الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من رفاهية السطوة الى قساوة الإرتطام

علاء داوود

2020 / 7 / 14
الصحافة والاعلام


كوكبنا الصغير ما انفك يقبع خلف قضبان الجائحة، دول وممالك سقطت أمام سيف هذا الوباء الذي لم يترك صفة على هذه الأرض إلا وأرداها، فقد اعتدنا الفقر أن يأخذ النصيب الأوفر من كل داء إلا أن المعطيات جاءت لتُخالف المُعتقدات، فالغنى والفقر أخذا من هذا الوباء نصيبهما، والقوة والضعف نالا منه قدرهما، والإعتقاد والطغيان والسطوة والحكمة والهيبة والهَرم والطفولة والأجناس كلٌ نال ما نال وما زال.

عن الوعي والجهالة تدور الكلمات والأحداث، الجهل يزداد وسط تلاشي أحرف الوعي حرفا ً تلو الآخر، والثقافة الكاذبة تُسيطر على جلّ الأمكنة والأزمان، المواجهة مرّت على مسامع ساكني الكوكب كأنها وهمٌ لا يُطال، والإستسلام بات غاية ً ومراما ً، ومن منطلق الثبات نبدأ بالسهو الذي أدى الى انهيار الدول اقتصاديا ً وصحيا ً ونفسيا ً وحتى سياسيا ً، إذ تهاوت الدول أمام صمود هذا الوباء القادم من حيث لا نعلم، ولو أن الصين كانت موطنه الاول والتي مزجت الليل بالنهار لتدارك الخطر الداهم بواقعية المُعضلات ورقي الحلول.

كيف يُعقل أن يُمسي هذا الكوكب المُتباهي بتطوره التكنولوجي والعلمي مُذعِنا ً أمام مطرقة كائنات دقيقة ؟!، ربما لو تمكنت البشرية من الإعتقاد بقيمة الوعي لكنا حتما ً في مرحلة مختلفة تماما ً عما نحن فيه، لكن عنجهية الجنون المُصاحبة للخلايا المُخاطية في رأس الهرم للولايات المتحدة حالت دون ذلك، فأفضلية المال ورأسه وعرشه الكريه حصلت على أولوية الإهتمام، فاشتعلت آلات الإحصاء بالأرقام المُتسارعة، دون أن تلامس أجراس الموت مسامع العقول إن وُجدت.

وأغلب الظن أنه كان بالإمكان أفضل مما كان، فالتبجح بالسطوة والسلطة لدرء الوباء جميل إن أثمر عن خلاص ٍ ما، أما أن تفقد السلطات والحكومات سطوتها التي تعاني من شح موارد الوعي، فهنا تكمن الطامة، وتبدأ بفقدان ما ملكت من وقت وتعتنق السقوط وسط صمت العروش المزلزل.

أما لامُبالاة الأمم فتوالت، فرفاهية التاريخ في إيطاليا لم تغفر لهم عدم اكتراثهم بالزائر القاتل، كان حريا ً بروما أن تُقفِل كل الطرق أمام الوباء، وأظنها كانت البندقية قادرة على انتظار إشراقة الشمس دون احتضار، والفقر البرازيلي المدقع حصد المنازل المتقدمة في هذا النزال المُميت بأدوات سياسية بغيضة، وصولا ً الى النوستالجيا التركية وخلافتها الواهنة المرجوّة، فقد دخلت السباق الجرثومي نحو الهاوية باتزان ٍ وثبات.

والذين اعتنقوا نظرية المؤامرة فهم ما تبقى ممن تسابقوا الى إحياء داحس والغبراء تارة، والتباهي بتاريخ البسوس تارة أخرى، غير آبهين بسياط الموت المتربصة، فالبعض يعُد السنوات متبجحا ً أنها لم تصِل الى الأربعين بعد، والبعض الآخر يُحيي خصومة إبنَي آدم، بلا أدنى مقومات غير الإقتتال، الى أن يمُن عليهم الموت بالخلاص أو تأتيهم نجاتهم بفضل الكفر وأعوانه، ولأن فلسطين اعتادت على اجتماع الأضداد، فقد تخلّفت عن ركب الإلتزام واعتنقت فظاعة اللامبالاة، ويأتي ذلك تحت سياط رأس المال المُتعاظم غير المكترث لغير مآربه الخاصة، وبذلك تكون المنطقة قد نالت مما سبق ( كل ما سبق ويزيد ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا