الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرار سوريّة

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2020 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لازال النظام قائمًاً في الدّاخل السّوري.
لا زل النظام قائماً في الخارج.
لا زال أزلام النّظام هم أنفسهم لم يتغيروا حتى لو انتموا إلى " معارضة ما"
لا زال الشعب السوري يذبح بسكين مثلّمة الأسنان .
لا زال التفوق السوري مجال تفاخر، حيث أثبت ذلك التفوق أن الدّم السوري أزرق ، و ملكي بامتياز، و المبالغة هي سيدة الموقف.
مع اقتراب سقوط الأسد يزحف الأزلام في الداخل، و المعارضات على شبكات التواصل، يجرون لقاء هنا، وبثاً مباشراً هناك. هنا يمتدحون الخلفاء الراشدين، وهناك يشتمون الإخوان المسلمين. يقولون أنهم مع الأكراد، ثم يباركون الدفاع عن عروبة الأرض و العرض!
منظمات نسائية تبدو صورتها جميلة من الخارج ، تنفق في الزيارات إلى دول الغرب، لم لا؟ ما أجمل السياحة عندما لا تدفع من جيبك! وإن كان الكفيل يقبع في بئر نفط.
عدة ملايين ليس لديهم وسيلة تواصل ولا رغيف خبز، وبعض الألوف لديهم فيسبوك، بعضهم مناضل صدامي، أو بعثي، أو ناصري، أو أوجلاني، يقود الثورات الفيسبوكية، توافق الجميع على المصطلحات ، وسوف تكون ابن أبيك لو خالفتهم.
في حادثة أثارت دهشتي أن صديقتي ذهبت من أجل استخراج فيزا من السفارة الأمريكية، ورغم أنها تحمل جنسية غربية ، لكن من ينتمي لأصول سورية لا يمكنه الحصول على فيزا الكترونية ، كان أصدقاؤها على الفيس من المؤمنين الأتقياء الذين يبيحون قتل الكفار، نصحها بعضهم أن تخفي بعض المنشورات ، أو تحذفها، و فعلاً قامت بذلك. في المقابلة في السفارة فتحوا الفيس بوك الخاص بها ورفضوا إعطائها تأشيرة الزيارة. تمكنوا من استعادة المنشورات المحذوفة ، أورد هذا كمثال فقط على سكان الفيس بوك الذين يعملون على وسيلة التباعد الاجتماعي هذه بدوام كامل. وبعضهم للأمانة مختص بالأدب ، و لا زال يؤلف الأدب على نمط " سوف أنسج لك من شعاع الشمس شالاً " أو ما شابه.
بالنسبة لي فإنني مصابة بفوبيا وسائل التواصل. تسألون لماذا؟ ببساطة أخاف!
نعم أنتم شجعان، لكنني جبانة ، لست مثلكم. أنتم أحرار، أما أنا فعندما نظرت إلي في المرآة رأيتني عبداً، أنتم تتمتعون بثقافة عالية، و أنا أخجل لأنني لا أملك ثقافة كافية .
من هم هؤلاء السوريون الذين أتحدث عنهم؟
هم السّوريون الذين كان لهم شأن منذ عهد عبد الناصر، وحتى عهد الأسد . ولهم شأن لا تعني الكثير في سورية، فقد يكون الشخص منتوف الريش لكنه يتحرك كالمكوك بين مختلف الفئات، يستطيعون كسب الأصدقاء، يكتبون الخطاب البلاغي الشعبوي.
لماذا أخاف؟
إذا كانت المنظمة التي تحمل شعار النسوية أسسها رجال، و إذا كانت الرعناء تذكرنا بنبل أصولها . نعم ينتمون لأصول نبيلة، و نحن ننتمي إلى الشعب المقتول.
لقد كشفنا الغطاء عن أنفسنا، وبعد عشرة سنوات من الدمار و الموت نتنافس على تنفيض الغبار عن كتف السلطان . أي سلطان كان.
لست خائفة فقط. بل إنني حزينة. حزينة على نفسي ، وعلى الشعب المهمّش المظلوم . أيقظوني عندما تتغير الأشياء. . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع