الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة المافيات التحاصصية، لماذا ؟ .3.

مهند البراك

2020 / 7 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


و من جهة اخرى . . تتحدث وكالات انباء متعددة دولية و اقليمية بانه، من المتوقع ان ينقطع الدعم الايراني للميليشيات الولائية، بسبب الضائقة المالية التي تعيشها ايران و تصاعد التذمر الشعبي فيها، و بسبب تأثير احتمالات تعثّر و انقطاع اموال الفساد في دوائر الدولة العراقية عن وكلائها و مكاتبهم الاقتصادية لأنها صارت تحت مراقبة اقوى، بسبب انتفاضة تشرين على واقع الحياة المزري، التي ادّت الى استقالة رئيس وزراء و مجئ رئيس جديد وعد بمكافحة الفساد و بدأ باجراء تنقلات أمنية، اضافة الى انفضاح الفساد الهائل في المنافذ الحدودية و بدء السيطرة عليها حكومياً في محافظة ديالى . .
ليصل محللون الى ان ايران قد تذهب الى اجراء تنازلات في تحدياتها في محاولة الى تسويات تشمل تخليّها عن ميليشيات عراقية عائدة لها، لإبعاد الصراع الأميركي ـ الايراني عن خطر اشتعال الصدام بينهما عسكرياً مهما كان شكله على الارض العراقية، في ظروف تتوالى فيها انباء اكّدها مصدر اعلامي ايراني عن انفجارات و حرائق كبرى في اماكن حساسة داخل ايران تسببت بخسائر مالية كبيرة لها. و في ظروف اعلنت فيها قيادة حزب الله اللبناني عن دعمها للجهود الرامية الى الحصول على المساعدات الاميركية لحل الازمة التي تعيشها لبنان الآن، كما تناقلت صحف و وسائل اعلام دولية و اقليمية، مذكّرة باتفاقية حزب الله اللبناني مع اسرائيل عام 1996، بالتخلي عن استخدام العنف و اعتماد الطرق السلمية لحل الخلافات بينهما!
و يرى مراقبون بأن عودة اندلاع التظاهرات المطلبية في محافظات الجنوب بسبب الفقر و البطالة و مأساة كورونا و الاجراءات الوقائية غير المنظّمة بعد الفشل في صدّ الوباء بداية، بسبب عدم غلق الحدود الشرقية كما مرّ و غيرها، التي اوصلت اكثر من 35% من نفوس البلاد الى مستوى مادون الفقر وفق احصاءات دولية يُعتمد على صدقيتها . . التظاهرات التي اذكاها الصيف الحارق و انقطاع الكهرباء و الماء الصالح للاستهلاك البشري، و يرون بانها قد تتطور الى مستويات اعلى نوعاً و كمّاً مما بدأت به في بدء تظاهرات انتفاضة تشرين البطولية 2019 رغم اجراءات كورونا، بسبب الجوع و العطش و الحر القاتل . . يصفه قسم بانه قد يكون انفجاراً شعبياً يصعب تقديره او السيطرة عليه، في ظروف لم تعد للحياة معنى فيها و ظروف لم يعد للخوف مكاناً فيها . .
وما يزيد الأمور حدّة و تعقيداً، هو اصرار الميليشيات الولائية على مواقفها المتشددة من حصر السلاح بيد الدولة الذي قد يعيق الدولة عن البدء بمكافحة حيتان الفساد الكبار بالطرق السلمية رغم الشعارات المنافقة لتلك الميليشيات، و بسبب اصرارها على صراع الدولة و اللادولة، في الظروف القاهرة التي تعيشها البلاد التي تتطلب بالحاح وجود دولة واضحة بكيان و حدود ثابتة و قانون نافذ، في زمن لم يعد فيه اخفاء حقيقة مايدور امام دول العالم ممكناً . . دولة قانونية، لتحصل على دعم دول العالم في مواجهة الكارثة الصحية و المالية، و لكي تضمن تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه دولياً، و لكي تحدّ من تسرّب العملات الصعبة الى ايادي تشكّل خطراً على امن المنطقة و العالم (تابع التقارير المالية للاتحاد الاوربي و لوزارات الخزانة الاميركية و البريطانية للاشهر الجارية) . .
حتى وصل الأمر بالمفوضية الاوروبية الى، وضع العراق باقليمه على اللائحة السوداء للدول التي تمارس اللاقانون و غسيل الاموال و تزوير الوثائق و اقامات الارهابيين و تمويلهم، الذي سيؤدي بالبلاد الى وقف الاستثمارات فيها، و ان يشيح المستثمرون عنها اكثر، خوفاً على اموالهم، و يؤدي بالبلاد الى الحضيض بسمعتها و آفاقها و مدى الثقة بصدقية طلباتها للنجدة و الثقة بعقودها و على رأسها القروض و المساعدات المُلحّة الآن للاجراءات الصحية (بضمنها التعويضات) و الكهرباء و رواتب الموظفين و المتقاعدين و المعونات الاجتماعية و الحصة التموينية . .
و تطالب الجماهير السيد الكاظمي بالتحلي بجرأة اكبر لتقديم عدد من قتلة المتظاهرين الى العدالة، و تقديم عدد من حيتان الفساد للقضاء، و اسنادها العملي العاجل في مشكلة الكهرباء الأكثر التهاباً . . لكسب ثقة اوسع الاوساط الشعبية و المهنية، و لكسب تكاتف جهود الجميع للوقوف معاً في ظرف تُرك فيه العراق الثريّ الكبير لوحده عاجزاً، في اقوى ازمة يمرّ بها كدولة و ككيان باطيافه، و لرفع نداء الروح الوطنية الحيّة عالياً . .
من جهة اخرى، و في وقت خففت فيه اعادة الحكومة منفذ مندلي لسلطتها (و مُنتظر استكمالها باعادة هيكلة الجهاز الضريبي و الرسوم و اتمتة المنافذ)، خففت من القلق الواسع على الواقع الجاري، و شكّلت بداية مقبولة على الاقل، بعد الإحباط بسبب اشكاليات و تأخّر رواتب المتقاعدين، و حادثة الدورة . .
فإن اوساط خبيرة تحذّر من لجوء الميليشيات حامية الفساد، الى العنف بالسلاح المنفلت الذي شكّل اغتيال الخبير الأمني الوطني الشهيد هشام الهاشمي به، ببرود و بتلك الصورة العلنية لإثارة الخوف في اوساط الرأي العام، اشارة بأن الاوساط الإسلاموية الحاكمة مهما كانت الوانها و اجيريها تستعد لإعادة فتح مسلسل الإغتيالات من جديد، بحق الكلمة الحق و بحق الناشطين العزّل، لتهديد الحكومة و لمواجهة الجماهير بالعنف، و تتوقع انفجار السخط الشعبي الذي قد يصعب تنظيمه و السيطرة عليه، ان لم تبدأ اجراءات عاجلة حياتية تطالب بها مراراً سلميّاً كما مرًّ، انفجاراً اكبر بدأت معالمه تظهر في مدن الجنوب، بفرض الجماهير ارادتها بعزل اداريين و مسؤولي الكهرباء و الماء، و توليّ قسم منهم تشغيل آليات تلك المرافق وفق ما يمكن الحصول عليه.
في ظروف تبدو فيها و كأن ايران تسحب يدها من الميليشيات الولائية و لو آنيّاً لضيقها المالي و العسكري، رغم تأكيدات السفير الإيراني على انهم باقون مازال الاميركان متواجدون، و تبدو فيها ان تلك الميليشيات تمر بظرف صعب عليها، لإيجاد قائد يقودها مكان ابو مهدي المهندس و غياب الجنرال سليماني، و تحاول احداها فرض قيادتها على جميعها بدعم جهات ايرانية و لبنانية . .
و ان ادارة ترامب و هي على اعتاب انتخابات جديدة في اكتوبر القادم، تحاول ان لاتتخذ خطوات متسرعة و عسكرية، و تنتظر نتائج محادثات مبعوثيها مع الحكومة الإيرانية لتخفيف حدة التوتر، و تنتظر ايضاً نتائج مفاوضاتها غير المعلن عنها الجارية مع الميليشيات الولائية (وفق صحف و وكالات انباء و مواقع عالمية و تصريحات برلمانيين على الفضائيات).
وسط كل تلك العوامل، يرون بأنها تشكّل فرصة للسيد الكاظمي للبدء الفوري عملياً باصلاحات و تغييرات اكبر، على هدي المطالب الملحة للمتظاهرين في وقت الصراع المحتدم مع وباء كورونا، و سيجد ان الجماهير باختلاف طيفها ستكون معه و رهن اشارته، فلا طريق الا طريق التغيير الحقيقي و فرض الدولة بانها الوحيدة التي تحصر السلاح، و ليس السلاح المنفلت يحصرها !! (انتهى)

13 /7 / 2020 ، مهند البراك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا