الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقدمات 3

خالص عزمي

2006 / 6 / 26
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


(هذه مقدمات لكتب جديدة انجزتها وهي مهيأ للنشر في كل آن ؛ واخرى لكتب كانت قد صدرت في فترات مختلفة ؛ رأيت من الضروري للجيل الطالع ان يلقي عليها نظرة متفحصة لتتاح له فرصة المقارنة والتتبع لما هو كائن؛.. وما كان عليه توجهي الفكري والادبي في تلك الفترة الماضية ، بدء ا بالجديد الذي لم ينشر بعد ؛ ضمانا لتثبيت لمحة عن كتب قد لا يتاح لها النشرلأي سبب مجهول ....)

حركة الاثوريين عام 1933
صفحة من مذكرات

على الرغم من تقاعد المرحوم والدي المرحوم خليل عزمي عن الخدمة العامة في المملكة العراقية عام 1952والتي قضى فيها اكثر من ثلاثين عاما ؛ فلم يتوقف نشاطه الفكري والادبي خلالها او بعدها حتى آخر لحظة من حياته . فقد كتب عشرات القصائد والمقالات والدراسات ونشرها في ابرز الصحف العراقية والعربية مثل ( الزمان والنداء واليوم والاسرار والانقاذ والنهار والاتحاد النسائي والغري والجزيرة … الخ ) بل واصدر جريدته ( الميزان ) ؛ لتنطق بما آمن به وما اراد ان يعلنه بشكل لا لبس فيه ؛ وهي شاهد آخر على ما قدمه قلمه من صور مشرقة في شتى الوان المعرفة .يضاف الى ذلك ما كتبه من دراسات وبحوث في مجالات محددة مثل ( نساء خدمن الحضارة ) و( الادارة ومشاكلها ) و ( قيراط من الحكمة ) و ( الف باء المعارف والعلوم ) و( النجوم الزواهر ــ ديوان شعر ) و( الافتتاحيات ) و ( صفحات من المذكرات ) ؛ وحركة الاثوريين عام 1933 هو آخر كتاب انجزه قبل شهر من رحيله في كانون الثاني من عام 1956 .
عايش المرحوم خليل عزمي أحداث حركة الأثوريين المؤسفة ؛ بكل دقائقها وتفاصيلها اليومية ومن الجانب الاداري منها ؛ اما الجانب العسكري فقد تولاه الفريق بكر صدقي ؛ لذا فان هذا الكتاب يجييء صورة واقعية للاحداث ؛ وهو شهادة امينة ابتعدت عن التفاصيل الفرعية الهامشية ؛ وقربت الحدث التأريخي من القاريء بشكل أمين ودقيق .

يختلف هذا الكتاب باسلوبه البلاغي عما سبقه من كتب صدرت للمؤلف في سائر ما تركه من منشوراته المطبوعة ( السراج الوهاج ؛ والله والروح ؛ ودلال او المرأة الفاضلة ؛ وتاريخ بني اسرائيل القديم ؛ وبين الشبعة والسنة ـ انما المؤمنون اخوة ـ ) ؛ ولما سألت والدي عن سبب كون كتابه هذا جاء سهلا باسلوبه ؛ اجابني بالقول ( ان الاسلوب ينم عن الكاتب ؛ ولكن ما يستعمله من مفردات ومصطلحات يختلف من نتاج الى آخر تبعا للموضوع ؛ ففي كتابي ( الله والروح ) استعملت المفردات الفلسفية والمصطلحات الصوفية ؛ في حين استعملت في روايتي( دلال )
المفردات الادبية ذات الارتباط بالخيال الخصب . وحيث ان هذا الكتاب يتحدث عن صفحة من تأريخنا المعاصر ودوري الاداري فيه؛ فقد جاء ت مفرداته ومصطلحاته لتتطابق مع صيغة الكتب والمراسلات والمخاطبات الادارية المستعملة في وقتها ؛و لكي يصبح من السهل على القاريء البسيط ؛ متابعة صفحاته دونما اي مشقة )
لقد كتب المؤلف كتابه هذا بنسختين ؛ الاولى موجزة املاها من الذاكرة ومن خلال بعض المراسلات والمخاطبات الرسمية التي كانت بين يديه ؛ اما الثانية فقد كتبها بتفاصيل اوفي معتمدا فيها على ما استطاع الحصول عليه من وزارة الداخلية ؛ او من ملفاته الشخصية التي استطاع ان ينظمها بعد استقراره ؛ ضمن مكتبته الخاصة وهي التي نضعها بين يدي القاريء الكريم .

لقد وجدت نفسي ـ مضطرا ـ وانا اراجع هذا الكتاب الموضوعي المتوزان ؛ ان احقق بعض المعلومات من خلال منافذ التعريفات والتواريخ والمصطلحات التي وجدت من الضروري الاشارة اليها توضيحا وتيسيرا ؛ ذلك ان هذا الكتاب كان قد أعد في الخمسينات من القرن الماضي ؛ وان المعلومات والشخصيات التي جاء على ذكرها ؛ كانت معروفة من لدن قراء ذلك العهد ؛ اما قراء اليوم فيحتاجون ـ لاشك ـ الى كثير من تفاصيل المعلومة المدونة ؛ كالتعريف بأسماء االشخصيات التي لعبت دورا رئيسيا فيها او بعض المواقع المهمة التي دارت فيها مثل تلك الاحداث ؛ دونما اية معاناة في المراجعة والاستقصاء .

لابد هنا من الاشارة الى السطور الاخيرة من خاتمة المؤلف التي تؤكد على الهدف المقصود من اعداد هذا الكتاب والتي تنص على ( ….. ان هذه الصفحات ؛ كتبت بصدق وتجرد وحسب المعلومات التي كانت بين ايدينا يوم كنا على رأس السلطة الادارية في لواء الموصل ؛ وما هدفنا منها الا العبرة والعظة وتثبيت الحوادث المهمة من تاريخ العراق الحديث ومن منابعها الاصلية ….. والله من وراء القصد .)

لقد ارتبط المؤلف الراحل بصداقات حميمية مع كثير من قادة ألاثوريين الذين اثبتوا ولاءهم المطلق للعراق والذين قدموا كل ما أمكنهم من عطاء لحمايته والذود عنه في المملمات ؛و لاخر لحظة من حياته ؛ وما برقيات العزاء او كلمات الرثاء التي وردت منهم ساعة فقدانه الا الدليل المتين على عمق تلك الرابطة الانسانية ما بين ابناء الشعب الواحد ؛ الذين يعيشون على ارض واحدة ويستظلون بسماء واحدة .

وبعد كل هذا ارجو ان اكون قد وفقت في مسعاي في اخراج هذا الكتاب الفريد الى عالم المعرفة لينظم الى مؤلفات الكثيرين السابقين ممن دونوا صفحات مذكراتهم بهذه القضية او غيرها خدمة للتاريخ والحقيقة . وأكون ايضا بذات الوقت قد وفيت التزامي تجاه أب بذل قصارى جهده لاكون عند حسن ظنه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مرشحون لخلافة نصرالله | الأخبار


.. -مقتل حسن نصر الله لن يوقف مشروع الحزب وسيستمرفي المواجهة -




.. الشارع الإيراني يعيش صدمة اغتيال حسن نصر الله


.. لبنان: مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلي




.. المنطقة لن تذهب إلى تصعيد شامل بعد مقتل حسن نصر الله