الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع الهوياتي كظاهرة عالمية

قصي الصافي

2020 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


اعادة اصطفاف القوى الاجتماعية تحت خيمة المشتركات الدينية أو الطائفية أو العرقية، والتي يجتمع تحت خيمتها المهمشون اقتصاديا وسياسياً مع مستغليهم في فريق واحد، انما تهدف الى تغريب ابناء الطبقات المسحوقة عن واقعهم الاقتصادي والسياسي، بغية حرف أنظارهم عن مصدر معاناتهم الحقيقي، وزجّهم في صراعات لا صالح لهم فيها، ضد اعداء افتراضيين يتم تنميطهم ضمن كتله واحدة.
لقد كُتب الكثير في دراسة أسباب تفاقم الصراع الهوياتي في الدول العربيه والاسلامية تحديداً، و تناولت معظم تلك الدراسات الظاهرة من منطلقات تأريخية وسياسية وثقافية، فقد أبحر جورج طرابيشي في رحلة طويلة في اعماق التاريخ العربي الاسلامي منقّباً عن تفسير لتفشي النزوع الطائفي في المجتمعات العربيه، خلص في نهايتها الى أن حرب الطوائف ظاهرة قديمة قدم تأريخنا، بينما يرى عزمي بشارة انها ظاهرة جديدة أنتجتها الدولة الحديثة في خضم الصراع على السلطة السياسية والنفوذ الاقتصادي، كما يعزو البعض حمّى التعصب الطائفي الى ضعف مؤسسات الدولة وقمع الحريات وتركات الأنظمة الاستبدادية، علاوة على قصور المؤسسات التعليمية والثقافية في التوعية العامة ومكافحة الجهل.
على أهمية تلك الدراسات إلا انها اقتصرت على دراسة الظاهرة في المنطقة العربية دون غيرها، رغم أن صراعات مشابهة قد تأججت في معظم بلدان العالم، وإن اختلفت في حدتها وطبيعتها، فهي على سبيل المثال ذات طابع عرقي -قومي في اوربا الغربية والشرقية، عرقي -عنصري في اميركا والبرازيل، ديني-قومي في الهند. وقد هيأت تلك الانقسامات المجتمعية مناخاً مناسباً لصعود اليمين المتطرف وتوسيع قواعده الشعبية، كما أنها وفرت مناخاً مناسباً أيضاً لمزايدة الأحزاب اللبرالية باسم نصرة الأقليات المهمشة للتغطية على لقاءها مع اليمين في التخادم مع رجال المال والاعمال والشركات الكبرى. ( لا نقصد بهذا التقليل من أهمية الدفاع عن الحقوق المدنية للاقلّيات، ولكن العدالة رقم غير قابل للقسمة بتعبير انجيلا ديفز، وقد كان مارتن لوثر كنغ يدرك ان الدفاع عن حقوق السود في اميركا لا ينفصل عن محاربة الفقر والاستغلال الاقتصادى أو الدفاع عن حق الشعوب في تقرير المصير).

كان الكاتب أمين معلوف من بين قلة من الكتاب العرب الذين تناولوا الصراع على الهوية كظاهرة عالميه و باسلوب شيّق ومبسط، وانطلق في دراستها وتعيين أسبابها من مفهوم الهوية الفردية، فقد عرّف الهوية الفردية ببساطة ( هويتي هي كل ما يجعلني غير متماثل مع غيري )، و لهذا تجنّب استعمال مصطلح الهويات الفرعية، فكلّ من الدين أو الطائفة أو العرق أو القبيلة لا تمثل إلا جزءاً من الهوية الفردية، وبالتالي فهي انتماءات تترك بصماتها على هوية الفرد مثلما يترك هو بصماته فيها بدرجات متباينة ولكنها لا تشكل كامل هويته، إلا أن ايّاً من هذه الانتماءات قد يتحول الى هوية للفرد في ظرف ما، كأن تتعرض جماعة الى ابادة أو انتهاكات صارخة أو تهميش واحتقار، أو في حالة الحرب أو الصراع على النفوذ أو السلطة، عندها قد تذوب باقي الأنتماءات تحت عباءة انتماء واحد كالدين أو الطائفة أو العرق فتصبح هوية الفرد دينيه أو طائفية أو عرقية حصراً، وهكذا تولد ما يسميه معلوف بالهويات القاتلة، إذ يتماهى الفرد مع الجماعة فتمّحي هويته الفردية لانتفاء تميّزها كشرط اساسي للهوية الفردية حسب التعريف الذي اعتمده معلوف أعلاه.
لم ينهك معلوف نفسه في الغوص في تواريخ وثقافات الشعوب أو نصوص الأديان، فهو يدرك أن لجميع الشعوب ثقافات دينيه أو علمانية يمكن استحضار الاساطير والقصص والنصوص منها لتشكيل إيديولوجيا تجمع حولها الحشود باسم الهوية، فالهندوسية مثلاً عادة ما يرتبط تأريخها و نصوصها الدينية بالساتياغراها و ثقافة السلام والمحبة التي استرشد بها غاندي، ومع ذلك فقد نجح مودي في تحشيد الهندوس تحت راية هوية الكراهية والعنف ضد السيخ والمسيحيين والمسلمين ( المفارقة أن مودي قد نشأ في الحزب الذي اغتال غاندي، واليوم يكمل المشوار في اغتيال نهجه السلمي بتعبئة أفراد طائفته ذاتها).
ولم يدر في خاطر أحد ان تتحول البوذية رمز المحبة والايثار الى هوية التطرف والعنف في ميانمار، فقد كانت صدمة للعالم ما جرى من حملة اغتصابات وقتل وتشريد ما يقارب 700 ألف مسلم خارج بلادهم.
والبوسني قبل الحرب وقبل تقسيم يوغسلافيا مثلاً، لم يكن ليعرّف نفسه كمسلم بل كيوغسلافي أولا، والصربي لم تكن لتراوده الرغبة بإيذاء أو قتل مواطنيه سابقاً من البوسنه أو كرواتيا قبل اندلاع الحرب.
وقد شهد العقد الاخير تناميا متزايداً للشوفينية والعنصرية بسبب كثرة الملونين واللاجئين مما استثار مشاعر الخوف والقلق لدى البيض على انحسار تفوقهم العرقي الذي يرونه مشروعاً، بدا ذلك جلياً بعد انتخاب اوباما وانتشار شعار (نريد استرجاع بلدنا الينا). ورغم أن معظم المسلمين في اوربا واميركا لم يكونوا في بلدانهم الاصليه على علاقة إيمانية وطيدة بدينهم، إلا ان أعداداً كبيرة منهم قد توحّدت تحت هوية الإسلام، وذلك كرد فعل لكثرة ما تتعرض ديانتهم الى الاتهام بالتخلف والارهاب أو عدم الاعتراف بها كديانه سماوية، علاوة على انشغالات سياسية تتعلق ببلدانهم الأصلية.

تشير الأمثلة السابقة عن الصراع الهوياتي في بلدان العالم بوضوح إلى ان تخلّي الفرد عن استقلالية هويته الفردية لصالح ما يسمى الهويه الفرعيه، ونزوعه للعنف ورفض الآخر لا يمكن تفسيره بالرجوع الى التاريخ والثقافة والنصوص الدينية فقط، بل يجب دراسة المناخات السياسية والاقتصادية وما يترتب عليها من ضغوط نفسية على الفرد. الضغوط النفسية التي تنكأ جراح الذات وتدخل المرء في حالة من العزلة المكثفة وفقدان القدرة على التكيف مع المجتمع أو مع العالم المعاصر، فتلتقي الذوات التي تعاني من العزلة والاغتراب لتنتظم فيما يشبه العشيرة في جبهة دفاع عن الهوية، وتجدر الاشارة الى ان تلك الضغوط النفسية قد تنشأ عن انتهاكات حقيقية كما هو في حالة زنوج أميركا، أو القلق من ضياع امتيازات ونفوذ أو تفوق عرقي غير مشروع كما في حالة البيض المتطرفين.
ولكن لماذا يعبّر الانسان عن انتماءه لجماعة ما بنفي أو كراهية الآخر، لا بالتفاعل السلمي معه؟، لماذا يكسّر الناس رؤوس بعضهم لنصرة فريق كرة قدم أو عشيره أو طائفة أو عرق ؟، ربّما لم يزل الانسان - ورغم التقدم الحضاري - يحمل شيئاً من رواسب النزعة القبلية، فبعد اكتشاف الزراعة وبدء التجمعات البشرية الاولى تشكلت القبائل لتنظيم العلاقات بين الافراد وحمايتهم من هجمات القبائل الأخرى، فكانت القبيلة هي الهوية الجماعية الاولى وكان التعصب للقبيلة آنذاك ضرورياً كما هي رابطة المواطنة في الدولة الحديثه.
اذا كان الاغتراب المكثف هو ما يحفّز الافراد على هجران الهوية الجامعة، والبحث عن تحقيق ذواتهم المهزومة بالتماهي مع ذات الجماعات الفرعية، فلابد من البحث في أسباب تزايد عزلة و اغتراب الفرد على المستوى العالمي في العقود الأخيرة، وهل لنظام العولمة النيولبراليه علاقة بفقدان الفرد لقدرته على التكيّف مع متغيرات العالم الجديد، اتطلع أن يكون ذلك موضوع مقال قادم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصراع الهوياتي
فؤاد النمري ( 2020 / 7 / 12 - 06:38 )
مع تقديري الكبير لك حيث أنك الكاتب الوحيد ربما الذي يتوقف عند أهمية الصراع الهوياتي الكبيرة في هذا العصر كونها الدالة الرئيسة على التعرّف على طبيعة النظام الدولي السائد اليوم
ويؤسفني في المقابل أنك لم تنجح في تحديد أسباب تفشي الصراع على الهوية في هذا العصر فنسبته إلى التغريب الذي يفرضه النظام الليبرالي على الفرد

أنا لا أريد أن أناقشك في أن التظام الدولي السائد اليوم لا هو ليبرالي ولا نيوليبرالي بل ليس ذا طبيعة محددة معروفة حيث هو تحديداً فوضى الهروب من استحقاق الإشتراكية التي بدأها الحزب الشيوعي السوفياتي

أذكرك فقط بتفوهات خروشتشوف في المؤتمر الثاني والعشرين للحزب حول الصراع الطبقي في الإتحاد السوفياتي متسائلا .. - لماذا علينا أن نتصارع لمسرة الأعداء !!؟
وتقرر في مؤتمر الخونة ذاك إلغاء دولة دكتاتورية البروليتاريا لتحل محلها دولة الشعب كله
هل كان أولئك الخونة في قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي يخططون لبناء الإقتصاد الليبرالي !!؟

لا يحتاج المرء أي تذاكي ليقول أن تفشي الصراع الهوياتي لم يكن إلا بسبب الغياب التام للصراع الطبقي

والبقية عندك بالطبع !!

