الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن مخطط إسرائيل بضم الضفة الغربية!

فهد المضحكي

2020 / 7 / 11
القضية الفلسطينية


الاحتلال الاسرائيلي بضمه للضفة الغربية سيقضي على حلم الدولة الفلسطينية، وهو ما ينذر بمخاطر كبيرة جراء عملية الضم ستكون مكلفة بالنسبة للمواطن الفلسطيني.

وهو ما يعني على حد تعبير أدبيات مركز المعلومات الوطني الفلسطيني يكمن جوهر المشكلة الفلسطينية في قضية شعب، ومصير وطن، قضية الغزو التدريجي والاستيلاء المستمر على بلاد بأسرها بالقوة العسكرية، قضية احتلال مضى في غطرسته قاضيًا على المجتمع الفلسطيني الآهل بأبنائه ومستبدلاً به مجتمعًا من اليهود المنقولين في كيان سياسي سلب أكثرية السكان الاصليين ممتلكاتهم، وشرّد المتبقين منهم أخضعهم لاستعمار استيطاني، ويعني أيضًا، إن الشعب الفلسطيني إثر حرب 1948 فقد واقعه المجتمعي بسبب تشتته الجغرافي، وفقد انتماءه العملي إلى وطنه وقيمه المجتمعية، وفقد هويته الحضارية والقومية، فأصبح عاجزًا عن التعبير عنها، كما فقد صفة المواطنة وحقوقها ووجباتها.

تحولت القضية من قضية شعب اغتصب وطنه وله حقوقه التاريخية والقومية إلى قضية لاجئين، المطلوب إغاثتهم لتأمين استمرار حياتهم، وايجاد العمل والمأوى لهم، وسعت اسرائيل إلى إدماجهم في المجتمعات العربية المجاورة لها، لطمس هويتهم والعمل على توطينهم لها، وذلك من خلال الدعوة إلى مشروعات اقترحها الرئيس الامريكي ايزنهاور للتنمية الاقتصادية للشرق الأوسط، بقصد توطين اللاجئين الفلسطينيين، تتوالى نكبات الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال الاسرائيلي بدعم امريكي لا محدود، حيث تسارع سلطات الاحتلال لتنفيذ مخططها ضم أجزاء من الضفة الغربية تنفيذًا لما تسمى (صفقة القرن) التي أعلنتها واشنطن أواخر يناير الماضي بعد أن بدأت فعليًا أواخر العام 2017 بإعلانها القدس عاصمة للكيان الغاصب ونقل سفارتها إليها في مايو 2018 رغم الرفض الفلسطيني والدولي الواسع لهذه الإجراءات التي تنتهك القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية!

إذا كان كما تؤكد إحدى وكالات الأنباء العربية في تحليل لها إن رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن عزمه تنفيذ مخططات الضم بالاستيلاء على مساحات واسعة من الضفة الغربية وإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية عليها وحصر الوجود الفلسطيني في مناطق صغيرة، فإنه يهدف من وراء ذلك إنهاء أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة متواصلة جغرافيًا بضوء أخضر من واشنطن التي أحبطت مشاريع قرارات داخل مجلس الأمن الدولي لإدانة ممارسات الاحتلال وجرائمه!.

تبدو خطط الضم – حسب ما عبَّرت عنه صحيفة «الغارديان» البريطانية ترجمة (عربي 21) – كما لو كانت الجلاد الذي سينفذ عقوبة الإعدام بحق حل الدولتين، لقد غيَّرت اسرائيل من الوقائع على الأرض من خلال النمو السريع للمستوطنات، الأمر الذي غدا معه ذلك الهدف بعيد المنال، إلا أن إعلان السيادة على أجزاء من المناطق المحتلة، ووضع ختم رسمي على الوقائع كما آلت إليه سيكون بمثابة لحظة جديدة ومريعة، والأهم من ذلك إنه سيضيف ظلمًا جديدًا إلى ما تكبده الفلسطينيون من مظالم مع حلول يوم 1 يوليو 2020 لم تعلن اسرائيل عملية ضم أجزاء من الضفة الغربية التي كانت تعد لها في هذا اليوم، يأتي هذا في وقت قال فيه رئيس الوزراء نتنياهو إن تل أبيب وواشنطن ستواصلان خلال الأيام المقبلة مناقشة مسألة فرض «السيادة الاسرائيلية» على أراضٍ في الضفة الغربية المحتلة، ما يعطي إشارة إلى عدم حسم خطوة الضم حتى اللحظة.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: ما الأسباب التي حالت دون الحسم الأمريكي – الاسرائيلي لشكل الضم ومساحاته؟ في هذا الصدد يشير موقع «arabicPost» إلى جملة من الأسباب أولها الخلاف الداخلي في أروقة الإدارة الامريكية، وكذلك الخلاف بين الليكود بزعامة نتنياهو وحزب أزرق – أبيض بقيادة وزير الجيش بني غانتس، بشأن توقيت وحجم وكيفية إخراج الضم، كذلك الخلاف الامريكي – الاسرائيلي، ولعل الخريطة الاسرائيلية الأولية التي كشفها الإعلام الاسرائيلي باعتبارها تمثل الشكل المعدل لخريطة الرئيس الامريكي دونالد ترامب التي طرحها حينما أعلن «صفقة القرن» تظهر بدرجة كبيرة مدى معارضة اسرائيل لنسبة «تبادل الأراضي» التي أتاحتها الصفقة الامريكية.

وبالإضافة إلى وجود خلافات في صفوف المستوطنين أنفسهم حول الضم، فإن من بين الأسباب الضغط الكبير الذي مارسه جهاز المخابرات «الشابك» الاسرائيلي ومعه الجيش على المستويات السياسية لعدم تنفيذ الضم بصورة شاملة بطريقة تجلب مخاطر أمنية وسياسية على اسرائيل.

تذهب بعض التحليلات إنه يفترض أن تبدأ «اسرائيل» عملية ضم أجزاء من الضفة الغربية يوم الاربعاء 1 يوليو، لكن الولايات المتحدة الامريكية وعلى الرغم من أن سفيرها في «اسرائيل» كان أكثر المتحمسين لعملية الضم لم تعطِ الموافقة النهائية على آليات تطبيق الخطة، خوفًا من ان تأتي العملية بردود فعل عكسية تؤثر سلبًا في الانتخابات الامريكية (كان ترامب في الأساس مستعجلاً على الضم، لاستثمار الموضوع في الانتخابات لكن ردود الفعل الدولية والفلسطينية المعترضة، والخوف من نتائج عكسية، دفعاه إلى التريث).

وبعبارة أخرى، فالانتخابات الرئاسية الامريكية هي الموضوع الأكبر الذي يشغل بال الرئيس دونالد ترامب في هذه الأثناء، لاسيما إن استطلاعات الرأي تعطي منافسة الديمقراطي جوبايدن تقدمًا بنسبة 14% مع ذلك يفكر ترامب كثيرًا فيما اذا كان دعمه لخطوة الضم من شأنه أن يفيد بالانتخابات المقررة نوفمبر القادم من عدمه.

هناك نشاط فلسطيني وعربي ودولي واسع يناهض خطوة الضم التي تنتهك القانون الدولي وتجعل حل الدولتين مستحيلاً.. الخطوة كما وصفها خبير الأمم المتحدة مايكل لنك نهاية وليس بداية دولة فلسطينية حقيقية وستثمل شكلاً حديثًا من أشكال الفصل العنصري وشذوذًا سياسيًا في القرن الـ21.

ومع ذلك فإن مواجهة خطط الاحتلال الاسرائيلي لعملية الضم بحاجة لأدوات فعالة لمنعها لا تقتصر على التصريحات السياسية التي لا تغني ولا تسمن من جوع، ولا على الشجب والاستنكار والإدانة ومزايدات الاسلام السياسي بكل أطيافه، بل بحاجة إلى فعل حقيقي وواقعي على الأرض.. فعل مرهون بالموقف الفلسطيني ووحدته، ومرهون ايضًا بتحرك المجتمع الدولي لمعاقبة اسرائيل على تمردها على الشرعية الدولية التي تدعوها إلى وقف أنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وتنفيذ قرار الأمم المتحدة بشأن إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما تؤكد عليه منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا


.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ




.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت


.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا




.. إلى ماذا تؤشر عمليات المقاومة في رفح مستقبلا؟