الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- نمت و حلمت -

رندة المغربي

2006 / 6 / 26
الادب والفن


نمت وحلمت بأنني أحلُمُ بك !
واستيقظتُ من الحلمِ في الحُلمِ لأسألك :
كيف وصلتَ لأحلامي ؟ .. كيف تحايلتَ على أفقية الأبعاد في الغفوة وكيف نجوت من مخاطر الحُب لتصلني في الحُلم ؟! وأين ريحانة الروح التي عللتني بها؟
قُلتْ : وصلتُ لكِ من ليل طويل جدلته بسواد شعركِ و تسللتُ لروحكِ من بين طيات جفونك وانتظرتكِ في الحُلم طويلاً ..طويلاً .. طويلاً ..
ولو نمتِ لَم ذبلت ريحانة الروح على كفي وأنا أقطعُ آلاف الأحلام والأجفان المتعطشة للحلم لأصل لكِ ، فلم تأخرتي ؟
تأخرتُ لأنني كُنت يائسة من حُلم أحلمه ولا أراك فيه ، كنت وحيدة منقبضة القلب أفكرُ كيف أهبُكَ فرحاً لا ينحني .. لا ينتهي ..
كنتُ أفكر بطريقة أخلصُ بها التوت من حُمرة الدم المستباح على أسنة الرماح .. بضربة حُب تقضي على طُفيليات كوكبنا ، عن يدين دافئتين أسلمهُما راية القلب قبل أن أنحني ..
عن مرج يموج بسنابل حُبك وضوء يلتحفه المنفيون في سجن أرضي !
عن حقيقة نتناساها ونُسميها موتاً وعن عبث نجري من خلفه يُدعى دُنيــا!
فكيف أوافيك حقك وأنا رهينة المسلمات و ضحية الحتمية؟!
كيف ألمسك بين يدي حقيقة متجسدة في دم ولحم؟ كيف أنتقي الأحلام إن عز علينا تقرير مصيرنا؟!
كيف أبقى هنا مراوحة بين أهدابي المُسدلة و روعة الحُلم .... فلا أفيق ؟!

**
كُلما أسرعنا في وتيرة الأحلام تراخى الزمن حتى مشى بنا زحفاً على البطون فلا ألتصق بنا شباب ولا توهج بنا فرحُ انتصار لعبور ضفة!
فمن ذا الذي يكترثُ بصانع الأحلام إن راح يُؤججها لتندلع ثورات على ورق ؟!
من يتذكره بقراءة الفاتحة إن دهمه الموت ولم يُتح له من الأيام سعة ليفكر بصحوه ؟
أ هي معضلة التأريخ و أزمة شهود ؟
تتراءى لنا بوجه آخر يرفضه كل جميل و نبيل في دواخلنا ؟ .. أم هو غُرور النفس وهاجس طمع بعرش إله؟!

**
لو تعطني تفسيراً واحدا لهذا الجنون الروحاني الذي أمارسه لأستحضرك بين الحلم والكتابة وأنا أصنع لي لغة تحمل ملامح جُرحي و تفاصيل العذاب علّني أنجو به من هذا الدمار ..
لعلني أنجو بشَعبي من متاهات شُعبي ، ومن يدري ؟ فقد أجدُ متكأ أسند له ثورات توشك أن تشيخ!
في فمنا ماء والماء عَطش وسياطُ ظمأ لو اجبرنا على ارتشافه ! فلا روى حناجراً تشققت..
ولا وصل الكلمات بمسامع الفرسان!
فحررني من خيبتي القاتلة لألج في أبواب لاهوتك وأحبُك أبداً .. أبداً لا يشيخ ولا يُطأطأ رأساً لزمن!
و أنْهِ معي أقاصي الحدود ليلحق بنا شُهداء الحُلم ، من أحبوا لِيُحَبوا فما جنوا إلا الجراح !
من قاسموا وما اقتسموا مع الآخرين خيط فجر جديد يشدهم لغد أجمل!
من ماتوا بألق و طواهم صمتُ الخانعين بهيئة ذنب! ..

**
أنت تأتي في الأحلام فقط حين تشاء ! و لو ملكتُ نصف مشيئتي للحقت بك صعوداً .. صعوداً لربوة الحُلم و لبقيت إلى جانبك نجم شرقي ينوس في عُتم الحيارى ويضيء سوادَ دمعِ مقهور!
فكيف النجاة من ثقل الطين وطابع الروح الذي يأبى إلا الحرية ؟!
كيف الخلاص من حنظل "الآن" و أنت تعدني بأعذبِ أبواب الخلود ؟ كيف لريحانة الروح ألا تذبل وأنا أقيس المسافة بمتر كفن ؟!
فلا تراني بمرآة عينك .. لا تُشبهني بك .. فأنت سماء ارتقت بنجومها وأنا واطيء الأرض أُلقِمَ حجارة الطريق و جيفة كانت جسداً يُنضال به صانعُ الأحلام ليصلني بك!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي