الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


17 تموز بداية تزوير الحقائق

صالح لفتة
كاتب

(Saleh Lafta)

2020 / 7 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


في زمن البعث الصدامي كان ١٧ تموز يمثل عيدهم الكبير اذ كانت القصائد والاغاني تبث طول اليوم والاحتفالات في الفرق الحزبية ومقرات البعث مستمرة على هزات اجساد الراقصات واغاني المطربين كلها تمجد بقائد الثورة ومفجرها وعبقرتيه العجيبة.
ومن هنا بدأ تزوير الحقائق وتزيفها اذ أن هذا الشخص الذي سمي زوراً بالقائد لم يكن قائداً ليوم١٧ التي لم تكن ثورة اصلاً بل انقلاب حالة حال بقيت الانقلابات ولم يكن الشخص الذي يدعي القيادة هو قائد لهذا الانقلاب بل مجرد شخص مجهول لم يكن له اي صوت او تأثير او نفوذ داخل البعثين ولم يكن بالشخصية العسكرية وانما خدمة الحظ بحكم قرابته من احمد البكر الذي صعد الى قيادة الجمهورية بحكم انه الاكبر سناً بين العسكريين قادة الانقلاب وتنازل حردان التكريتي للبكر لتولي رئاسة الجمهورية ومن ذلك الوقت بدأ نجم صدام يكبر اذ تولى قيادة جهاز حنين القمعي وهو اول جهاز استخباري عراقي ومن خلال هذا الجهاز عمل على ادخال جميع أقاربه وحواشيه في الدولة بعد ان اخرجهم من قريتهم المجهولة وجاء بهم الى بغداد فأعطاهم الرتب العسكرية الدمج والمناصب واكثرهم لم يحصلوا على شهادة متوسطة وبعد ان امسك هذا الشقي بمفاصل الدولة واجبر صاحب الفضل علية على التنازل بدأ فصل جديد بتزوير التاريخ اذا استلم الرئاسة في عام 79 واعطى لنفسة اكبر رتبة عسكرية وهو الذي لم يدخل يوماً في كلية الضباط وحتى لم يكن جنديا فرأى نفسة انه اهل للزعامة وتملكه الكبر فأستخف بأهلة فأطاعوه وادخل العراق في حرب الثمان سنين التي لم تبقي ولم تذر وملئت مقابر العراق بخيرة شباب الوطن الذين كانوا يساقون للجبهة في معركة لم تكن يوماً معركتهم ويرجعون لأهلهم ممزقي الاجساد بالكاد يعرفون ومنهم الالاف لم ترجع حتى جثثهم التي بقيت في الفلوات طعاماً للضواري او في قاع الانهار والاهوار طعاماً للأسماك.
والرئيس الذي لا يجرأ احد على كبح غرورة يظن انه المنتصر والاموال تدفع له من حكام الخليج ويقضي لياليه وأيامه يحتفل بنصرة الاعلامي فقط.
وانتهت الحرب وصنع منها صاحبنا نصراً دون نصر وبطولة دون اي موقف شجاع واحد لشخصه .
ولم يكفيه ذلك ولان المكر السيء يحيط بصاحبة فقد ان الاوان لمن ساعدوه في قتل العراقيين والايرانيين ان يكتووا بنارة فدخلهم بما بقي له من جيش فجعل قصورهم خاوية على عروشها واحرق ثرواتهم وشرد شعبهم في البلدان .
وبغبائه وعجرفته قدم خدمة للغرب المستعمر لم يقدمها غيرة من القادة اذ جاء بالأساطيل وحاملات الطائرات للخليج ومن ذلك اليوم وهي باقية بفضل بطولاته المزيفة .
فخرج جيشة مهزوماً مذلولاً تاركاً كل المعدات والاسلحة التي دفع ثمنها من اموال العراقيين في ارض المعركة وايضاً صنع من هزيمته تلك التي يشهد بها كل العالم نصراً مزيفاً .
كان هو الوحيد الذي لا يرى انه هزم فقد اعماه غرورة وكان يرى نفسة رب يعبد حتى وضع لنفسة ٩٩ اسماً مثل الله.
وجاء الحصار الظالم وجاع الشعب كله الا الرئيس وأزلامه الذين لم يمسهم الضر يوماً فالموت والجوع يحصد فقط بالعراقيين اما بيت الرئيس فالخمر والراقصات والاغاني لم تفارقه يوماً وأعلامه يمجد فيه وبالانتصارات المزيفة التي حققها وصاحبنا يتكلم بالبطولات والشجاعة التي لم نراها يوماً منه حتى صرنا نصدقها على كثر ما تكلم بها لكنها مشيئة الله التي ارادت ان تفضح الظالم ليكون عبرة لكل طغاة الارض اذ اذلة بسقوط نظامه اولاً ثم اذلة اذ وجدوة مختبأ في حفرة كالجرذان شاهدة كل العالم بشكلة القبيح خارجاً من حفرة الجرذان تلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى