الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كأس العالم.. إن شاء الله.. القضية الفلسطينية على الجدار العازل

نائل الطوخي

2006 / 6 / 26
الادب والفن


فوجئ الفلسطينيون و الإسرائيليون عشية افتتاح كأس العالم بعرض فيلم تسجيلي على ظهر الجدار الفاصل في بلدة أبو ديس بالضفة الغربية. ليس فقط أن الفيلم كان يعرض على الجدار، رمز العنصرية الإسرائيلية، و ليس فقط أنه كان يتطرق إلى القضية الفلسطينية، و لكن كذلك الزاوية التي اخترها مخرجا الفيلم كانت مفاجئة. ففيلم "كأس العالم . إن شاء الله" للمخرجة الفلسطينية اللبنانية مايا صنبر و المخرج الأمريكي جيفري سوندرز، يتناول الفريق الفلسطيني القومي لكرة القدم. يتناول المصاعب التي تواجهه من قبل الاحتلال لكي يصبح فريقا قوميا حقيقيا. من هذه الزاوية، و عشية كأس العالم، و على الجدار العازل، يصبح العرض محملا بالدلالات الكثيفة. الفيلم كان يعرض أيضا رام الله و بيت لحم، و في نيوأورليانز الأمريكية، كما تفاوض المخرجة إحدى المحطات الكبرى لبث فيلمها في بريطانيا. الفيلم بعضه ناطق بالإنجليزية و بعضه ناطق بالعربية. و سواء هذا أو ذاك. فكرة القدم لا تحتاج لمن يترجم لغتها في الغالب.
يعرض فيلم "كأس العالم إن شاء الله" حكاية فريق كرة قدم بلا وطن. و لا لغة مشتركة و بجنسيات متعددة. هم يركزون على العقبات المادية العافية الثقافية و الجغرافية التي عليهم التغلب عليها لكي يوحدوا الفريق. و من خلال اللغة العالمية لكرة القدم، يعرض الفيلم لاعبين من أصل فلسطيني ينتمون لقارات العالم المختلفة و يحاولون الانصهار في هوية واحدة. العبث المأساوي يتم سرده من خلال عيون الشخصيات الأربعة الأساسية: مراد فريد، أمريكي من نيويورك. رامي الحسن، لاجئ من مخيم لبناني، رمزي صالح، حارس مرمى من غزة و روبرتو كيتلون، لاعب محترف من شيلي. ينقل الفيلم الأنماط التي تحيط بكلمة "فلسطيني" و تعرض في الضوء عدة أوجه للهوية الفلسطينية.
تقول مايا صنبر أن لأغلب العالم الآن اهتمام مشترك، و هو كرة القدم "لو كان فقط من السهل ان نجعله يتحد حول موضوع أكثر تعقيدا. كأس العالم هو خلفية كبيرة لعرض كيفية توحيد كرة القدم بلدا يكافح على عدة مستويات."
الفكرة من وراء الفيلم كانت هي الرغبة في عرض وجه مختلف للهوية الفلسطينية، بعيدا عن الصورة التي تعرض في أخبار المساء. كان الموضوع هو عرض حياة الفلسطينيين العاديين الذين يلعبون الرياضة و الذين يمكن لأي شخص التماهي معهم. يقدم الفيلم زاوية جديدة و نظرة عميقة إلى ما يفعله الصراع في مجموعة من الشباب يحلمون برؤية وطنهم يتأهل لكأس العالم.
تقول مايا صنبر في حوار أجرته معها محطة البي بي سي: الرياضة هي السياق الوحيد الذي يمكنك فيه الإشارة رسميا إلى فلسطين. بالتحديد في كرة القدم و الألعاب الأولمبية، لديك كلمة فلسطين. و لكن، بخلاف ذلك، و حتى في الأمم المتحدة، فهي تشار إليها باعتبارها "السلطة الفلسطينية."
اختارت صنبر ان تتابع الجماعة كوسيلة ل"سرد قصة الفريق الفلسطيني، ليس هذا فقط، و إنما لسرد قصة الفلسطينيين أيضا، و لأنماط مختلفة من الفلسطينيين موجودين هنالك. فكرتي هي كسر القوالب."
عندما انتهى العمل في حلقة قدمتها محطة البي بي سي عن فرق كرة القدم في مناطق الصراع، أحست صنبر، و هي المشاركة في إعداد الحلقة، بأنها تريد أن تعرف أكثر. قالت أنها تريد أن تفعل شيئا ما أكثر عمقا و ان تتعرف على الشخصيات أكثر قليلا. تقول: "قررت أن أقضي وقتا أكثر مع اللاعبين و أن أفهم حياتهم أفضل. و من خلال حياتهم أحكي قصة الفريق." و هذا ما فعلته. فقد عاشت مايا صنبر و جفري سوندرز مع الفريق القومي الفلسطيني لكرة القدم لعامين في محاولته للوصول إلى كأس العالم 2006. و من هنا خرج فيلمها.
بالأساس كانت صنبر تأمل ألا يكون الفيلم "سياسيا" و لكن بدا واضحا مؤخرا أن السياسات ليست بعيدة عن السطح بالنسبة للفلسطينيين. تقول: "عندما تفعل شيئا ما يتعلق بفلسطين. فلن تستطيع الابتعاد عن السياسة. سيكون الأمر سياسيا دوما بشكل أو بآخر." كذلك يردد اللاعب الفلسطيني الأمريكي مراد فريد هذه الفكرة في الفيلم: "من الصعب التركيز فقط على كرة القدم. أنت تحاول و لكنه صعب لأنه دوما هناك ما يحدث من حولك."
بالنسبة للاعبين مثل فريد، و هو الأمريكي من أصل فلسطيني، فإن الانضمام للفريق القومي الفلسطيني هو فرصة ليرى الثقافة التي لم يسمع عنها إلا من والديه يتحدثان عنها، أما بالنسبة للآخرين، مثل اللاعبين من الأراضي المحتلة و مخيمات اللاجئين اللبنانية، فهي تجربة جديدة لكيفية التملص من المشاكل التي يواجهونها يوميا.
عندما ننظر بشكل غير عاطفي إلى موسم تدريب الفريق، فإن الفيلم سيكشف عن خط عبثي كوميدي من الحظ الأسود و العقبات. مثلا: اللاعبون من غزة عليهم أن ينتظروا لأسابيع على معبر رفح الذي كانت إسرائيل تتحكم فيه عندئذ – لكي ينضموا لزملائهم في الفريق الموجودين في مصر، و الفريق مجبر على إلغاء معسكر تدريبي في المجر، و مع عدم وجود مكان مخصص للعب فعلى الجماعة أن يلعبوا مباراتهم التدريبية الحاسمة في ستاد فارغ في قطر.
كذلك لا تنحصر مآسي الصراع في عدم وجود مكان للعب فاللاعبون من غزة يكتشفون مثلا أن خمسة من أصدقائهم قتلوا هذا الصباح في قصف إسرائيلي.
بالنسبة لبعضهم، بدا هذا الضغط غير محتمل. ففارس أبو شاويش، و هو مدير الفريق، يعاني من أزمة قلبية خلال الفيلم و يقيم سائر الموسم في المستشفى.
في جملة دالة، يلخص السكرتير العام للفيفا جيروم شامبين مصاعب الفريق عندما يرفض طلبهم بان يحدد موعدا للمباراة الحاسمة للتأهل. يعلن ببساطة أن "كرة القدم لا يمكنها السير أسرع من السياسة."

عن موقع البي بي سي و موقع شوتينج بيبول البريطانيين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في