الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حضيرة أم تحضُّر .؟!

واثق الواثق.الحسناوي

2020 / 7 / 17
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


حضيرة أم تحضّر.؟!

كثير ممن يرون أن الحداثة والتمدن والتطور التكنولوجي هو افضل ماقدم للانسانية والبشرية جمعاء وفي وقتنا الحاضر ...ونحن نقول هو أسوء ماقدم للانسانية جمعاء حتى الاوربية ذاتها ؛ حين سلب منها انسانيتها وسلب روحها وروحانيتها ، وعطّل العقل المختلف او المعارض او المحايد لصالح انويته ؛ وسطّح وكبّل الإنسان الى درجة بات يعاني العزلة والحيرة والبؤس والفقر والحرمان والمجاعة بخاصة في قارة اسيا وافريقيا بحجة التحرر الفكري والاستقلال الجسدي او الجغرافي .نعم سادتي الافاضل ان العلمانية او التنويرية البحتة الصرفة جمّدت الانسانية وافقدتها من محتواها وحوّلت الإنسان الى شيء او مخلوق تافه حقير مستضعف واقل شانا من كل الحيوانات .فالعقل مُعطل والقوة الجسدية مُعطلة من حيث العمل والجنس .فصار الأنسان المعاصر يبحث عن ذاته بذاته المحتلة عن بعد ، بعيدا عن أهله وأحبته ومجتمعه منزوياً حاسراً ملوماً . وصار الجنس لايعمل الا بحبة الفياغرا والعقل الا بحبة الاسبرين او والجفن لاينام والروح لا تُسرّ الا بحبة المارجوانا والجسد لا يبنى الى بكم كبير من حبوب الفيتامين .حتى انسحب ذلك على النبات والحيوان . وجاء كورونا ليعطل ويشل العالم أجمع بكل معاني الشلل .فالسؤال ماذا جنى الأنسان من العقل المادي الغيري الذي يقول انا افكر اذا انا موجود ؟! او العقل الذي يقسّم البشرية عرقيا الى اغريقي وبربري؟! والعقل الذي يقول الانا والغيري الى الجحيم . والعقل الذي يرى ان الانسان هو الإله او الطبيعة ،والعقل الذي قدّس الفكر أو التصور ، والعقل الذي قدس العلم ....والعقل الذي جاء بالحروب الاغريقية والرومانية والاستعمارية الحديثة لآسيا وافريقيا، والذي أنتج الحربين العالميتين، والعقل الذي أنتج أوربا العجوز بسبب الحروب القومية المتغصبة جدا . والعقل الذي أنتج المثللين والمهجرين والمخنثين والذي جعل من المراة سلعة تباع وتشترى في الشوارع الاوربية والاسيوية ويدّعي حريتها ...علينا أن نقف وقفة صدق وحياد مسؤولة، جراء ما يجري من إنحدار وإنهيار واستحقار واستعباد واستخفاف للبشرية جمعاء .
سادتي الأفاضل: إن العقل الأغريقي والروماني لم ولن يحترم نفسه وذاته ومجتمعه بدليل تعامله المهين والمشين والمخيب للآمال مع شعبه حين أصيب بمرض كوفيد ١٩ ( بكورونا) تعامل مع شعبه تعاملاً مذلاً جداً. فكيف لنا أن نصدق أو نطمئن لهذا العقل الأناني ؛ بهذا العقل المادي الإلحادي الأنوي الغيري ، الذي يريد البقاء على حساب الملايين في الجحيم ، كما يرى سارتر او كوجية ديكارت التي تشكك في كل شيء من دون اي تحفظ بل بناء على تصورات لاتخضع الى مصاديق حقيقية لها ، او لقلية ترى الاله في تجليات وتجسيدات البشر .
#د_واثق_الحسناوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة مؤثرة تتهافت عليها شركات صناعة السيارات العالمية | عالم


.. عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج




.. أفوا هيرش لشبكتنا: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الج


.. مصدر لسكاي نيوز عربية: قبول اتفاق غزة -بات وشيكا-




.. قصف إسرائيلي استهدف ساحة بلدة ميس الجبل وبلدة عيترون جنوبي ل