الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحل في عودة فتح إلى السلطة التي لم تخرج منها

احسان طالب

2006 / 6 / 26
القضية الفلسطينية


أوصلت العملية السياسية الديمقراطية الجارية في الأراضي الفلسطينية حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى السلطة و منحتها أغلبية برلمانية مكنتها من تشكيل حكومة نمطية اعتمدت في أغلبية مناصبها على كوادر حماس القليلة الخبرة سياسيا و دبلوماسيا ، ولو تمضي شهور قليلة وحماس تمسك بزمام الأمور حتى تفاقمت الأزمة المعاشة للفلسطينيين نتيجة لمعارضة العالم لسياسات الحكومة الفلسطينية الجديدة وتوجهاتها المبدئية المتعارضة مع الاتفاقيات الدولية و القرارات الأممية التي وافق عليها العرب عموما .
وعلى الصعيد الداخلي تسببت القوة الأمنية التي شكلها وزير الداخلية الجديد في حصول صدام عنيف أدى إلى سقوط ضحايا من الفلسطينيين ، وانذر باقتتال داخلي خطير تتصاعد الخشية من تحوله إلى حرب بين الإخوة أبناء الوطن الواحد .
الراعي الأمريكي لإسرائيل عارض و مازال يعارض حماس من خلال سلسلة من السياسات المعيقة لعمل حكومة حماس كان أولها تجميد المساعدات وأخرها ، وليس ختامها ، تبني مجلس الشيوخ الأمريكي قانونا يهدف الى عزل حماس (وذلك عبر منع الولايات المتحدة من مساعدة السلطة الفلسطينية طالما لم تعترف حماس بحق إسرائيل في الوجود وتتخلى عن وتقر الاتفاقات الموقعة مع الدولة العبرية. )السفير
عربيا اتفقت مصر و السعودية و الأردن على ضرورة تبني حماس لمبادرة الملك عبد الله السلمية التي وافق عليها القادة العرب في قمة بيروت ولم تعترض عيها السلطة الفلسطينية القائمة آنذاك ، في حين تحفظت حماس على المبادرة ولم تتبنى موقفا واضحا ونهائيا منها .
الحوار حول وثيقة الأسرى :
( أكدت مصادر فلسطينية أن حركتي «فتح» و «حماس» تمكنتا من تذليل العقبات الأخيرة أمام الاتفاق على «وثيقة الأسرى» منذ الخميس الماضي، وان الطريق باتت ممهدة لإعلانه خلال اجتماع سيضم الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية والفصائل المشاركة في الحوار، يعقد اليوم الأحد أو في موعد آخر قريب)الحياة
ويعد ذلك تقدما مهما يشير إلى قرب التوصل إلى حلول داخلية حول اعقد وأصعب القضايا الخلافية بين الحكومة والرئيس وبعبارة أخرى بين الأغلبية النيابية والمعارضة المتمثلة في حركة فتح ، إلا أن الخشية مازالت قائمة من تجدد الخلافات و انتعاش الصراع طالما ارتبط قرار حماس بالمتوازنات الإقليمية في المنطقة ، و بالرغم من توصل مصر إلى إقناع سوريا بدعم الحوار الداخلي الفلسطيني وترك الباب مفتوحا إمام حماس للتوصل إلى اتفاق مع الرئيس عباس ، فان الفرصة مازالت قائمة لاستغلال أطراف إقليمية الحوار الفلسطيني كورقة ضغط في صراعها مع المجتمع الدولي .
هكذا يبدو المشهد أكثر تعقيدا من مجرد حوار فلسطيني داخلي تتوقف نتائجه على توصل الأطراف المتحاورة إلى توافقيات و تفاهمات حول القضايا الإشكالية المتمثلة أساسا في الصراع العربي الإسرائيلي و ضبط الوضع الداخلي و تحقيق الأمن و التنمية و الوصول إلى إقامة الدولة المنشودة منذ زمن طويل .
و في ظل تحول العالم إلى قرية صغيرة لم تعد القضايا الداخلية محصورة بالداخل فقط ، بل تتدخل مجموعة من العوامل الإقليمية والدولية في حل مسائل الوطنية الأكثر التصاقا بالقرار الذاتي ، ولم تعد السيادة الوطنية محصنة وبعيدة عن مجمل الصراعات الدائرة في المنطقة و المتوازنات الاستراتيجية الدولية و الإقليمية . وعلى هذا الأساس نستطيع القول بأن الحوار الفلسطيني ليس فلسطينيا فقط حيث تشارك فيه بشكل مباشر وغير مباشر أطراف عربية و إيرانية و ودولية , و تؤ ثر فيه جملة من العوامل الخارجية الفاعلة .
و بناءا إلى ذلك نستطيع القول بأن نتائج الحوار الفلسطيني لن تصل إلى بر الأمان إلا بادراك عميق من الأطراف المشتركة فيه بضرورة وضع المصالح العليا للشعب الفلسطيني فوق الاعتبارات الخارجية , تلك المصالح التي لا تنحصر في القضايا الكبرى قط بل أيضا في الحياة اليومية والمستقبل المنظور لأجيال الشباب الواقف على عتبة الحياة ة تتجاذبه المتناقضات وتعيق تطوره ونمو الصراعات الداخلية قبل الخارجية .
شهد الاستفتاء الذي أجراه موقع الجزيرة نت في الـ15 من يونيو/حزيران الجاري،تطورا ملحوظا في توجهات الغالبية الانتخابية للشعب الفلسطيني ،( وخلص الاستفتاء إلى إلقاء المسؤولية على حماس في تدهور الأوضاع بالأراضي الفلسطينية بنسبة 39.8% من إجمالي المصوتين، في حين اتهمت نسبة 39.2% إسرائيل بالوقوف وراء تدهور الأوضاع هناك.) الجزيرة نت
و نستطيع الفول بأن هناك وعي شعبي فلسطيني كبير يراقب الأحداث و يترقب النتائج , فعندما لا يبرأ الحكومة وقادتها إلى جانب مسؤولية إسرائيل و المعارضة
يمكن قراءة الاستفتاء كدليل على وجود صمام أمان من الشارع الفلسطيني لمنع الاحتراب الداخلي . فمع أن حماس تتمتع بأغلبية انتخابية إلا أنها رفضت الاستفتاء على وثيقة الأسرى لخوفها من خسارة رصيدها الانتخابي
الناخبون الذين انتخبوا حماس هم من القوا اللوم عليها وهذا تأكد على مستوى الوعي السياسي لدى الشارع الفلسطيني الذي وضع مصلحة البلد و المواطنين العليا فوق المصلحة السياسية الحزبية .
هل الحل بعودة فتح إلى استلا م زمام الحكم أم إن حماس مازالت قادرة على الفعل السياسي و الدبلوماسي بما يمكنها من الاستمرار كقيادة تضع مصلح الشعب كل الشعب فوق المصالح الحزبية و الخدمات المقدمة للأصدقاء على حساب أبناء البلد ! هذا ما ستجيب عليه الأيام القريبة القادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد إقراره بالذنب.. القضاء الأمريكي يطلق سراح جوليان أسانج و


.. طفلان فلسطينيان يخرجان من بين نيران مدرسة قصفت من قبل الاحتل




.. غانتس: حماس فكرة لا يمكن تدميرها ولكن بإمكاننا القضاء على قد


.. أول مناظرة في فرنسا بين الكتل الانتخابية الرئيسية في خضم حمل




.. وساطة إماراتية تنجح بتبادل 180 أسيرا بين موسكو وكييف