الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خذ الدبلة وطلّقني

كامل النصيرات

2006 / 6 / 27
كتابات ساخرة


خُذ الذَّبْلة وطلّقني

في أوائل التسعينات ..حينما كنتُ (كاتب كتابي ) على إحدى الدكاكين اليساريّة (وليسامحني جمال الشواهين لأنه كان في نفس الدكّانة ..بس هو ما كان كاتب كتابه وبس ؛ كان سابقني بمراحل ومخلّف منها) ..طبعاً مع الاعتذار مسبقاً عن كلمة دكّانة ؛ بس هاظ اللفظ الدارج ..ولم أكتشف ( دُكّانيّة بعض اليسار ) وزيّي الشواهين أكيد ؛ إلاّ متأخراً ..!!
اتصل بي فجأة أحد رفاقنا الكبار ..تعالوا من الغور بسرعة ..اليوم جنازة أحد رفاقنا والتجمّع في المقر بعمّان ..لم أكن أعرف الذي مات ..وعمري ما سمعت باسمه ..ولكن على ما علمت بعدين ..كان يساريّاً مُرّاً ..لذا سيكون الدفن في مقابر سحاب الإسلامية ..!!!
تجمّع الرفاق في المقر ..الحزن يغطّي الوجوه ..كانوا يعدّدون مناقبه ..إذن هو أعظم من عبد الناصر ..!! عدد الذين سيشاركون بالجنازة يزداد بشكل غير طبيعي ..السيارات تتسبّب بأزمة حقيقيّة ..توزعنا على السيارات ..حظّي دايماً مكعبل مثل حظ صدّام حسين بنتائج المعارك ..طلع نصيبي سيارة مرسيدس ميّة وتسعين ..اللهم لا اعتراض ..ويا عونة الله عونتك..!!
وانطلق موكب الجنازة ..سوّاق الميّة وتسعين أدركتُ من حديثه داخل السيارة للرفاق ( كنّا أربعة ) أنّه من علية القوم في الحزب ..وانّه بمون ..والغريب في الأمر اني لا أعرف حدا ولا حدا بيعرفني ..لذا لم يوجّه إليّ أيّ حديث ...وبدأ سيل النكت والتعليقات ..والتهكم على الجميع ..وأن الرفيق الميّت سيدخل الجنّة بالتأكيد ..وأن وأن ..وفجأة ..الرفيق إللي بمون ؛ صاحب المية وتسعين ..شغّل شريط ( خذ الدبلة وطلّقني ) ..طبعاً إحنا نقول الذبلة ..وبدأ يتمايل كالمخمور المراهق ..وسيارته في موكب الجنازة ..شاركه رفيق آخر لحظات الضحك الهستيريّة هذه ..وبدأت الدنيا تلعب لعبتها معي ..!! أين كلام قبل شويّة ..؟؟ أهكذا يودعون رفيقهم ..أهذه قيمته عندهم ..؟؟!!
في مقابر سحاب ..أعداد غفيرة ..اصطفت للسلام على أهل الرفيق الميّت ..وقّفتْ بالطابور ..والطابور طويل طويل طويل ...بحيث انني لم أكن أرى أصحاب العزاء ...ها هو دوري يقترب ..ويقترب أكثر ..رأيتُ أوّل واحد من الذين يسلِّمون عليهم ..رأيتُ الثاني ..وها أنا أرى الثالث ...لا ..مستحيل ..الثالث رجل يبكي بدموع غزيرة جدّاً جدّا ..لقد رأيته قَبْلاً ..بس وين ؟؟ آه ..تذكرت ..انه الرفيق صاحب الميّة وتسعين ..تاع خذ الذبلة وطلّقني ...تركت الطابور ولم أُسلّم على أحد..وغبتُ بين الحشود..!! يلعن أبو هيك حزن كذّاب..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-