الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما قبل الاخيرة

كاظم الشاهري

2003 / 4 / 23
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 


الحرب في استراحة الان . لانستطيع ان نقول انها انتهت . لان تاريخ الحرب في بلادنا  يثبت انها لاتنتهي وانما تاخذ راحة لاسترجاع الانفاس . وبعدها تنهض من جديد .
كل حرب في بلادنا ليست الحرب الاخيرة . ولاادري من الذي سبقني باطلاق صفة الحرب السابقة  في بلادنا على تسميتها الحرب ماقبل الاخيرة .
الحرب بين صدام والجيوش العابرة للبحار انتهت بنصر مؤكد للجيوش وصدام ربما الان جثة متفسخة تحت الانقاض او هاربا مثل لص مطارد .
كل الحروب نحن وقودها وحطب تنورها وبصفتنا حطبا منذ ان ابتدأت اول حرب  وحتى الحرب ماقبل الاخيرة يشعل بنا المتحاربون اوار حروبهم يبقى منا دائما وافرا كافيا يتم الاحتفاظ به وتنميته للحرب القادمة .
نحن امة تقع عليها الحرب ولاتذهب لتحارب  . لانعرف ان ناخذ جيوشنا ونحارب امة اخرى وحتى لوفعلنا ذلك فاننا ننهار في منتصف الطريق ونضيع وتضيع جيوشنا وتبقى فينا بقية تحيل كل الذي حدث اما الى  الخيانة واما الى القدر وفي غالب الاحيان تحول الهزيمة والمهزلة الى انتصار عظيم ولدينا السنة طويلة وجباه لاتعرق انتجت لنا اكبر ديوان حماسة بين الامم .
دائما ياتي المتحاربون الى ديارنا ويقيمون حربهم . يتركون اطفالهم ونساءهم  وبيوتهم وبساتينهم وحيوانتهم وحاراتهم وشوارعهم يتركونها في حل وامان لايمسها ضرر ولايصيبها مكروه . وما ان تنتهي الحرب ويتبين الغالب من المغلوب . ترانا بعدها نركض مذعورين باكيين نفتش عن اطفالنا الذين ضاعوا ورجالنا الذين فقدوا وبيوتنا التي هدمت وبساتيننا التي احرقت ونتوسل بالغالب عن لقمة عيش وجرة ماء وزيت وقود .
بدأت مأساتنا تلك مع اول عمامة حجازية وسيف يماني اهتزتا في ارضنا السواد . ونادى مناديهم . ليكن هذا السواد بستان حروبنا .
 خلف الامام علي ( ع) مدينته وراءه وجاء الى الكوفة بسيفه الفقار وتبعه اعداؤه من مدنهم البعيدة وتحاربوا في ديارنا اعوام واعوام وبعده جاء ابنه الحسين ( ع ) الى مدينة ( قرب الاله ) وجاءت الجيوش من المدن البعيدة وقاتلته . وكانت تلك الجيوش على قدر كبير من القسوة وقتلته واهل بيته بتلك الطريقة الماساوية المؤلمة . حينما انتهت تلك الحرب لم نصدق ان رجلا واهل بيته قتل في ديارنا بتلك الطريقة المفرطة القسوة فهرعنا اليه حفاة نركض ونبكي  ونلطم الصدور والى هذا اليوم نعيد تلك ( الركضة ) ونتواصل مع تلك المأساة روحيا بايذاء الجسد وسورنا قببه واهل بيته بالذهب وغرس الحزن فينا نبتته التي نواصل ارواءها بالدمع جيلا بعد جيل .
ولم ينقطع المتحاربون في ديارنا حقبة بعد حقبة وجيل بعد جيل . وهكذا ونتيجة لكل ذلك امتدت الى ثيماتنا النفسية العميقة افكارا اصبحت جزء من جيناتنا الوراثية وتقاليدنا الاصيلة ان في هذا البلد غالبا ومغلوب . الغالب يطاع وله مايشاء والمغلوب يذل ويفنى ويشرد وليس له حق . الغالب هو الواحد الاوحد . نتزيا بزيه ونردد صوته . نحب مايحب ونكره مايكره وهو الحقيقة ودونه الهباء . وهو الاصح دوما ونحن الخطأ . ويبقى فينا هذا الاوحد حتى تأتي حرب اخرى  تقتلعة وتنصب واحدا احد بدله لننشد له من جديد ونعظمه . نعلم اطفالنا التسبيح باسمه ونلعن ماعداه .
هكذا نحن .  بالامس حين انتصرت طلقة المارينز طلب السيد امجد هادي ان يموت سعدي يوسف . لاننا لانحتمل اكثر من واحد .

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب