الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرابنا بوتين... وجارنا آردوعان...

غسان صابور

2020 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


عــرابــنــا بـــوتــيــن... وجـــارنــا آردوغــان...
عرابنا وجارنا.. التقيا بمكالمة صوت وصورة طبعا.. ببداية هذا الأسبوع... لا للتحدث عن تثبيت أسلمة كاتدرائية القديسة صوفيا Sainte Sophie التاريخية المسيحية البيزنطية الأرثوذكسية المعروفة... والتي مسحت وغطيت شروشها عدة مرات... واعتراض العديد من الدول.. بأشكال ضعيفة مختلفة.. إنما للتحدث براغماتيا ومصالحيا وتجاريا.. عن محاولة جديدة روسية ـ تركية.. عن مباحثات "أستانا" للسلام في ســوريـا... حيث تمت إثرها تبادل حفنة من أسرى الجيش النظامي.. وإحدى منظمة مقاتلين إسلامويين.. من منطقة إدلب... مما يعطي لجارنا العثماني الأولية والأفضلية.. بلعبة الشطرنج هذه.. الصمت عن كاتدرائية القديسة صوفيا باسطنبول... وعملية تبادل الأسرى من أصدقاء ومحميي السيد أردوغان.. كأسرى دولة.. لا كخونة مقاتلين ضد دولتهم ســوريــا... ومما يضيف صورة قاتمة للسلطات الشرعية الباقية.. والتي لم تشارك.. بعملية التفاوض.. كأنما لا حول ولا صوت ولا رأي لها.. بهذه العملية.. ولا أية عملية...
أتساءل.. وأتسأءل... وأتساءل هل نحن اليوم ببداية النهاية.. أم نهاية النهايات.. والعالم كله يتفرج علينا... نعد ضحايانا.. نعد أراملنا وأيتامنا... ونندب وندق على الصدور نتائج غبائنا.. واسترخائنا بقناعاتنا وصداقاتنا المغشوشة... وسلطاتنا الأبدية.. وحساباتها... اننا غنم... ولا أي شيء آخر...
كل من تسبب بضياع هذا البلد.. وتفسخه.. وضياع صوته.. وحدوده وكرامته... منذ ما سمي ـ ألف مرة خطـأ ـ استقلاله.. حتى هذه الساعة.. يجب أن يحاكمه التاريخ... ولكن التاريخ.. منذ بداية التاريخ.. كـان يكتبه دوما المنتصرون... ونحن دوما كنا وما زلنا شعوب خاسرة... تبحث فقط بصمت عن خبزها اليومي.. فقط لا غير... وقتلنا الإنسان الذي نبهنا وذكرنا ولفت أنظارنا قائلا بنهاية الأربعينات من القرن الماضي (الثامن من تموز 1949) في بيروت.. بعد أن حاكمته قبل مساء واحد عصابة سياسيين لبنانيين عملاء خونة... وهو الذي ردد دوما :
"إذا لم تكونوا أحرارا.. من أمة حرة.. فحريات العالم عار عليكم"...
وخاصة أننا لا نملك حرياتنا وقرارنا ومصيرنا... وخاصة بوصلة طريقنا... وأصبحنا اليوم كطابة "شراطيط" يرفسها بساحات واسعة موحلة.. شراذم ودول.. وحكام مهووسون مصروعون.. ومقاتلون غرباء... وبقايا شعوبنا المنهكة المحرومة من الدواء.. والخبز.. والهواء... تائهة ضائعة على دروب مغلقة... ما زالت تنتظر من بوتين.. وأردوغان.. وترامب.. والملالي.. وليلة القدر...
***************
عــلــى الـــهـــامـــش :
ــ تــســاؤل شــخــصــي
