الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بين المأمول والمجهول....

فراس يونس

2020 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لاريب أن تراكمات السنين التي نخرت الدولة العراقية الحديثة منذ عام ١٩٢١ الى الآن هي تركة ثقيلة وثقيلة جداً، وباتت إزالت تلك التراكمات من المهمات المستحيلة في نظر الكثيرين....
أذ أن الدولة هي بناء متكامل الأركان من الشعب الذي يشعر بالمواطنة ويمارسها حقيقة الى الحكومة المخلصة التي تعمل جاهدة لتخلد انجازاتها لبلدها وتكتب تأريخها بأعمالها، الى الأرض التي يعيش عليها الجميع بحدودها السياسية المعروفة وبسيادتها على تلك الحدود...
وتلك الأعمدة او الأركان مرتبطة ارتباطا وثيقاً، بحيث اذا تصدع احداها دب الضعف وبدات علامات الأنهيار على الأركان الأخرى، هذه ليست نظرية ولا تحليل سياسي اجتماعي، بل حقيقة لمسها الجميع وعاشها الأغلب الأعم ممن مازالوا بفرصة حظ على قيد الحياة.
لم يكن العراق الحديث يوما ما بلدا مكتمل الأركان، فمنذ نهاية القرن الخامس عشر حتى الان كلما انتصب ركن تجد آخرا متداعيا او متراخيا، لان الحقيقة التاريخية تقول ان العراق بلد دويلات طائفية او عنصرية (عشائرية) او قومية، يعني بلد سالب المواطنة، يضاف له ان لم يعش يوما تحت ظل حكومة بلد ، بل ما مر عليه هي حكومات فئوية ، تخدم فئة معينة وتتعكز عليها لأستمراريتها، لذلك تجد ان جمهرة كبيرة قد تصفق لحاكم ما اليوم، وترى جمهرة اكبر او بنفس الحجم تتشفى بسحل نفس الحاكم في اليوم التالي.
سلبية هذان الركنان لا يمكن معهما ان تقام دولة قانون حديثة، تواكب التطور السياأقتصادي الحاصل في العالم .
المتتبع يجد ضبابية كبيرة في قراءة المشهد ونفق طويل دخل فيه العراق منذ عام ،٢٠٠٣ لكنه ليس بجديد فهو نفس النفق المظلم الذي كان يعيشه بتغير الاحداثيات فقط، وتلك الضبابية ناتجة مما تقدم .
فالحديث عن تغير الوضع الراهن بتغيير السلطة التنفيذية او بأقامة انتخابات جديدة لأنتاج سلطة تشريعية قوية، هذا تمني مفرط اذا كان المراد منه أصلاح البلد، اما اذا ارادت القوى السياسية تغيير وجوها من الدمى التي توضع في مجلس النواب فهو شأن آخر . نهاية النفق مجهولة المعالم لكن بتلك السياقات التي تجري بها الامور الان ،لا أرى فيها إلا كما رأينا في مقدمة النفق.
نؤمن بأن شرارة قد تحرق أضخم المصانع وأكبر فدانات الارض زراعةً، وهذا ما يجعلنا نأمل بان تنطلق شرارة تعيد ترميم وتد المواطنة ولو لفترة قصيرة فهو الرهان الوحيد لأستعادة البلد، اولا، ثم أعادة أنتاجه ، لان وجود الحكومات المخلصة والعاملة يشكل احياناً طوقاً مهماً يمنع تصدع ركن المواطنة او يحفظه من الأنهيار وأن تصدع،..
نظريات المقاربة الحزبية والأزاحة الجيلية وعمليات التكميم والترميم لن تجدي نفعاً، لأن هرم الدولة الذي قاعدتة الارض والسيادة و اوسطه المجتمع وراسه الحكومة أجزاء يرتكز بعضها على بعض،لذا فان ترميم الراس لن يجدي نفعاً والجسد منخورٌ رَث....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس