الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مااسباب عدم سقوط النظام حتى الان ؟

حسن نبو

2020 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


هناك من يربط بقاء النظام حتى هذه اللحظة بالدعم الخارجي : الروسي والايراني عسكريا وبدعم دول اخرى له سياسيا ودبلوماسيا كالصين ودول اخرى اقل اهمية ، وبعدم وجود ارادة حقيقية لدى امريكا واوروبا بتغيير النظام .
اعتقد ان هذا الاستنتاج صحيح الى درجة كبيرة ، ولكنه ليس السبب الوحيد لذي ادى الى بقاء النظام وعدم سقوطه . ومن غير المنطقي ربط الأمر بسبب واحد مهما بدا قويا ، فالاحتجاجات ضد النظام اسفرت عن امور خطيرة لاتقل خطورة عن الدعم المتعدد الجوانب الذي تلقاه النظام على الصعيد الخارجي، هذه الأمور ساهمت أيضا الى حد كبير في بقاء النظام والتكيف مع الاحداث مع مرور الوقت .
ماذا حدث ؟
الاحتجاجات كان لهامبرراتها المختلفة ، لقد كان من الطبيعي ان يطالب الشعب او الذين قاموا بالاحتجاج برحيل نظام ديكتاتوري شمولي عصبوي فاسد وبناء نظام ديمقراطي قائم على التعددية واحترام حقوق الانسان الفرد وحقوق الاقليات القومية والدينية والمذهبية بدلا عنه . وقد تجسدت هذه المطالب والشعارات الى حد مقبول في بداية الاحتجاجات ، ولكن سرعان ماانقلبت الامور نحو السيئ فالأسوأ ، اذ طغت الشعارات الدينية واصبح شعار (ماالنا غيرك ياالله) هو شعار أغلب الاحتجاجات المناهضة للنظام . وهنا لابد من القول ان الاستنجاد بالله ومطالبة العون منه ليس امر سيئ ، فالمسلم من حقه ان يستنجد بالله في كل هدف يسعى الى تحقيقه ، لكن ان يؤدي مثل هذا الشعار الى الإرتماء في حضن تنظيمات اسلامية جهادية تكفيرية تغير من المطالبة بإزالة الدكتاتورية والشمولية الى المطالبة بتأسيس خلافة اسلامية قائمة على الشريعة الاسلامية دون الاعتراف بأي قانون وضعي ، فهنا مكمن الخطورة ، خاصة وان سوريا قائمة على التعددية الدينية والمذهبية ، ومن المستحيل جعل كل السوريين خاضعين لرؤية دينية اسلامية محددة او تطبيقها على الجميع .

ظهور التنظيمات الجهادية التكفيرية السلفية بقوة على الساحة السورية ارعب كل من كان ربما يرغب بدعم الاحتجاجات والضغط على النظام ، وجعله في موقع محاربة التنظيمات الاسلامية المتطرفة بدلا من الضغط على النظام بقوة اكبر ، فقد تبين له ان القضاء على التنظيمات المذكورة اهم من زوال النظام .

كيف ظهرت التنظيمات الاسلامية المتطرفية واصبحت قوية الى درجة كبيرة وقضت على كل القوى الاخرى التي كانت تدعم الاحتجاجات ؟
لاشك ان هناك اسباب عديدة داخلية واقليمية ودولية ساهمت بشكل مباشر احيانا وغير مباشر احيانا اخرى في ظهور التنظيمات المذكورة ، ويحتاج هذا الامر الى بحث مستقل ، فليس هنا مجاله . وبغض النظر عن الاسباب الاقليمية والدولية، فإن ماسهل ظهور هذه التنظيمات وتقويتها وسيطرتها على كامل المساحات الخارجة عن سيطرة النظام الى حد كبير - باستثناء مناطق معينة - هو قبول غالبية المحتجين لهذه التنظيمات ودخولهم الى صفوفها طوعا والعمل تحت شعاراتها .
واخيرا لابد من القول : أن السوريين ليسو بحاجة الى خلافة اسلامية لألف سبب وسبب ، ثم أن من المستحيل اقامة نظام الخلافة في ايامنا هذه ، وحتى ان اقيمت الخلافة في مكان ما فإن هناك من سيدمرها لامحالة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن: لن نرسل الأسلحة لإسرائيل في حال شنت هجوما واسعا على ر


.. مراسلنا: قتيلان في غارة استهدفت سيارة في بلدة بافليه بقضاء ص




.. فايز الدويري: لا تزال معركة رفح في بدايتها ومعالمها ستتضح خل


.. نواب أمريكيون يعدون تشريعا لتهديد مسؤولي الجنائية الدولية..




.. شهيدان وجريح في استهداف مسيرة إسرائيلية سيارة في بلدة بافليه