إني أتساءل من بداية الحرب ضد سوريا .. وأحيانا من قبل.. عن صديقنا وحليفنا وعرابنا وحامينا الحبيب.. الرئيس فلاديمير بوتين.. والذي قام بأشياء هامة.. هامة جدا لبلده.. لروسيا الاتحادية.. وأعاد لها عزتها وصوتها وكرامتها بجميع المرافق الدولية.. داخل روسيا وخارجها... ولكنني أتساءل بالنسبة للبلد الذي ولدت فيه.. ســـوريــا.. وتساؤلي اجتماعي ـ سياسي ـ اقتصادي ـ استراتيجي... إذ يعتقد العالم بأسره اليوم.. أن سوريا وسلطاتها وشعبها.. تحت (وصاية وحماية) روسية...
ولكنني أتساءل بشكل شخصي... روسيا صديقتنا وحليفتنا وحاميتنا.. وهي بنفس الوقت صديقة.. وصديقة جدا مع دولة إسرائيل.. والتي تعتدي علينا يوميا.. وتحتل قسما من أراضينا.. والزيارات والسلامات والمشاورات والصداقات المرتفعة المستوى المتبادلة.. والزيارات الشخصية تتبادل عدة مرات كل سنة...
روسيا وصديقنا وحبيبنا بوتين... وبنفس الوقت يتبادل العديد من اللقاءات وعلامات الصداقة والمبادلات التجارية... مع جار سوريا وأول المعتدين عليها والتآمر ضدها... رجب طيب آردوغان...
بالإضافة مع علاقاته الخاصة مع الرئيس الأمريكي.. دونالد ترامب.. والمصالح المشتركة الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية.. من تحت الطاولة وفوق الطاولة... ألا يستطيع حقا.. فك شراسة كل هذه الأمبارغويات Embargos الآثمة القاتلة التي فرضها الرئيس ترامب ضد سوريا.. مع جميع زلمه من الدول الأطلسية...
أتذكر لما كان عمري دون الثالثة عشر.. أيام فتوتي.. حاول أخي الذي كان يكبرني بسنتين.. ضرب أحد أصدقائي.. من عمري.. بسبب خلاف شخصي.. تدخلت فورا وبعنف واضح صريح.. ضد أخي.. لأن صديقي كان المعتدى عليه...
سوريا اليوم... بلد تــائــه.. ضائع... يعتدي عليه... كل زعران الجوار.. وغير الجوار... وأصدقاؤنا... والعالم يتفرج... بحــيــاد شــريـك آثم...
ـ تجديد حب وعشق وولاء
أكرر تجديد حبيي وعشقي وولائي... لــفــرنــســا... لهذا البلد الذي اخترته وطنا لي ولعائلتي.. منذ أكثر من نصف قرن... رغم خربطاته وكركباته ومتناقضاته Les Paradoxes... لأنه يبقى آخر ملجأ حقيقي لحرية التعبير... ورغم الأوتوسترادات المفتوحة بين السلطة والعولمة العالمية.. وشراء الإعلام... تقريبا كل الإعلام... إذ يكفيني موقع Mediapart والذي فتح تحقيقا رهيبا مباشرا عن رأس الأجهزة الأمنية والمخابراتية الفرنسية الرسمية والخاصة... حيث بفرنسا وبكل بلدان الغرب ذات الأنظمة الرأسمالية.. غالب المؤسسات عامة وخاصة... إذ اكتفشت ميديابارت.. بحلقات عامة مكتوبة ومسموعة ومصورة.. عن تشابك قمة هذه الأجهزة الأمنية والخاصة.. وعلاقاتها.. مع أغنى ميلياردير فرنسي.. ونشاطاتها (الخاصة والعامة) لخدمة عديد من طلبات (خاصة).. لمصالحه الخاصة...
يكفيني Mediapart حتى أجدد تصريحي هذا... كلما قــرات واطلعت على تحقيقات هذا الموقع المحلية.. والعالمية... هنا يمكنك أن تغربل حقيقة الإعلام... أو انبطاحه أمام أسياد الرأسمالية والعولمة العالمية...
بـــالانـــتـــظـــار... نقطة على السطر... انتهى.......
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا