الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهة نظري الشحصية حول مسالة العلمانية و الحركة الثقافية الامازيغية

المهدي مالك

2006 / 7 / 1
ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع


في البداية اشكر موقع الحوار المتمدن الذي دعاني الى المشاركة في هذا الملف المهم و الاساسي بالنسبة لنا كمجتمعات اسلامية التي تريد الاصلاح بكل ادبياته السياسية و الاقتصادية و الهوياتية و محاربة الظواهر السيئة كالفقر و المذاهب المتطرفة التي جعلت من ديننا الاسلامي الطاهر مجرد وسيلة للقتل و الترهيب و تكفير المذاهب الفكرية كالديمقراطية و العلمانية التي نحتاج اليها اكثر من وقت مضى و هذا الملف ذو ابعاد مختلفة و انني سأحاول ان اشرح وجهة نظري بصفتي شاب مسلم و الذي له توجهاته الفكرية و النضالية من اجل رد الاعتبار لهويتنا الامازيغية وهي عانت الكثير بسبب مجموعة من الافكار و المرجعيات التي امنت في الماضي بان المغرب يجب عليه ان يسير على خطى التجاهل و نسيان تاريخه ما قبل الاسلام و انكار هويته العريقة و ترسيخ عدة مفاهيم في عقول اجدادنا كتقديس الاشياء التي دخلت الينا من باب سوء فهم الدين مثل العروبة و طمس كل ما يتعلق بالمكون الامازيغي كلغة و ثقافة و حضارة .
و فقد ظهرت الحركة الثقافية الامازيغية في مغرب الستينات الذي كان لا يعترف بوجود مفهوم التعدد الثقافي و اللغوي بل كان يعترف بالعروبة و الاسلام اي بمعنى اخر ان
العروبة في المركز الاول و الاسلام كدين و كمبادئ في المركز الثاني و هذه المقاربة جعلت الحركة الامازيغية دائما متهمة بانها تسعى الى احياء اكذوبة الظهير البربري و القضاء على ديننا الاسلامي الحبيب .
و ان الحركة الثقافية الامازيغية منذ انطلاقتها امنت بالمفاهيم الكونية كالديمقراطية و الحداثة و اخيرا العلمانية عكس الحركة الاسلامية التي احترمها و لكنها تشن عدة حملات على حركتنا الامازيغية بسبب اتجاهها العلماني و اقول في هذا السياق بانني اؤمن بان العلمانية ليست ضد الاسلام باعتباره دينا و مرجعية مقدسة بالنسبة لنا كشعب مغربي ككل بل هي ضد الاستغلال عن طريق الدين و هو كثير في عالمنا الاسلامي بصفة عامة و في بلدنا هذا بصفة خاصة حيث يوجد عندنا مجموعة من الظواهر في مجتمعنا كتقديس اولياء الله الصالحين و الايمان بخرافتنا الهادفة الى جعلنا نمشي على خطى الظلام الهوياتي و نلبس ملابس التجاهل و نسيان ماضينا المشرق كأمة التي استطاعت ان تعطي احسن النماذج مثل طارق بن زياد و عبد الله بن ياسين و يوسف بن تاشفين الذي انقد الاندلس من بحور الشهوات و الفتن و لن ينسى التاريخ هذا البطل الذي كان لا يعرف حرفا من العربية و هذا يذل على ان اجدادنا الامازيغين سعوا الى التشبث بالدين الحنيف الذي يعد مكونا اساسيا من مكونات هويتنا المغربية و لا احد يجادل في هذا لكن الحركة الاسلامية تحاول تشويه صورة الحركة الثقافية الامازيغية باتهامها بانها ضد الدين و تسعى الى الرجوع الى عصور ما قبل الاسلام و غيرها من هذه الاكاذيب التي اكل عليها الدهر و شرب .
و انني كشاب معاق يريد ان يساهم في هذا الملف الخاص بمسالة العلمانية التي اصبحت ضرورية بالنسبة لنا كشعوب اسلامية بعد ظهور تيارات الاسلام الجهادي و التي لا تعترف بالديمقراطية و لا بالتجديد في الفكر الاسلامي بل تعترف بتكفير الاقلام التي تسعى الى السير على خطى التطور الحضاري ببعده الايجابي و ليس ببعده السلبي الذي يجعل الانسان ينسى اصله و دينه و يمشي في متاهات العولمة الثقافية فالحركة الثقافية الامازيغية لا تسعى الى هذا بل تريد هذه الاخيرة ان تجعل المغرب يعترف رسميا ببعده الامازيغي العريق بتاريخه و حضارته و الحركة الامازيغية ليست ضد ديننا الحبيب لسبب بسيط و هو لاننا كلنا مسلمون في هذه البلاد مع احترام الاقلية اليهودية طبعا و نحن نؤمن بالتعدد الثقافي الذي يعد مصطلح المرحلة لكن الاستغلال الديني مازال يشكل مجموعة من العراقيل امام تقدمنا الفكري و الهوياتي.
و في اعتقادي المتواضع بان العلمانية هي الحل الوحيد و انني اتفق مع العلمانية التي تتماشى مع خصوصياتنا كشعب مسلم و له أدبياته الخاصة كالحفاظ على الآداب العامة و محاربة كل ظواهر الفساد كالمخدرات و الدعارة و غيرهما من هذه الاخيرة التي دخلت الينا من عدة ابواب و ليست الاصل بل الاصل هو الشرف و العفاف .
و ان مغرب العهد الجديد قد فتح اوراشا و مبادرات كمبادرة الانصاف و المصالحة و تعد فريدة من نوعها في عالمنا الاسلامي و نحن نشيد بهذا التقدم الحقوقي الذي يخبرنا بان المغرب يسير على خطى الديمقراطية و الوعي بقضاياه المصيرية و نحن نتمنى ان يكون هذا البلد من احسن البلدان في هذا العالم الغني بحضاراته المتميزة و هذا لن يتحقق الا بالقضاء على الاستغلال عن طريق الدين بمختلف طرقه المعروفة و التي شرحتها في مقالاتي السابقة في هذا الموقع و العلمانية هي الحل الامثل للقضاء على هذه الظاهرة التي وضعت في الماضي العديد من الصعوبات امام النضال الامازيغي و الذي كان يسير على خطى الفكر المتنور و لم و لن يدعوا الى القضاء على الاسلام بل ساهم في نشر قيمه و اخلاقه من خلال مجموعة من الاشياء مثل ترجمة معاني القران العظيم الى اللغة الامازيغية من طرف الاستاذ الحسين الجهادي و يعد هذا الانجاز دليلا على ان حركتنا الامازيغية رغم اتجاهها العلماني لم تتجاهل الدين لانه يعتبر شيئا مقدسا بالنسبة لنا .
و ارجوا ان تكون هذه المساهمة المتواضعة في هذا الملف قد استطاعت ان ترسم لكم صورة و لو صغيرة عن وجهة نظري الشخصية و اتمنى ان تكتبوا الي باراءكم حول هذا المقال و في الختام اشكر مرة اخرى موقع الحوار المتمدن الذي هو منبر فكري و حواري بامتياز و اعلن انني ساتطرق في هذا الصيف الى مواضيع مختلفة تتعلق بالثقافة الامازيغية كالسينما و الموسيقى و كما ساسافر معكم الى وحي عاداتنا الامازيغية الاصيلة كالزفاف و غيرها من العادات فكونوا في الموعد
المهدي مالك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار