الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حمكو .. الذي لا يعرفني

امين يونس

2020 / 7 / 15
كتابات ساخرة


في السوق صادفتُ حمكو الذي لم أتحدث معهُ منذ أشهُر ، فسلمنا على بعضنا وكأنَ شيئاً لم يكُن ، وتمشينا وتبادلنا لُب الحديث وليس أطرافه ! . تذكرتُ أغنية [ أيَظُنُ ] لِطَيِبَي الذكر نجاة الصغيرة ومن شعر نزار قباني ، حيث تقول : .. اليومَ عاد وكأنَ شيئاً لم يَكُن / وبراءة الأطفالِ في عينيهِ . نعم عادَ حمكو ببراءته المعهودة … مع الإعتذار من نجاة الصغيرة والقباني ، حيث الفرقُ شاسع بين الحبيب الوسيم الذي عادَ وكأنَ شيئاً لم يكُن ، في شعر نزار وأغنية نجاة ، وبين حمكو المجنون ! .
على أية حال ، قال حمكو : أينَ أنتَ يارجُل ؟ هناك عشرات المواضيع المُلِحة التي أريد مناقشتها معك .
قُلت " مُدَعِياً عدم الإهتمام ! " : ها قد عُدنا إلى الإزعاجات ثانيةً … لَكَم كُنتُ مرتاحاً في الأشهُر الماضية لأنني كُنتُ بعيداً عنك .
ضحكَ حمكو طويلاً كتعبيرٍ عن عَدم قناعته بكلامي ، قائلاً : دعنا من مشاعرك . وقُل لي ما رأيكَ بالعملية التركية الواسعة الجارية الآن في أقليم كردستان العراق ؟
قُلت : هل هنالك إجتياحٌ تركي لأراضٍ داخل الأقليم ؟ بالنسبةِ لي شخصياً ، لا أشعرُ بأي فَرق ! .
قالَ متنرفزاً : وكيفَ ذلك ؟ أليسَ عندك شعورٌ وطني ؟!
قُلت : يا حمكو .. أنا أعيشُ كما تعرف هنا في المدينة في مركز دهوك ، وربما أزور العمادية في الشهر مرّة او مرتَين . أقرأ الكُتب وأتابع الأخبار وأشاهد الأفلام ، أشربُ أحياناً كأساً أو إثنَين ، أقضي ساعات مع اللابتوب والفيسبوك والعم كوكل ، آخذ أدوية أمراضي العديدة بإنتظام … هذهِ هي حياتي بإختصار . يقولون بأن الطائرات التركية أغارتْ على قُرىً في الجبال القريبة من العمادية ، وأن دبابات وقوات برية تركية دخلت عدة قُرى قرب زاخو وكاني ماسي … لكن بالنسبة لي لم يتغير شئ من روتين حياتي ! . رُبما لو سألتَ فلاحاً من تلك القُرى إحترقتْ مزرعته وأشجاره وتدمَر منزله جراء العملية التركية ، فسيكون لهُ رأياً آخَر … أو لو قابلتَ مُقاتلاً من حزب العمال الكردستاني ، فسيقول لك بأنهم كَبدوا الجيش التركي المعتدي خسائر فادحة وأسقطوا عدة طائرات بدون طَيار ، أو رأيتَ ضابِطاً تركياً ، فأنهُ سيصرح بأنهم وجهوا ضربات قاصمة لِمَنْ يُسّمونهم إرهابيين … نعم ياحمكو ، أهالي القُرى التي هُجِرتْ وأصحاب المزارع والحقول التي تضررتْ ، والقتلى والجرحى من أية جهةٍ كانتْ ، كُل هؤلاء ، لهم آراءهم ومواقفهم ، المؤيِدة أو المُستنكِرة ، كُلٌ حسب موقعه من المعادلة الصعبة الفوضوية الحالية .. إلّا أنا … فحالي اليوم مثل حالي قبل الإجتياح التركي وعلى الأغلب سيكون نفسه غداً أيضاً ! .
تأملَ فيّ حمكو طويلاً ، ثم قال : ماذا دهاكَ يارجُل .. أشعرُ أنني لا أعرفك !
قُلت : لأنك مجنون ياحمكو .. تأمَلْ حواليك ، ستجدُ آلافاً مثلي ، روتين حياتهم ماشٍ كما في السابق .. رُبما هُم غير راضين مثلي أنا أيضاً ، لكنهم مثلي أيضاً لا يفعلون شيئاً في الواقِع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم


.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع




.. هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية