية أولا ، لنثني بالإعلام ونثلث بأروقة السياسة والثقافة والفن والفكر والأدب والتوقف عن تسمية الأشياء بغير مسمياتها الحقيقية نحو تسمية الخمور " بالمشروبات الروحية " وتسمية المنجمين والسحرة والدجالين والمشعوذين بـ" العلماء الروحانيين " وتسمية العاهرة بـ" بائعة الهوى والحب " والأصل هو " بائعة العرض والشرف والفضيلة " ، كذلك تسمية الاحتلال والاستدمار بـ" الاستعمار " !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا