الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوالف حريم - أين كنا؟ وكيف أصبحنا؟

حلوة زحايكة

2020 / 7 / 12
كتابات ساخرة


سوالف حريم
اين كنّا؟ وكيف أصبحنا؟
ذات يوم من أيام الإضراب الشامل الانتفاضة الأولى "انتفاضة الحجارة " عام 1990، وأنا أعمل في صحيفة الفجر المقدسية، انتهى دوامي، وحان موعد عودتي للبيت، كان عليّ أن أنتظر سائق الصحيفة الى ان يرسل الصفحات الداخلية الى المطبعة في قرية عناتا، لأنها تأخرت كثيرا، وذلك بسبب إجراءات الرقابة العسكرية في حذف العديد من المقالات في ذلك اليوم.
عندما علم مديري المرحوم أسعد الأسعد "ابو فريد" الذي عاد إلى البلاد بعد غربة طويلة، وتم تعيينه منذ فترة بسيطة، مديرا اداريا للصحيفة، أخبر السائق، أنه سيقوم هو بتوصيلي.
في طريق العودة، تحدثنا بأمور كثيرة، ثم بدأ يسألني عن عائلتي، وماذا يعمل والدي؟ فأخبرته أن والدي استشهد في حرب حزيران عام 1967، وكيف دفن أبي في البيت بسبب عدم قدرة الأهل في الوصول إلى المقبرة، وبعد ستة أشهر تم نقل جثمانه إلى مقبرة القرية، وقد كان داخل بيتنا سبعة عشرة شهيدا، وأنا اشير له على بيتنا القديم.
في نهاية الشهر، عندما استلمت راتبي وجدته مضاعفا، فعدت الى المحاسب ظنا مني أنه قد أخطأ!
فقال لي: الراتب صحيح لا خطأ فيه،
فسألته كيف ذلك؟
فأجاب: لقد تضاعف راتبك ابتداء من هذا الشهر، بأمر من المدير الاداري أسعد الأسعد! فتوجهت إلى مكتب أبو فريد أشكره.
فرد عليّ: لا داعي للشكر، وأضاف: هذا أقل ما يمكن أن أقدمه إلى ابنة شهيد.
اليوم عندما تمر البلاد في ضائقة مالية، أول عمل يقومون به قطع رواتب أسر الشهداء والأسرى. فعجبي ممّا نحن فيه، وأين كنّا؟ وأين أصبحنا؟
12-7-2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا


.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم




.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب