الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حول 14 تموز الفرنسية التي -يقدسها- البعض عمياوي
علاء اللامي
2020 / 7 / 14مواضيع وابحاث سياسية
بدأت الثورة الفرنسية في يوم 14 تموز 1789، كمؤامرة صغيرة، وبإشاعة أطلقها المعارضون الجمهوريون للملكية تزعم أن الملك سيحل الجمعية الوطنية، فانتفضت باريس وهاجم المنتفضون سجن الباستيل، واستمر القتال حتى الظهر، فقتل كثيرون من القوات الحكومية والمنتفضين. انتهى الهجوم بسيطرة المنتفضين على السجن وقتل قائد السجن وقطع رأسه ووضع على رمح، وسار المتظاهرون به في شوارع المدينة. وحين دخل الثوار السجن لم يجدوا فيه سوى سبعة سجناء فقط، أربعة مزورين، واثنين من النبلاء قيد التوقيف لضبطهما في سلوك غير أخلاقي، وأحد المتهمين بجريمة قتل، غير أنّ الباستيل كما يكرر المؤرخون (كان رمزاً قوياً لكل شيء مكروه في النظام القديم)!
*قبل الثورة الفرنسية كانت الكنيسة الكاثوليكية أكبر مالك للأراضي في البلاد، إذ يعتبر 10بالمائة من الأراضي الفرنسية ملك شخصي لها كأوقاف كنسية، وكانت معفاة من الضرائب، ولها حق إدارة العشور، أي دفع المواطن الكاثوليكي 10بالمائة من دخله ليعاد توزيعه على الأكثر فقرًا ومن لا دخل لهم.
* ولكن الثورة غيّرت العديد من المفاهيم السياسية بالبلاد وأسفرت عن نهاية النظام الملكي وقيام الجمهورية.وهنا يمكن القول إن الثورة الفرنسية في طورها الأول قلبت أوروبا سياسيا وفكريا وبشكل جذري وطاول التغيير خمسين بلدا وانهت عصر الإقطاع إلى الأبد.. ولكن الكلام هنا عن ثمنها الهائل والثقيل إنسانيا ومحاولة لكشف العماء الذي تقرأ به هذه الثورة من منطلقات التأييد لكل ماهو غربي وبشكل عمياوي كما نقول في لهجتنا العراقية الجميلة والمعبرة ويسفهون ويزدرون ثوراتنا لأنها في بلداننا ..استمرت الثورة الفرنسية نحو عشر سنوات سادتها اعمال العنف والاضطرابات وأعدم خلالها الملك الفرنسي لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت بالمقصلة وعشرات الآلاف من أنصار الملكية في أيام قليلة لحق بهم آلاف آخرون في السنوات اللاحقة. ويقتبس الكاتب عيسى الشعيبي عن كتاب "كلفة الثورة الفرنسية" لكاتب فرنسي (فعلى الصعيد الديمغرافي بدا الحساب ثقيلا وباهظا على نحو مفجع. فهو يتحدث عن نحو مليوني قتيل من عدد سكان كان يبلغ نحو 27 مليون فرنسي). ويضيف (أما عن ضحايا المقصلة، ومن قتلوا بقطع الرأس بعد سقوط الباستيل، فإن أرقام الضحايا تبدو مذهلة حقا. حيث شهدت “فاندي” وهي إحدى المناطق الفرنسية أول مذبحة جماعية في أوروبا سبقت مذابح النازيين بفترة طويلة، تنوعت فيها أدوات الإبادة من الذبح إلى الإغراق في الماء، إلى إطلاق النار على المئات معا حيث يقدر عدد ضحايا هذه المذبحة وحدها من 100 إلى 600 ألف قتيل). وكنت قد ذكرت أرقاما أخرى نقلا عن الموسوعة الحرة في مقالة نشرتها قبل عدة سنوات وكانت بعنوان "ثورة 14 تموز الجمهورية العراقية، انقلاب أم ثورة؟" وأوردت فيها (ووفقًا لسجلات المحفوظات أعدم ما لا يقل 16,594 شخص باستخدام المقصلة أو خلاف ذلك من التهم المتعلقة بأنشطة مضادة للثورة؛ بعض المؤرخين قالوا بأن حوالي 40,000 سجين أعدموا دون محاكمة، أو ماتوا نتيجة سوء ظروف السجون في انتظار المحاكمة. ويعتقد أن الحكومة الفرنسية قتلت بين 117,000 إلى 250,000 شخص خلال عمليات القمع - ضد المتمردين الملكيين في منطقة فيندي وفي مناطق مختلفة شمال اللوار، وقد اعتبره العديد من المؤرخين حادث إبادة جماعية/ رابط في نهاية المنشور).
*انتهت ثورة 14 تموز الفرنسية بعد عشرة أعوام على هجوم سجن الباستيل، وبعد انقلاب قام به نابليون بونابارت سمي انقلاب 18 برومير وبعد أن عانت "حكومة المدراء" الفرنسية من مشاكل اقتصادية وعسكرية جمّة هددت بعودة الملكيين للبلاد واستلامهم للسلطة.
* ففي يوم العاشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر سنة 1799، حاصرت القوات الفرنسية قصر الذي اجتمع بداخله أعضاء مجلس الخمس مئة. وفي الأثناء رفض النواب المجتمعون تعديل الدستور حسب مطالب نابليون بونابرت، وبدلا من ذلك استقبل الجنرال الفرنسي بصيحات "يسقط الدكتاتور" حال دخوله لقاعة الاجتماعات قبل أن يتعرض في النهاية لمحاولة اغتيال فاشلة أجبرته على المغادرة.
* اجتاحت قوات الجنرال مورات صهر نابليون بونابرت قاعة الاجتماع لتنجح في إخلائها بالقوة من أعضاء مجلس الخمس مئة واتجهت فرنسا نحو نظام دكتاتوري شبيه بذلك الذي عرفته روما قديما حيث أمر نابليون بونابرت بإعداد دستور على جناح السرعة قبل أن يحصل في النهاية على السلطة المطلقة ولقب القنصل الأول وهو في الثلاثين من عمره. ومع حلول العام 1804، أعلن بونابرت نفسه إمبراطورا على فرنسا تحت مسمى نابليون الأول. وتم التخلي عمليا عن شعارات الثورة في الحرية والإخاء والمساواة وعادت فرنسا لحروبها الاستعمارية والإبادية ضد الشعوب الأخرى وفي مقدمتها الجزائر في 5 يوليو 1830!
*أختم بهذا السؤال: كم قتيلا سقط في يوم ثورة 14 تموز العراقية في جميع انحاء العراق؟ إنهم أربعة وعشرون قتيلا كما ذكر الصديق الراحل عدنان عاكف في مقالة له في هذه المناسبة. وكنت قد قرأت رقما قريبا من هذا في ثلاثية العراق لحنا بطاطو.
*رابط مقالة بعنوان: ثورة 14 تموز الجمهورية العراقية، انقلاب أم ثورة؟
http://www.albadeeliraq.com/ar/node/454
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق
.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م
.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا
.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان
.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر