الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحنة السورية.. إلى أين؟

رشاد شرف

2020 / 7 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الخلل الاقتصادي في سوريا، سببه خلل سياسي بالدرجة الأولى؛ وهو عزلة النظام الاقتصادي عن العالم رغم جمود الصراع العسكري وانحساره في مناطق ضيقة، لكننا لن نلاحظ انفتاحاً سياسياً أو اقتصادياً، طالما بقي رأس النظام في السلطة والذي غرق في الفساد حتى أخمص قدميه. وأمر بقائه من عدمه مرهون بالتجاذبات الإقليمية والدولية لا بمحاربته اقتصادياً والشعب السوري الذي يعاني من الوضع المعيشي المزري بفقدان أبسط مقومات الحياة في تأمين لقمة عيشه أو جرعة ماء صالح للشرب يتأمل معجزة بتخلصه من هذا الكابوس الجاثم على صدره منذ خمسين عاماً. والكورد ليسوا أفضل حالاً من شريكه العربي في التجاذبات الدولية.
منذ بداية نيسان تجري مفاوضات كوردية كوردية برعاية أمريكية فرنسية وبوتيرة بطيئة جداً، لكنها تبقى بصيص أمل للمواطن الكوردي الذي فقد الأمل من النظام والمعارضة على حد سواء بتلبية حقوقه القومية كسائر شعوب العالم.
التفاهم الكوردي الكوردي هو اغتنام الفرصة الأخيرة لانقاذ ما تبقى من كوردستان سوريا، حيث تركيا تحتل عفرين وتل أبيض و سري كانييه وإن سمحت لها أمريكا لن تتوانى باحتلال المزيد وطرد المواطنين الكورد من أرضهم التاريخية وتوطين مرتزقتها في مناطقهم لتحقيق حلمها الطوراني بالقضاء على الوجود الكوردي في حدودها الجنوبية، لكي لا يفيق كوردها من سباتهم العميق.
وما يحز في النفس ويندى له الجبين ثمة أطراف وشخصيات التي ترعرعت في كنف النظام، وتدعي المعارضة وبإملاءات تركية تصدر بيانات وتحارب الكورد بمنطق عنصري بغيض وتحارب أي تقارب أو تفاهم كوردي وتنفي وجوده كمكون أصيل على أرضه التاريخية، هذه الأصوات النشاز سوف تذهب في مهب الريح.
والنظام السوري كاشر عن أنيابه لتحين الفرصة بالقضاء على التجربة الكوردية الفتية في الإدارة الذاتية، رغم ملاحظاتنا الكثيرة عليها في سبل الإدارة من طرف كوردي منفرد، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى وحسب الأخبار الواردة من هناك بأن أمريكا تضغط على السيد مظلوم عبدي - بقوة- بطرد عناصر حزب العمال الكوردستاني المنضوين كقواد في صفوف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وهو ليس بالأمر السهل وموقفه لا يحسد عليه، حيث العمال يصنع قائداً يخضع لإرادته فقط وعندما يبرز نجمه يزيحه ويهمشه.
السؤال الملح! هل سينجح في مساعيه؟
نأمل ذلك.
المطلوب من الطرفين المتحاورين تقديم مزيد من التنازلات لرأب الصدع الموجود ويعيد الشعب الكوردي ثقته بأحزابه ويحقق آمال الكثيرين الذين ضحوا جل حياتهم في تحقيق مطامح شعبهم في العيش بحرية وكرامة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر