الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين حكم المتغلب و-يوتوبيا- المعارضة ؛ هل الملَكية الدستورية هي الحل ؟

العربي عقون

2020 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لا يزال العالم العربي يبحث عن صيغة الحكم ولم يجد بعد وصفته التي تعالج أمراضه السياسية المزمنة وكأن الذهنية العربية توقفت واستراحت في خيمة القبيلة تتفيّأ بظلالها ولا تكاد تبرحها . وفي كل مرّة يعلَن فيها عن وصفة سياسية جديدة ويقع الشروع في التنفيذ يتم إفراغ الوصفة من شعاراتها وتظهر العشائرية والقبلية مهما كانت الوصفة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بحيث تحطمت كل الوصفات الإخوانية والعلمانية والليبرالية والاشتراكية على صخرة القبيلة الصلبة .
قبلية أنظمة الحكم في أعلى هرم الدولة فرّخت تحتها على طول السلم الإداري عشائر "إدارية" فتحولت الإدارة إلى بوابات ومخافر عشائرية لا يمكن اجتيازها إلا ببطاقة الانتماء القبلي ، ويزداد الاحتقان وتتعطل مصالح الناس - المفترض أنهم مواطنون كما تسميهم الدساتير وليسوا مجرد "ناس" - ولأن القانون في يد الإدارة فإنه لا يطبّق إلا تعسّفا . ويصبح هذا القانون ليس هو من يرفع المظالم بل عليك أن تبحث عن "عزوة" يعني أن تكرّس القبلية "المضادّة" فهي الحل ولا حلّ في غيرها .
عاشت الشعوب المسلمة مراحل سياسية تحت حكم الطُّغَم وتخلى الفقهاء عن تشدّدهم الذي ألفوه حينما يتعلق الأمر بعامة المسلمين ورضخوا للطغم وأصدروا فتاوى الاستسلام لحكم المتغلب ... هؤلاء المتغلّبون في لغة عصرنا هم "الانقلابيون" الذين آل إليهم الحكم بعد "رحيل" الاستعمار ... ولأن النخب "الفكرية" في الثقافة العربية تعاني من الجبن الأبدي حتى أصبح عادة ثانية في سلوكها فقد وجدت الشعوب من يسمع أنينها في "القيادات الدينية" لينتقل العالم العربي إلى هذا الصراع المحموم بين أنظمة انقلابية تمتلك الجيوش وقيادات دينية تستميل عامّة الشعب لكن رغم الشعارات المرفوعة والنصوص الدينية المسجوعة عند هؤلاء وأولئك سيتبخر كل شيء وسيعود الجميع إلى الاصطفاف القبلي في حلقة مفرغة فلا أمن ولا أمان في مخيال الثقافة العربية إلا في حضن العشيرة وداخل أسوار القبيلة .
هل يمكن التوقف بعض الوقت للتفكير والتأمّل والرجوع خطوة إلى الوراء (نظام ملكي) والتقدم خطوتين إلى الأمام (نظام ملكي دستوري) لعل هذا النظام الأخير يحسم الصراع الأبدي بين حكم "المتغلب" المستبد ومعارضة طوباوية "Utopique" تمنّي البسطاء ، لوضع حد للتفكير في الانقلابات وحكم المتغلب ، وهل نحن أحسن حالا من اسبانيا واليابان وماليزيا والمملكة المتحدة . أليس الملك رمزا وضمانا لاستقرار البلد ، أما رئيس الحكومة فيكون منتخبا ،،، وفي هذه الحال لن تكون الانتخابات شكلا من أشكال الانقلاب فنجنّب البلاد أخطار الحركات الراديكالية . وهل من حل في ليبيا مثلا أفضل من البحث عن أحد أفراد العائلة السنوسية وإقرار نظام ملكي دستوري لقطع الطريق على "حكم المتغلب" الذي يراد تنصيبه في طرابلس الغرب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