تحياتي البولشفية


2 - شكرا للتعليق
قصي الصافي ( 2020 / 7 / 12 - 09:10 )
استاذ فؤاد
يسرني مرورك الكريم وشكرا للتعليق
تحياتي وتقديري


3 - التاريخ كله صراع هويات
محمد البدري ( 2020 / 7 / 12 - 10:47 )
يصعب الجمع بين جورج طرابيشي ومعه امين معلوف من ناحية وبين عزمي بشارة من ناحية اخري. فالاول نقد فكر الهوية العربية من جذورها فكرا ودينا وكشف زيف تضليلها العقلي واللغوي ببعد محاولات الجابري ترميمها وبث الروح فيها، وكذلك امين معلوف من جهة اخري حيث اطلق مسمي الهوية القاتلة عليها.
اما الاراجوز بشارة فحدث ولا حرج يتنطط كالبهلوان ولا يريد لاحد الامساك به فكلما سقط اسعفته اسرائيل وكلما اخطأ لحقه الخليج بالاموال.
لكن اليست الهوية امر متجدد وكانه كائن يتخلق دوما. وهنا اعود للعولمة فالمهمشون اقتصاديا وسياسياً مع مستغليهم في فريق واحد، وامامهم حل لتجديد هويتهم علي قواعد جديدة طرحها فلاسفة الاقتصاد وكان ماركس آخرهم. انها هوية تنتظر من يتعلق باهدابها لكنهم ابو جميعا (حكام ومحكومين) الا الانطواء تحت الخيمة الدينية التي اسستها الهوية القاتلة العربية حسب قول معلوف.
الهوية المنتظرة ستكون ايضا في صراع فالصراع هو الدائم وليس الله الذي اتت لنا به الهوية القاتلة.
تحياتي


4 - الاستاذ محمد البدري
قصي الصافي ( 2020 / 7 / 12 - 23:58 )
الأستاذ محمد البدري
تحيه وتقدير
شكراً على التعليق رغم تحفظي على بعض ما ورد فيه
اولاً: بخصوص عزمى بشارة، لا أظن أن من حق أحد أبعاد أي كاتب من المشهد الثقافي بدعوى انتهازيته، وإلا لاندثرت تحت غبار النسيان فلسفة هايدغر، وقد كان مؤيداً للنازية. اتذكر أن تشومسكي قد دافع باستماتة ضد حملة لحرمان والت روستوي من التدريس بالجامعة وقد كان هذا من مهندسي حرب الفيتنام، ومما قاله تشومسكي حرية التعبير حق مكفول حتى لمجرمي الحرب.
ثانياً: اشارة الهويات القاتلة في كتاب معلوف لم تكن كما تزعم نقداً للهوية العربية، بل كان يتحدث عن التعصب للهوية كظاهرة عالمية وبكل تلاوينها ( اسلامية، مسيحية، شوفينية، عرقية الخ )، فالرجل لم يستأنس جلد الذات و النزوع العدمي الشائع هذه الأيام.
ثالثاً: فيما يتعلق بقولك ( آثروا جميعاً حكاماً و محكومين الأنضواء تحت خيمة الهوية الدينية)، أقول تلك النظرة الارادويه بقدر ما تختزل حرب الهويات في العالم الى اطارها الديني فقط، فانها تبسط الامر وكانه خيار إرادي للفرد وكأن الفرد معزول عن المناخ السياسي والاقتصادي ومخرجات النظام العالمي، و هي تنكر العلاقة بين الفرد كَذات وعالمه كموضوع


5 - الهوية الفردية والهوية الجماعية
منير كريم ( 2020 / 7 / 13 - 07:03 )
تحية للاستاذ المحترم
ليست الهوية الجماعية مجموع الهويات الفردية وانما الهوية الفردية هي اسقاط الهوية الجماعية على الفرد والهويات دائما موجودة ولكنها تصبح سلبية وخطرة حينما تتحول الى عصبيات
الصراعات تسلسلت من الصراع بين القبائل ثم الصراع بين الاديان فالصراع بين القوميات الى ماهو منتشر الان الصراع بين الثقافات
السبب كما ارى هو الفشل في الاندماج في العصر الحديث وقيمه الحديثة من قبل معظم شعوب العالم خاصة المتخلفة منها فيكون الارتداد للهويات والعصبيات القديمة , اما في البلدان المتطورة فيكون الارتداد ردفعل
شكرا


6 - الى الاستاذ منير كريم
قصي الصافي ( 2020 / 7 / 13 - 10:06 )
الاستاذ منير تحياتي
لم يرد في المقال ان الهوية الجماعيه هي مجموع هويات الافراد، بل بالعكس قلت أن الدين والعرق والطائفة... الخ لا تمثل سوى جزءاً من هوية الفرد. ما لا أفهمه لماذا يكون المعيار مزدوجاً في تفسير التعصب للهوية بين الشعوب، فمردّه كما تقول التخلف في الدول النامية و لكن رد الفعل في الدول المتقدمة؟، ماكس فيبر يرى عكس ذلك فالتطور التكنولوجي ترافقه مؤسسات بيروقراطية وتقسيم عمل في ادق التخصصات يسميها القفص الحديدي الذي تختل فيه شبكة التواصل الانساني المباشر، فيكتنف المواطن شعوراً بالوحدة والحاجة الى التعبير عن جوهره الانساني مع اخوة يشاطرونه إنشغالاته النفسية والفكرية فيلجأ الى الكنيسة أو المحراب أو اي جماعة فرعية. اذا أخذنا مثلاً
KKK منظمات البيض المتطرفين في أميركا، ال
الارهابية قد تأسست عام 1865 و لم تزل بل فرخت عشرات المليشيات، فهل كان تشكيلها كرد فعل (عابر) عمره أكثر من قرن ونصف!


7 - الليبرالية وقضية الهويات
منير كريم ( 2020 / 7 / 13 - 11:55 )
تحية مرة اخرى
الليبرالية هي الفكر الوحيد الذي يذيب العصبيات كافة , وقصدي هو الابتعاد عن اليبرالية من شانه اذكاء العصبيات
المثلة التي ذكرت حضرتك تؤيد كلامي
شكرا


8 - الى الاستاذ منير كريم
قصي الصافي ( 2020 / 7 / 13 - 19:10 )
الاستاذ منير تحياتي
لم يرد في المقال ان الهوية الجماعيه هي مجموع هويات الافراد، بل بالعكس قلت أن الدين والعرق والطائفة... الخ لا تمثل سوى جزءاً من هوية الفرد. ما لا أفهمه لماذا يكون المعيار مزدوجاً في تفسير التعصب للهوية بين الشعوب، فمردّه كما تقول التخلف في الدول النامية و لكن رد الفعل في الدول المتقدمة؟، ماكس فيبر يرى عكس ذلك فالتطور التكنولوجي ترافقه مؤسسات بيروقراطية وتقسيم عمل في ادق التخصصات يسميها القفص الحديدي الذي تختل فيه شبكة التواصل الانساني المباشر، فيكتنف المواطن شعوراً بالوحدة والحاجة الى التعبير عن جوهره الانساني مع اخوة يشاطرونه إنشغالاته النفسية والفكرية فيلجأ الى الكنيسة أو المحراب أو اي جماعة فرعية. اذا أخذنا مثلاً
KKK منظمات البيض المتطرفين في أميركا، ال
الارهابية قد تأسست عام 1865 و لم تزل بل فرخت عشرات المليشيات، فهل كان تشكيلها كرد فعل (عابر) عمره أكثر من قرن ونصف!


9 - الى الاستاذ منير كريم
قصي الصافي ( 2020 / 7 / 13 - 19:11 )
الاستاذ منير تحياتي
لم يرد في المقال ان الهوية الجماعيه هي مجموع هويات الافراد، بل بالعكس قلت أن الدين والعرق والطائفة... الخ لا تمثل سوى جزءاً من هوية الفرد. ما لا أفهمه لماذا يكون المعيار مزدوجاً في تفسير التعصب للهوية بين الشعوب، فمردّه كما تقول التخلف في الدول النامية و لكن رد الفعل في الدول المتقدمة؟، ماكس فيبر يرى عكس ذلك فالتطور التكنولوجي ترافقه مؤسسات بيروقراطية وتقسيم عمل في ادق التخصصات يسميها القفص الحديدي الذي تختل فيه شبكة التواصل الانساني المباشر، فيكتنف المواطن شعوراً بالوحدة والحاجة الى التعبير عن جوهره الانساني مع اخوة يشاطرونه إنشغالاته النفسية والفكرية فيلجأ الى الكنيسة أو المحراب أو اي جماعة فرعية. اذا أخذنا مثلاً
KKK منظمات البيض المتطرفين في أميركا، ال
الارهابية قد تأسست عام 1865 و لم تزل بل فرخت عشرات المليشيات، فهل كان تشكيلها كرد فعل (عابر) عمره أكثر من قرن ونصف!


10 - أستاذ منير تحية خالصة
قصي الصافي ( 2020 / 7 / 13 - 23:13 )

يدهشني قولك أن مثال ال-kkk يؤكد وجهة نظرك، هل تعني أن منظمة تأسست فقط كرد فعل ويستمر رد الفعل قرن ونصف. أهو حوار على طريقة عنزه وإن طارت ؟
اللبرالية هي الحل وهم يقولون الإسلام هو الحل، تحول سوق الفكر إلى ترويج ماركات وكأنه سوق أزياء تتسطح فيه المفاهيم وتطلق أحكام وحلول تبسيطية لأعقد المشكلات السياسية والفكرية. يكاد يجمع كل المحللين أن سياسة الهوية قد أصبحت ستراتيجية ناجحة لنمو التيارات اليمينية المتطرفة وحيازتها على الحكومات والبرلمانات في أعرق الديمقراطيات اللبرالية، وأن لم تكتسح الإنتخابات تماماً فقد عززت شعبويتها بشكل كبير في أميركا ، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، بولونيا، هنقاريا...ألخ، فهل تكفي اللبرالية كصمام أمان؟ ألم تكن إيطاليا قبل موسوليني والمانيا قبل هتلر تتمتع بالديمقراطية اللبرالية ؟ يا عزيزي التعصب للهوية ظاهرة معقدة صدعت رؤوس المفكرين من ماكس فيبر ومدرسة فرانكفورت إلى موران وباقي المفكرين الذين بدأوا بمراجعة تأليه الإنسان كعقل خالص،الأمر الذي بالغت في تمجيده حركة التنوير، ونحن للأسف مازلنا نتعامل مع موروثات التنوير كتعاويذ سحرية.أما تعصب ديني أو لبرالي مع عزوف عن التحليل


11 - الرفيق قصي
فؤاد النمري ( 2020 / 7 / 14 - 05:58 )
كي تتأكد من أن من يتداخل باسم منير كريم هو رجل مخابرات متخصص في مقاومة الشيوعية، كي تتأكد من ذلك سله عن عنوانه أو رقم تلفونه فلا يعود يتداخل

تحياتي


12 - توضيح
منير كريم ( 2020 / 7 / 14 - 06:44 )
تحياتي للاستاذ قصي
ممكن جدا ان تتراجع الديمقراطية الليبرالية في بلد لتتحول الى استبداد كما حدث في المانيا وايطاليا قبل الحرب العالمية الثانية وسبب ذلك كان الابتعاد عن الليبرالية ومؤسساتها واليوم نشهد نموا لليمين الوطني المتطرف في الغرب لنفس السبب الابتعاد عن الليبرالية وقيمها
ثم مشكلة العصبيات لم تنشأ في العصر التكنلوجي الحديث بل هي اقدم من ذلك بكثير
خذ العراق مثلا الم يكن موضوع الهويات هافتا في العصر الملكي حيث كان العصر الملكي شبه ليبرالي وتفاقم الموضوع في ظل الاستبداد الذي اعقب الملكية
اما المفكرون فبعضهم خطر كما قال كارل بوبر لانهم يحرفون المسار كما كان الحال مع ماركس حيث قاد فكره الشعوب الى المهلكة بدلا من الانعتاق
اتعلم يا عزيزي ان اخطر شء هو الانتقاص من الديمقراطية لاي سبب كان
شكرا


13 - تحية للأستاذ منير ورد أخير
قصي الصافي ( 2020 / 7 / 15 - 01:22 )
هناك خلط بين الديمقراطية واللبرالية، الديمقراطية نظام حكم سبق اللبرالية بقرون، أما اللبرالية فتعود جذورها إلى جون لوك ومل ستوارت، الديمقراطية اللبرالية أحد أشكال الديمقراطية لا غير.

إن كنت قد قرأت ماركس ونشاطاته السياسية ولم تكتف بما تسمع أو تقرأ عنه مما يردده كتاب السياسة لا الفكر ستعلم أن الديمقراطية كانت من أهم انشغالاته، وهو أيضاً لم يعادي القوى اللبرالية بل كان قد خسر بعض رفاقه لإصراره عام 1848 على تحالف القوى العمالية مع اللبراليين،أما اتهامه بجرائم من ارتكبها بإسمه فأنت كمن يتهم المسيح بجرائم الكنيسة في القرون الوسطى.

لا أدري مالذي أوحى لك بانني انتقص من الديمقراطية أو حتى اللبرالية، ما أرفضه أن تتحول إلى تعويذة سحرية. الإسلاميون يرون أن ابتعادنا عن الدين سبب كل مانعانيه، فيجيبهم متدينو اللبرالية بل الإنتعاد عن اللبرالية هو السبب.
صعود اليمين اليوم والفاشية والنازية من قبل لم يكن بسب الإبتعاد عن اللبرالية فلا دليل على ذلك على الإطلاق، بل تلك القوى تسلقت وفق أصول وقواعد اللعبة الديمقراطية،وجاء الإرتداد عن الأسس الديمقراطية والتقاليد اللبرالية على يدها بعد حيازتها سلطة القرار


14 - شكرا استاذ قصي
منير كريم ( 2020 / 7 / 15 - 06:57 )
تحياتي
شكرا على ردودك ولكنها لم تقنعني بشيء وخاصة ديمقراطية ماركس التي لا اعرفها
فاين ذهبت موضوعة ديكتاتورية البروليتاريا وموضوعة العنف الثوري ضد الراسمالية؟
شكرا جزيلا
الى لقاء


15 - توضيح للأستاذ منير لا تكفيه حيز الملاحظات الضيق
قصي الصافي ( 2020 / 7 / 15 - 22:03 )
دكتاتورية البروليتاريا لاتعني دكتاتورية الحزب أو الحاكم كما أسيء استعمالها، فماركس يرى أن كل نمط إنتاج تعيد فيه الطبقة السائدة مؤسسات الدولة لتحقيق امتيازاتها، في عهد الإقطاعية سخرت لخدمة اللوردات، واليوم لخدمة البرجوازية كما لا يخفى على الأعمى ،الجيش يحتل بلداناً والمخابرات تسقط حكومات لتعزيز إستثمار الرأسماليين من عهد شركة الهند الشرقية إلى إكسون موبل، من الإستعمار المباشر إلى فرض التبعية السياسية والإقتصادية بالقوة الناعمة أو القواعد العسكرية، الإعلام والمدارس والجامعات ومراكز الفكر تثبت كل يوم تكريسها لخدمة الخطاب الفكري للرأسمالية بشكل مكشوف أو خفي، والقوانين والتشريعات الخاصة بالضرائب والخاصة بإنقاذ الشركات في أزماتها على حساب دافعي الضرائب وقوانين إفلاس الشركات، والقضاء ووو- ، بالمقابل دكتاتورية البروليتارية كما يراها ماركس أعادة تشكيل تلك المؤسسات والقوانين لخدمة مصالح الأكثرية من أبناء الطبقات المهمشة لا الأقلية البرجوازية ، وبهذا المعنى فهي ليست دكتاتورية سياسية كما حرفها البعض أو من مارس القمع بإسمها بل هي لخدمة الأغلبية المهمشة أي هي الديمقراطية بعينها. تحياتي


16 - ما فائدة فكر لا تطبيق له؟
منير كريم ( 2020 / 7 / 16 - 14:32 )
تحياتي للاستاذ قصي
شكرا لما ابديت من طول اناة في حوارنا
مر اكثر من 180 عاما على فكر ماركس بدون اي تطبيق مرض فقد
تبرأ معظم الماركسيين من التطبيقات اللينينية والستالينية والماوية وغيرها للماركسية
درج الفلاسفة على بناء نظم فلسفية شاملة للكون ولكن سرعان ما تهاوت هذه النظم الى ان جاءت الفلسفة الجريبية-الوضعية وبينت عقم الانظمة الفلسفية الميتافيزيقية الشاملة , واصبحت الفلسفة متخصصة في جوانب محددة كفلسفة العلوم وفلسفة الدين وفلسفة الاخلاق وفلسفة الجمال وغيرها
الماركسية نظام فكري ميتافيزيقي شامل لا ينسجم مع الفلسفات المعاصرة ولامع العلوم المعاصرة فمثلا لم تعد الحتمية مقبولة في العلوم المعاصرة(مبدا ايسنبرغ في الفيزياء)ولا في الفلسفات الحديثة بما فيها الفلسفات المادية المعاصرة التي تبذت الديالكتيك والحتمية
فعلا حيز الملاحظات ضيق
شكرا جزيلا لك


17 - أستاذ منير هل تعرف معنى الميتافيزيقية
قصي الصافي ( 2020 / 7 / 17 - 20:47 )
لو قيل لك أن السيد المسيح هو نبي الإسلام، ستقول للقائل أما أنك لا تعرف من هو المسيح أو أنك لا تعرف شيئاً عن الإسلام، وبقولك أن الماركسية فكر ميتافيزيقي فإما أنك لا تعرف شيئاً عن الماركسية أو لا تعرف معنى الميتافيزيقا، فمن المعروف أن نقاد ماركس يعيبون على ماركس عدم تركيزه على البعد الميتافيزيقي في فكره المادي. على أي حال شكراً على المشاركة.


18 - الميتافيزياء والماركسية
منير كريم ( 2020 / 7 / 18 - 06:48 )
تحية للاستاذ قصي
نعم انا اعرف جيدا جدا ماهي الميتافيزياء وماهي الماركسية
الشائع عند غير المختصين التفسير الانطولجي للميتافيزياء بانها مايقع خارج الكون او خارج المادة كالاله او الروح , لكن التفسير الفلسفي الاهم للميتافيزياء ياتي من الابستمولوجي (نظرية المعرف)ه
كل فكرة غير قابلة للتحقق تجريبيا او رياضيا-منطقيا تعتبر فكرة ميتافيزيقية مفترضة كفكرة الجوهر, ناتي الان الى الماركسية : المادية فلسفة ميتافيزيقية لانها تعتمد على فكرة الجوهر والدياكتيك قواعد ميتافيزيقية لانها غير قابلة للبرهان ونظرية القيمة وفائض القيمة الماخوذة من ادم سميث هما فرضيتان بلا برهان , الماركسية تعتمد على فكرة وجود قوانين حتمية للتطور الاجتماعي نحو الشيوعية وهذه تاريخانية غائية والغائية مضادة للعلم
فلا عجب اذا فشلت الماركسية رغم انها اخذت فرصة قرن من الزمان في تجاربها الفاشلة
شكرا جزيلا لك وكانت فرصة جيدة للحوار

اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل